أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-10
1050
التاريخ: 2024-02-18
989
التاريخ: 2024-05-21
876
التاريخ: 27-9-2016
1659
|
وهكذا نرى أن «حريحور» على الرغم من أنه قام بهذا الانقلاب السياسي العظيم في البلاد خطوة فخطوة، فإن أساس فلاحه يرجع إلى أنه كان قائدًا حربيًّا مهدت له الأحوال الداخلية في البلاد الاستيلاء على زمام الأمور جملة، وتولِّي العرش في النهاية. وتدل سياسته على أنه كان رجلًا محنكًا ذا خبرة عظيمة، يحسب لكل موقف حسابه، ولا أدل على ذلك من أنه كان يعلم تمام العلم أن طائفة الكهنة في طول البلاد وعرضها كانوا أصحاب الشوكة والسلطان، وأن الأحوال كانت مُهَيَّأَةً لهم للقبض على زمام الأمور في البلاد جملة؛ وبخاصة لأنه كان يعلم أن «أمنحتب» كاد يسيطر على الفرعون، وينتزع منه كل سلطاته الشرعية، وقد وصلت به الجرأة إلى أن رسم صورته على جدران المعابد بحجم مساوٍ حجم الفرعون؛ ومن أجل ذلك سعى لأن يخلفه في وظيفة «الكاهن الأكبر لآمون»؛ ليرضي أتباع هذا الإله، وبذلك ضرب ضربته على الرغم منهم بوصفه ممثلهم، فكان مثله في ذلك كمثل الملك «آي»، الذي جمع بين الجندية والكهانة، وإن كان الانقلاب الذي قام به في الواقع انقلابًا حربيًّا محضًا (راجع مصر القديمة ج5).
وقد أراد «حريحور» أن يوطِّد سلطانه في أسرته فيما بعد، فعين ابنه قائدًا للجيش، وكاهنًا أكبر «لآمون» مدة حياته؛ ليضمن له تولي العرش من بعده، غير أن الطابع العسكري كان ظاهرًا في كل تصرفات «حريحور»، يدل على ذلك أن ابنه «بيعنخي» قد لقب «قائدًا للجيش» قبل أن يلقب «كاهنًا أكبر»، بل كان يخاطب الوحي بوصفه قائدًا للجيش لا بوصفه الكاهن الأكبر «لآمون»، كما ذكرنا ذلك آنفًا.
ولا نزاع في أن «عصر النهضة» إذن كان البادئ له هو «حريحور»، وأنه لم يكن في مقدوره أن يحرز النصر النهائي الذي ناله بتولي الملك إلا بالجمع بين السلطتين الدينية والإدارية. ولما تم له كل ما أراد أصبح الفرعون في حالة من الضعف تشبه حالة خليفة المسلمين إبان سقوط الدولة العباسية في «بغداد»، والمطلع على تاريخ آخر خلفاء العباسيين يجد بينه وبين تاريخ مصر في أواخر عهد «رعمسيس الحادي عشر» أوجه شبه كثيرة — وبخاصة من الوجهة الحربية والدينية — فنرى أنه في كلٍّ قد فاز رجال الجندية على رجل الدين، مع المحافظة على هيبة رجال الدين ظاهرًا، وسلبهم سلطتهم فعلًا.
غير أن الانقلاب الذي حدث قد أدى إلى تقسيم البلاد مملكتين — كما كانت قبل توحيدها مباشرة على يد «مينا» حوالي سنة 3400ق.م — المملكة الجنوبية وعاصمتها «طيبة»، وكانت صبغتها — ظاهرًا — دينية، والثانية في «الدلتا» وعاصمتها «تانيس».
وهكذا خُتِمَ تاريخ الدولة الحديثة التي وضع أساسها «أحمس الأول»، وانتقض بنيانها بموت «رعمسيس الحادي عشر»، وعادت مصر إلى سيرتها الأولى من الانقسام.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|