المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التعجب
23-12-2014
قاعدة « الأقرب يمنع الأبعد‌ »
21-9-2016
عثمان بن سعيد بن عثمان الأندلسي
26-06-2015
Tetrahedral Graph
23-3-2022
Leukotriene Inhibitors
23-11-2018
البرهان في تفسير القرآن السيد هاشم البحراني
1-3-2016


[الاخوة الخاصة والعامة في الإسلام]  
  
3337   04:17 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1, ص326
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

الاخوة الخاصة في الاسلام [هي]أول مؤاخاة في الإسلام كانت بين المهاجرين ثم بين المهاجرين والأنصار آخى بينهم النبي(صلى الله عليه وآله)وسميناه مؤاخاة خاصة باعتبار أنها بين جماعة معدودين وإن كانت عامة باعتبار انها بين جميع المسلمين الموجودين يومئذ لانحصار المسلمين فيهم في ذلك الوقت بخلاف المؤاخاة العامة الآتية فهي بين المسلمين الموجودين ومن سيوجد إلى يوم القيامة وأراد(صلى الله عليه وآله)بناء الاسلام على أساس ثابت وطيد هو تاليف القلوب ورفع الشحناء من النفوس والتناصر والتعاون في الأعمال لأن ذلك هو السبب الوحيد في نجاح الأعمال ورقي الأمم .

[اما]الاخوة العامة في الإسلام آخى الإسلام بين عموم أهله قريبهم وبعيدهم عربيهم وعجميهم شريفهم ووضيعهم ملوكهم وسوقتهم رجالهم ونسائهم من وجد منهم ومن سيوجد إلى يوم القيامة أعلن الله تعالى ذلك في كتابه العزيز على لسان نبيه الذي أرسله بهذا الدين وتلاه النبي جهارا على المسلمين فسمعوه وقرأوه وحفظوه وكرروا تلاوته مجتمعين ومنفردين فقال إنما المؤمنون اخوة بلفظ انما المفيد للحصر فأصبح بمقتضى ذلك المسلم الذي في أقصى المغرب أخا للمسلم الذي في اقصى المشرق .

وبهذه الاخوة وعلى أساسها المتين والمحافظة عليها قام الإسلام وظهر وانتشر وبالتهاون بها ضعف وتقهقر ؛ ثم جعل لهذه الاخوة حقوقا وحدودا ولوازم فامر بالاصلاح بين المتخاصمين

منهم وأردف قوله هذا بقوله فاصلحوا بين أخويكم وفرعه عليه منبها على أن الاصلاح هو من مقتضى تلك الاخوة وموجبها وبالنصرة فقال النبي(صلى الله عليه وآله)انصر أخاك ظالما أو مظلوما . ظالما بردعه عن الظلم ومظلوما بدفع الظلم عنه وهذه هي الاخوة الصحيحة الشريفة لا أنصر أخاك ظالما أو مظلما ظالما على ظلمه ومظلوما على من ظلمه .

وقال(صلى الله عليه وآله)المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يثلمه وحرم عليه عرضه وماله ودمه ، ونهى عن أن يهجر أخاه فوق ثلاث .

وهذا يسير من كثير من لوازم الاخوة في الإسلام فانظر بعين عقلك كم في هذه الاخوة من فوائد ومنافع ومصالح عامة سياسية واجتماعية وأخلاقية وكم فيها من تاليف للقلوب وحفظ للنظام الاجتماعي وحرص على هناء العيش وسعادة البشر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.