المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نصائح عامة لكتابة نص التقرير التلفزيوني وإعداده للبث
26-7-2021
Hereditary Fructose Intolerance
24-7-2018
علم النفس الطبي‏
9-05-2015
سبب نزول الآيات (17-20) من سورة الزمر
31-3-2016
THERMAL EXPANSION AND CONTRACTION
25-9-2020
مخاطر غذائية Food Hazards
13-5-2018


مجيء عتبة بن ربيعة إلى النبي ليرجع عن دعوته  
  
3775   04:22 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص334
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015 3228
التاريخ: 28-4-2017 3101
التاريخ: 10-12-2014 3648
التاريخ: 28-4-2017 3136

لما رأت قريش أمر النبي(صلى الله عليه وآله)يزداد كل يوم ظهورا وأصحابه يكثرون رغب إليهم عتبة بن ربيعة وهو من رؤسائهم في أن يعرض على النبي(صلى الله عليه واله)أمورا لعله يقبل بعضها ويكف عن دعوته فقال له يا ابن أخي انك منا حيث قد علمت من المكان في النسب وقد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم فاسمع مني اعرض عليك أمورا لعلك تقبل بعضها . إن كنت إنما تريد بهذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا وإن كنت

تريد تشريفا سودناك علينا فلا نقطع أمرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب حتى تبرأ فتلا عليه النبي(صلى الله عليه واله)سورة السجدة وعتبة منصت فلما انتهى انصرف عنه إلى قريش وأخبرها أنه لا طمع له في مال ولا سلطان وأشار عليهم أن يخلوا بينه وبين العرب فان تغلبت عليه استراحوا منه وان اتبعته فلقريش فخاره فلم يعجبهم ذلك .

ولم تدع قريش وسيلة ترجو منها القضاء على الاسلام وأهله والحيلولة دون انتشاره إلا توسلت بها ولا سبيلا تأمل الوصول منه إلى ذلك إلا سلكتها وبلغت في ذلك جهدها وغاية استطاعتها فأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون .

عمدت أولا إلى تكذيبه والحط من قدره باللسان بالذم والتنقيص لتكف الناس عن اتباعه فقالت تارة أنه ساحر وأخرى انه كاهن ومرة انه شاعر ومرة انه يعلمه بشر وأغروا به شعراءهم أبا سفيان بن الحارث وعمرو بن العاص وعبد الله بن الزبعري فلما لم ينجح ذلك فيه وبقي جادا في أمره واتباعه يزدادون كثرة كل يوم عمدت إلى أذاه واذى أصحابه باليد فرجمته في داره ووضعت السلاء على ثيابه وسلطت أطفالها عليه يرمونه بالحجارة وفعلت أفعالا شبه ذلك وعذبت أصحابه بالحبس والضرب والقتل والالقاء في الرمضاء وغير هذا واضطرتهم بذلك إلى الهرب من بلادهم والهجرة إلى الحبشة ولم تقنع بذلك حتى أرسلت إليهم من يردهم فما زاد هو في دعوته إلا مضاء وأصحابه إلا كثرة وثبات يقين فعرضت عليه المال والملك وكل ما يطمع الناس فيه عادة فلم يمل إلى شئ من ذلك وهددته وأهله وأنذرتهم بالحرب ومشت إلى عمه أبي طالب مرارا لتصده عن نصره وتحمله على ارجاعه عن عزمه بالتهديد وأنواع الحيل فلم يجد ذلك شيئا فعمدت إلى مقاطعتهم وحصرهم في شعب من شعاب مكة لا يجالسون ولا يكلمون ولا يبايعون ولا يناكحون حتى يموتوا جوعا أو يرجع محمد(صلى الله عليه واله)عن دعوته فصبروا على ذلك ثلاث سنين فلما أعيتها الحيل ائتمرت فيه وعزمت على قتله وبعثت إليه من يهجم عليه ليلا في داره فيقتله فخرج هاربا منهم إلى المدينة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.