يحدث التكاثف قرب سطح الأرض عندما تبرد طبقة الهواء الملامسة للأرض إلى درجة حرارة نقطة الندى ، وغالباً ما يكون التبريد ليلاً حيث تفقد الأرض الحرارة بالإشعاع ، إما نهاراً فان غزو كتلة هوائية باردة للمنطقة سيؤدي إلى تبريد الهواء وحدوث عملية التكاثف. التكاثف قرب السطح غالباً ما يكون متواضعاً بسبب إن التبريد الحاصل ليس كبيراً وبذلك لا يتكاثف بخار الماء بكميات كبيرة، لذلك هو ظاهرة لا يعتمد عليها لرفد المنطقة بالماء ، يختلف شكل التكاثف قرب السطح باختلاف طريقة تبريد الهواء وأنواعه هي:

1 ـ الضباب: Fog: ظاهرة مائية تحدث قرب سطح الأرض، وتنتج من تبريد الهواء بالطرق المختلفة لذلك تظهر لدينا أنواع مختلفة من الضباب ويعرف الضباب على انه قطيرات ماء صغيرة معلقة بالهواء قرب سطح الأرض ، اما عملياً فان الضباب يسمى كذلك إذا تناقصت الرؤيا وقياساً على الرؤيا فان الضباب يقسم إلى خفيف، ومتوسط، وكثيف، وكثيف جداً. تتناقص الرؤيا في الضباب الكثيف جداً إلى اقل من 300 متر وفي الضباب الكثيف بين 300  - 500 متر، وفي المتوسط بين 500 متر إلى 1 كيلو متر، إما الضباب الخفيف فالرؤيا لأكثر من كيلو متر.

يسبب الضباب الكثيف جداً عدداً من الحوادث للسيارات والبواخر خاصة كما يُصعب أو يمنع هبوط الطائرات في المطارات ومن فوائده انه يقلل النتح من النباتات، ومن المسطحات المائية ويحدث الضباب في الهواء الذي يحتوي على كمية كبيرة من بخار الماء، لذلك فهو ظاهرة تتكرر في المناطق القريبة من المسطحات المائية، والمناطق الرطبة الهواء ، كما يحدث في المناطق الجافة ولكن بتكراراقل ، حيث تتوفر الرطوبة بكميات جيدة في ظروف معينة والضباب أنواع بحسب فقدان الهواء لدرجة الحرارة وأنواعه هي:

2ـ الضباب الإشعاعي: هو من أخف أنواع الضباب واقصرها عمراً يحدث الضباب الإشعاعي ليلاً وعند الصباح الباكر يشترط لتكون هذا النوع من الضباب أن تكون السماء صافية حتى يستطيع الهواء ليلاً أن يفقد أكبر كمية من الحرارة بالإشعاع فالسماء الغائمة تمنع فقدان الإشعاع مما يعيق تبريد الهواء كما يشترط وجود هواء خفيف حتى تنتقل برودة الهواء لمسافة معينة في الهواء ، ويشترط كذلك توفر كمية جيدة من بخار الماء في الهواء بعد الغروب يبدأ سطح الأرض بفقدان الحرارة بالإشعاع ويتعاظم هذا الفقدان بمرور الوقت، وبذلك يبرد الهواء القريب من سطح الأرض فإذا كانت هناك كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء فان فقدان بسيط للحرارة من الهواء ستوصل الهواء إلى درجة حرارة نقطة الندى ، تبدأ عندها عملية التكاثف فتتعلق قطيرات صغيرة من الماء في الهواء وتتزايد كثافة الضباب بازدياد عدد قطرات الماء في الهواء وبعد شروق الشمس، فإن التسخين الذي يحصل عليه الهواء يؤدي إلى رفع قدرة الهواء على حمل بخار الماء مما يؤدي إلى تفتت الضباب بعد الشروق بعدة ساعات هذا النوع من الضباب يكثر في الشتاء والخريف في المدن الصناعية يزداد تكرار هذا النوع من الضباب لان الملوثات الموجودة في الجو توفر وسطاً ملائماً لتكون هذا النوع فذرات الدخان التي تملأ الجو تصبح نوويات تكاثف جيدة لتكون هذا النوع من الضباب الذي يسمى ضبخان Smog. كما يظهر هذا النوع من الضباب يومياً في الوديان حيث إن نسيم الجبل الليلي الذي يهبط إلى الوادي ليلياً يؤدي إلى خفض درجة حرارة الهواء مما يساعد على تكاثف بخار الماء في الهواء فيظهر الضباب الذي يسمى ضباب الوادي.

3- الضباب الأفقي : من أكثف أنواع الضباب، كما انه يستمر لفترة طويلة ويمكن أن يحدث ليلاً أو نهاراً، ويحدث فوق الماء أو اليابس يحدث الضباب الأفقي عندما تمر كتلة هوائية دافئة رطبة فوق سطح مائي بارد أو سطح يابس بارد ، تفقد الكتلة الهوائية الدافئة الرطبة حرارتها من الأسفل مما يؤدي إلى تكاثف بخارالماء الموجود في الهواء فيتشكل الضباب حيث يكثر هذا النوع من الضباب فوق السواحل التي تمر بالقرب منها تيارات بحرية باردة، حيث يؤدي الماء البارد إلى فقدان حرارة الهواء من الأسفل ، كما يحدث فوق اليابس المغطى غالباً بالجليد قد يستمر هذا النوع من الضباب عدة أيام، وذلك اعتماداً على نشاط الكتلة الهوائية كما يظهر هذا النوع من الضباب في مناطق التقاء التيارات البحرية الباردة بالتيارات البحرية الدافئة مما يكون مناطق ضباب دائم.

4- ضباب البخار: وهو ضباب ينتشر فوق المسطحات المائية أو فوق الأرض الشديدة الرطوبة فعندما يتحرك هواء بارد جاف فوق سطح مائي أو سطح يابس أدفئ منه فان بخار الماء المتصاعد من هذا السطح سيؤدي إلى تشبع الهواء البارد ببخار الماء بسرعة مما يؤدي إلى ظهور الضباب وهذا النوع من الضباب لا يعتمد على تبريد الهواء بل يعتمد على إضافة بخار الماء إلى الهواء البارد.

يمكن أن يظهر الضباب مرافقاً للجبهات الهوائية الدافئة والباردة خاصة على التلال والمناطق المرتفعة كما يمكن أن يظهر الضباب على السهول ذات الارتفاع التدريجي. يكثر تكرار الضباب فوق سواحل المحيطات ذات التيارات البحرية، ويقل الضباب في المناطق الجافة وفي اليابس البعيد عن الماء.

5ـ الندى: Dew يحدث الندى في الصباح الباكر حيث يبدأ بالتشكل من منتصف الليل يحتاج الندى إلى سماء صافية، هواء ساكن، وكمية لا بأس بها من بخار الماء. ففي ليالي الشتاء الطويلة يبرد سطح الأرض إشعاعياً، مما يؤدي إلى تبريد الهواء الملامس لسطح الأرض بالتوصيل ، ولان الهواء ساكن فان التبريد ينحصر فقط بالطبقة الحدية الملامسة لسطح الأرض، وذلك لان الهواء رديء التوصيل في هذه الحالة يبرد الهواء إلى دون درجة حرارة نقطة نداه وتبدأ عملية التكاثف تعمل الأسطح الباردة مثل مقابض الحديد وزجاج النوافذ والحشائش في الحدائق وأوراق الأشجار، عمل نوويات التكاثف فيتكاثف عليها الندى ، وللندى فوائد مثل تقليل التبخر من التربة والنتح من الأشجار، كما يمكن أن يساهم في ري الأشجار إذا كانت كمياته كبيرة ، فقد عمل الفلسطينيون القدامى على الاستفادة من الندى المتكون على جبال القدس في ري أشجار العنب خاصة صيفاً ، فقد وضعوا صخور صماء ملساء بطريقة مائلة قرب جذور أشجار العنب، وعندما يتكون الندى فان سطح هذه الصخور يكون بارداً ليلاً مما يسمح بتكاثف قطرات الندى عليه  تسيل قطرات الندى من الصخور إلى التربة عند الجذور مما يعطي كمية من الماء لكل نبتة يقدر بأكثر من لتر ماء يومياً.

6ـ الصقيع : Frost يحدث الصقيع بنفس الطريقة التي يحدث بها الندى، وشروطه نفس الشروط فهو يحتاج إلى سماء صافية، كمية جيدة من بخار الماء في الهواء، وهواء ساكن الفرق الوحيد إن درجة حرارة الهواء تكون دون الصفر المئوي، لذلك تتم عملية تسامي بدلاً من التكاثف. فعندما تصل درجة حرارة الهواء إلى دون درجة حرارة نقطة الندى، فان بخار الماء في الهواء عندما يلاقي جسم يتكاثف علية فانه يتسامى، أي يتحول إلى ثلج دون المرور بالحالة السائلة تلتصق ذرات الثلج المتكونة بالتسامي بالنباتات، وقد تتكدس على أسلاك الكهرباء والتلفون فتسلط وزناً عليها مما قد يؤدي إلى تقطع هذه الأسلاك ، كما أنه قد يكون طبقة رقيقة على إسفلت الشوارع مما يكون خطراً شديداً على حركة السيارات. إن الصقيع يشكل خطراً كبيراً على الطرقات حيث لا يمكن لسواق المركبات أن يميزوه مما يؤدي إلى حوادث انزلاق للمركبات خطيرة جداً.