أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
6013
التاريخ: 9-05-2015
5907
التاريخ: 10-05-2015
6681
التاريخ: 2023-12-07
5560
|
يبحث هذا العلم التغييرات التي تطرأ على فكر الإنسان ومزاجه نتيجة الأحداث (السيكولوجية) التي يتعرض لها خلال مراحل حياته المختلفة. أو نتيجة إصابته ببعض الأمراض البدنية وما يرافقها من أثر نفسي على مجمل شخصية الإنسان الفكرية.
وعلم النفس الطبي ليس موضوعا علميا حديثا ، وإنما له جذور تأريخية منذ ظهور الطب اليوناني في عصر الطبيب المعروف (جالينوس) حتى بزوغ فجر الإسلام المشرق.
وكان الرسول الأكرم (صلى اللّه عليه وآله وسلم) أول من عالج موضوع النفس الإنسانية وتقلباتها ، ووضع الحلول والاسس الكفيلة للقضاء عليها وإتقاء شرها. فكان (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لا يترك كبيرة أو صغيرة لها مساس بالعلم والطب- لا سيما علم النفس الطبي- إلّا وقام بشرحها وتبيانها للمسلمين ، حتى أصبحت قوانين ثابتة ، خلدت مع الدهر ، وواكبت العلم كسراج دائم الاشعاع لا ينقضي ولا ينطفئ نوره.
تلك هي السنة المحمدية وأحاديثه النبوية الشريفة. وهذه الأحاديث ليست حدثا طارئا ، أو أفكارا للقراءة والنشر ، وإنما نبعت من معايشة المسلمين للواقع في تلك الفترة الزمنية ، وما سيلاقونه ويواجهونه في مستقبلهم القادم (أولا).
وأنها مستقاة من القرآن الكريم ، ذلك البحر العميق الذي يحوي الكثير من الكنوز العلمية المختلفة (ثانيا).
وأروع مثال خالد لهذه المدرسة القرآنية النفسية ما جاء في الآية الكريمة من سورة الرعد : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد : 11].
وموضوع علم النفس ، وما يطرأ على النفس البشرية ، ورد في أكثر من آية ، فالقرآن الكريم هو الينبوع الذي يستقي منه الأئمة الأطهار (عليهم السلام) الحلول للمعضلات الطبية بأنواعها النفسية والجسمية ، مضافا إليها سيرة الرسول العظيم (صلى اللّه عليه وآله وسلم) التي ورثوها عنه بإعتبارهم خلفاؤه وورثة علمه ، وأعلم الناس بعده.
فلا عجب أن نرى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) قد غذّى هذا الجانب المهم من (الطب) بالكثير من وصاياه وخطبه ، وطبقها في سيرته الحميدة ، التي نجدها متكاملة الجوانب في كتاب «نهج البلاغة» فآراؤه لا تزال شامخة بالسمو تستحق الإحترام وسط مدارس (علم النفس الطبي) الحديثة.
وقد أكمل المهمة من بعده الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من ولده ، حيثما سنحت الفرصة لهم ، كالسجاد والصادق والرضا (عليهم السلام).
كذلك يحتفظ التأريخ الإسلامي بأسماء العديد من الأطباء الذين ساهموا في تقدم العلوم الطبية ، ولا سيما الطبيب المعروف (أبو بكر الرازي) الذي ألّف العديد من الكتب الطبية في مختلف مجالات علم الطب وفروعه ، وكذلك طبيب الفلاسفة وفيلسوف الأطباء المشهور (ابن سينا).
وفي عصرنا الحاضر ، ونتيجة لتطور الأجهزة والامكانات الطبية والتفرغ للبحث العلمي ، نجد أنّ العلوم الطبية بفروعها المختلفة بدأت تسلك آفاقا جديدة وحديثة ، حيث تم ان شاء المدارس الطبية والكليات والجامعات ، وازداد عدد الأطباء سنة بعد اخرى ، حتى ظهر الاتجاه الحديث نحو التخصص في مجال العلوم الطبية ، وكان ذلك مترادفا مع الثورة الصناعية التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية وما رافقها من تطور حياتي واسع في مختلف المجالات.
ولكن بالرغم من ذلك النمو والتطور الطبي (الكمي والنوعي) ، نجد أنّ الأمراض النفسية والمشاكل الروحية ، والقلق المهيمن على حياة الكثير من البشر أخذت تنمو بسرعة وازدياد ، مما حدا بعلم النفس الطبي أن يتوسع ويتخصص أكثر من ذي قبل ليواكب هذه المتغيرات الجديدة ، حتى أصبح الآن من العلوم الطبية المهمة والواسعة في عصرنا الحاضر ، وأصبح له رواد ومدارس ذات اختصاصات مختلفة ومتعددة.
طيّب! وما هي النتيجة التي سنحصل عليها الآن من هذه القفزة العلمية الكبيرة التي حدثت في المجالين (الكمي والنوعي) حاليا؟ أظن أنّ ذلك ليس بخاف على القارئ الكريم ، ولا يحتاج إلى مزيد تفكير عند ما يرى بعينه الملايين من الناس يتقاطرون على المستشفيات والعيادات والمصحات للعثور على حل لمشاكلهم النفسية والعاطفية والإجتماعية. وهذا يدل بلا أدنى شك ، وبصورة قاطعة لا تقبل النقاش والجدل ، على أنّ تلك المشاكل هي أكبر بكثير من إمكانيات العالم الطبية ، وأنه لم يعد بالإمكان معالجة هؤلاء المصابين معالجة علمية كافية تتناسب مع ضخامة العدد المتنامي منهم.
وسوف يجعل المستقبل من هذه الظاهرة المؤلمة أكثر تعقيدا وإثارة. وربما سيجعل منها إحدى الكوارث التي تهدد البشرية ومستقبلها ، لأنّ تلك الملايين من المرضى والعاطلين عن العمل ، والمصابين بمختلف الأمراض والعقد النفسية ، لن تتمكن من مجاراة بقية الناس والعيش معهم بسعادة وهناء ، وبالتالي لن يستطيعوا أن ينعموا بعيش شريف مطمئن يليق بكرامة الإنسان وقناعته ، إذا لم يتحولوا مستقبلا إلى مصدر شقاء وتعاسة لعوائلهم وغيرهم من الناس.
والقرآن الكريم عند ما ركز على بعض العلوم الطبية النفسية وأنها ستكون مشكلة المستقبل. فأنّه أوضح الأسباب لذلك ، وأعطى العلاج الشافي الملائم. فكل آية عبارة عن مدرسة للعلم والطب ، وكل كلمة فيه هي درس كامل يأخذ منه الإنسان أصدق وأثبت وأفضل ما يريد في حياته الحاضرة.
حيث يقول الإمام علي (عليه السلام) موجزا هذه المعاجز الطبية في أجلى وأجمل وأعظم الكلمات البليغة في دعاء ختم القرآن المجيد ، عند ما يقول : «اللّهمّ اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونوّر بالقرآن بصري ، وأطلق بالقرآن لساني ، وأعنّي عليه ما أبقيتني ، فإنه لا حول ولا قوة إلّا بك».
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|