أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2022
2051
التاريخ: 2024-12-12
150
التاريخ: 27/11/2022
1396
التاريخ: 2024-11-13
199
|
من ظواهر الطقس في المناطق الاستوائية النينو. وهي ظاهرة استوائية قديمة جديدة، فقدمها يعود إلى القرن التاسع عشر عندما استوطن الأسبان في بيرو. فقد لاحظ صيادو الأسماك إن هناك سنة من كل عدة سنين يفاجئ الصيادون فيها بان أعداد كبيرة من الأسماك تنفق وتطفو على سطح الماء بحيث إن الأسماك النافقة تغطي سطح الماء. اعتقدوا في وقتها إن هناك قوة خفية تقوم بهذا العمل فأطلقوا عليها اسم النينو El-Nino ومعناها بلغتهم الطفل المدلل أو طفل المسيح. وجديدة أنها مناخياً لم تدرس إلا في منتصف القرن الماضي. فقد لوحظ انه في سنة النينو تغزر أمطار صحراء بيرو وتشيلي الساحلية بحيث تتحول إلى جنة خضراء مغطاة بالعشب الأخضر والزهور البرية. هذه الظاهرة تحدث على خط الاستواء في المحيط الهادي في منطقة التيار الاستوائي الراجع. فالمعروف إن تيار هامبولت البارد هو أكثر التيارات الباردة اقتراباً من خط الاستواء قبل أن ينحرف غرباً ليسير بموازاة خط الاستواء. لذلك يتمتع الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية بمياه التيار البارد إلى قرب خط الاستواء عند دائرة العرض 5 5 جنوباً، وعندما ينحرف التيار ليعبر المحيط تبقى مياهه باردة لمسافة طويلة ، ما يحدث في فترة النينو إن هذا التيار ينقطع ويحل محلة التيار الاستوائي الراجع. فتسود مياه دافئة مكان المياه الباردة والى دائرة عرض 15 جنوباً. ما هو مصدر هذه المياه الدافئة، هناك رأيان، الأول يقول أن مصدرها التيار الاستوائي الشمالي والذي لسبب ما يعبر خط الاستواء. وهذا الرأي ضعيف لان التيار الشمالي ينحرف غرباً قبل أن يصل إلى خط الاستواء بحوالي 15 دائرة عرض الرأي الثاني يقول أن الضغط العالي شبة المداري على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية يقترب من خط الاستواء كثيراً، فيبعث برياح تحرك تيار همبولت البارد وتسمح له بالاقتراب من خط الاستواء قبل أن ينحرف غرباً. بالجهة المقابلة هناك ضغط واطئ يتمركز على سواحل استراليا الشرقية، مما يسمح بجذب الرياح من السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية إلى السواحل الشرقية لأستراليا والى جزر أندونيسيتا بموازاة خط الاستواء، وهذا ما يعرف بدورة ولكر Walker circulation ودورة ولكر هي دورة محلية فوق خط الاستواء من المحيط الهادي، حيث إن الضغط الواطئ على دارون استراليا وفوق الجزر الاندنوسية يؤدي إلى تصاعد هواء دافئ مداري إلى ارتفاع معين حيث عندها يتحرك الهواء المتصاعد شرقاً باتجاه ساحل أمريكا الجنوبية الغربي. وفوق هذه السواحل يهبط الهواء مكوناً ضغط عالي على سواحل بيرو. إن سبب هذه الدورة هو اختلاف الحرارة بين شرق المحيط الهادي الاستوائي البارد وغرب المحيط الهادي الاستوائي الدافئ لسبب ما غير معروف لحد ألان تتبدل مواقع الضغط، فيصبح ضغطاً عالياً على سواحل اندونيسيا واستراليا الشرقية، وضغطاً واطئاً على سواحل أمريكا الجنوبية الغربي. أي إن الهواء يتصاعد من الساحل الشرقي للمحيط الهادي وفى الأعلى يتجه غرباً ليهبط فوق الجزر الاندنوسية مكوناً ضغطاً عالياً فوقها، مما يؤدي إلى هبوب الرياح السطحية منها باتجاه سواحل أمريكا الجنوبية الغربي. هذا يؤدي إلى انعكاس الدورة الهوائية والتي بدورها تؤدي إلى انعكاس الدورة المائية. فينشط التيار الاستوائي الراجع كثيراً فيوقف تدفق التيار البارد ويقطعه ليحل محله. لذلك يتوقف أولا التيار البارد ثم يبدأ وصول الماء الدافئ. والدليل هو إن بداية ظاهرة النينو تكون على شكل موجة مائية مرتدة واضحة. هذا التبدل في شكل الدورة يطلق علية التذبذب الجنوبي Southern Oscillation. حيث يحصل بين فترة وأخرى انقطاع في هذه الدورة ثم تنعكس الدورة كما وضحنا. فاستمرار الدورة يؤدي إلى استمرار المناخ السائد (جفاف وانخفاض الحرارة في الساحل الشرقي للمحيط الهادي، وأمطار وارتفاع الحرارة على الساحل الغربي للمحيط الهادي). في حين أن انقطاع الدورة يؤدي إلى أمطار غزيرة على بيرو، وقلة الأمطار على اندونيسيا وساحل استراليا الشرقي. يحدث النينو كل عدة سنوات من كانون الأول إلى آذار نتيجة ضعف تصاعد المياه من الأسفل Upwelling وإحلال مياه دافئة متحركة من الغرب والشمال. وبالنسبة للمياه ففي الحالة الاعتيادية يكون سمك الماء الدافئ قليلاً، بينما سُمك الماء البارد كبيراً لذلك فالرياح إلهابه من الساحل تستطيع أن تزيح الطبقة الخفيفة من المياه الدافئة لتتصاعد مكانها مياه باردة من الأعماق. إن استمرار إزاحة المياه من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية يؤدي إلى تكدس الماء الدافئ على الساحل الشرقي لأسيا واستراليا. لذلك يتكون انحدار في مستوى الماء حيث يكون على الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية اخفض بحوالي 40.م. في حالة النينو ونتيجة للموجة الراجعة فان سُمك المياه الدافئة يصبح كبيراً، ولضعف الرياح فلا تزاح الطبقة الدافئة مما يؤدي إلى انقطاع تصاعد الماء البارد من الأسفل بعبارة أخرى فان تكدس الماء الدافئ على سواحل شرق أسيا وعندما تتراخى الرياح التجارية يعود وعلى طول خط الاستواء إلى السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية. في هذه الحالة يصبح سمك الماء الدافئ على سواحل أمريكا الجنوبية كبيراً مما يقطع تصاعد الماء البارد من الأسفل. ودائماً عندما تنتهي ظاهرة النينو، تعقبها ظاهرة اللانينا La Nina (البنت) في اللغة الأسبانية والتي تؤدي إلى عودة المياه الباردة إلى السواحل ولكن بدرجة أبرد بكثير ولفترة معينة. هناك عده نظريات حاولت أن تفسر حدوث ظاهرة النينو، نجملها بما يأتي:
(1) نظرية تراخي وخمول الرياح التجارية: الرياح التجارية في غرب أمريكا الجنوبية لا تهب بنفس القوة دائما، وإنما هناك فترات تضعف فيها قوة هذه الرياح. إن ضعف قوة الرياح ينتج عنه ضعف في إزاحة الماء الدافئ السطحي قرب سواحل بيرو مما يؤدي إلى تسخين عالي للمياه، قد ينتج عنه انخفاض في الضغط فوق المياه. كما إن هذا الضعف يؤدي إلى انعدام القوة التي تحجز المياه الدافئة على سواحل أسيا، مما يسمح لهذه المياه الدافئة بالانسياب شرقاً باتجاه ساحل أمريكا الجنوبية الغربي.
(2) دورة ولكر والتذبذب الجنوبي: هي نظرية تفسر سبب تراخي الرياح التجارية. فاختلاف الضغط بين الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية والساحل الشرقي لأسيا يفسر سبب نشاط الرياح التجارية إن اختلاف هذا الضغط يؤدي إلى تراخي وضعف هذه الرياح ثم انقطاعها. فالتغيير الحاصل في دورة ولكر بسبب التذبذب الجنوبي يؤدي إلى تغيير هبوب الرياح فتصبح غربية بدلاً من شرقية، مما يؤدي إلى دفع المياه من سواحل أسيا إلى سواحل أمريكا الجنوبية وبذلك تبدل المياه الباردة على تلك السواحل بمياه دافئة تمنع تصاعد الماء من الأسفل فتقتل الأسماك لقلة المواد الغذائية المتوفرة.
(3) اختلاف في موازنة الطاقة المحلية بسبب تقدم اضطرابات من النصف الشمالي: يقترح ليتو إن انتقال الاضطرابات من النصف الشمالي عبر خط الاستواء بين حين وآخر قد يكون هو العملية التي تؤدي إلى إطلاق العملية برمتها. حيث أن تزايد سقوط الأمطار على سواحل الإكوادور وبيرو الجافة يؤدي إلى استهلاك كمية كبيرة من الطاقة لتبخير الماء من التربة. إن استهلاك هذه الطاقة يؤدي إلى تقليل الطاقة المخصصة للتوصيل الجاف مما يؤدي إلى ضعف الرياح نتيجة قلة التباين في درجات الحرارة. وضعف الرياح يقلل من تصاعد الماء البارد من الأعماق مما يؤدي إلى انقطاعه بسبب غزو المياه الدافئة من شمال خط الاستواء. إن وجود الماء الدافئ قرب السواحل ينشط التبخر ويساعد على زيادة سقوط الأمطار.
(4) حوادث مؤثرة على الطقس: يمكن لأية ظاهرة مؤثرة على الطقس أن تحول الحالة إلى شيء ملاهم لبدء النينو. فمثلاً انفجار بركان أو أي ظاهرة طقسية من خارج المنطقة قد تؤثر على كمية الإشعاع الشمسي الواصل مما يؤثر على الدورة العامة للرياح.
للنينو تأثيرات طقسية مباشرة وغير مباشرة. تؤثر ظاهرة النينو على زيادة الأمطار وارتفاع الحرارة على ساحل بيرو والإكوادور، مما يؤدي إلى فيضانات عندما تكون الظاهرة شديدة. تشهد جنوب البرازيل وشمال الأرجنتين مناخاً أكثر رطوبة من المعتد في الربيع وبداية الصيف، كما تشهد وسط التشيلي شتاءا معتدلاً وأمطارا غزيرة. طقس أكثر حرارة وجاف بعض الشيء يشهده حوض الامزون حالة جفاف تشهدها اندونيسيا والفلبين وشمال استراليا. وهناك تأثيرات غير مباشرة للنينو على مناطق ابعد.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|