الحرارة لا ترتفع عن الصفر المئوي في الصيف في كلا القطبين، لذلك ليس هناك ذوبان للجليد. ففي الصيف يكون النهار لمدة ستة أشهر، وبذلك تستلم المناطق القطبية كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي في هذا الفصل، ولكن أشعة الشمس مائلة لا يزيد ارتفاعها عن 23 في مركز القطب، كما أن عاكسية الثلوج Albedo عالية، لذلك تبقى درجات الحرارة منخفضة. وسوف نناقش هنا نموذجين الأول جزيرة جرينلند والتي ستمثل القطب الشمالي وذلك لان القطب الشمالي مركزة ماء والتسجيلات فيه قليلة، وبذلك فان جزيرة جرينلند يمكن أن تمثل القطب الشمال والقارة القطبية الجنوبية فهي يابسة وتوفرت عنها إحصاءات في الفترة الأخيرة.

جزيرة جرينلند التي تمتد بين دائرتي عرض 40 5-580 شمالاً متجمدة طوال العام باستثناء سواحلها حيث إن التأثير البحري يؤدي إلى رفع درجات الحرارة عن الصفر المئوي. في الصيف، سجلت أسمت في جرينلند درجة حرارة - 11 م، وفي الحوض القطبي الشمالي سجلت درجة حرارة صفرم. واضح إن يابسة جرينلند أبرد من ماء القطب الشمالي. أما في الشتاء فقد سجلت أسمت درجة حرارة - 47 م، وفي القطب الشمالي سجلت درجة حرارة -. م. أما المعدل السنوي لدرجة الحرارة في جرينلند فتتراوح بين 5م في أطرافها الجنوبية إلى - 30 م في وسطها وهي أعلى منطقة في الجزيرة. لذلك فان أي ارتفاع في درجة الحرارة عبر العصور التاريخية يجعل من الممكن أن تستوطن أطراف هذه الجزيرة كما حدث في العصور الوسطى. إن انخفاض الحرارة الكبير في أجزائها الجنوبية مقارنة بالمناطق التي تقع على نفس دائرة العرض يعود إلى تأثير التيارات البحرية الباردة بالقرب من سواحلها فالتيارات البحرية الدافئة لا يصل تأثيرها إلى سواحل جرينلند خاصة الغربية منها.

التباين الكبير في درجة الحرارة بين الصيف والشتاء يؤدي إلى ظهور مدى حراري كبير جداً ففي أسمت المدى الحراري السنوي 36 م، وفي القطب الشمالي 38 م، وهذه المديات مرتفعة، ولكنها اقل ارتفاعاً من سيبريا، حيث إن الموقع البحري للجزيرة أثر كثيراً على خفض المدى الحراري السنوي. فعند مقارنة المدى الحراري على الجزيرة بالمدى الحراري السنوي في سيبريا يكون الفارق كبيراً. فالمدى الحراري في سيبريا يصل إلى 60 م أما المدى الحراري اليومي فهو معدوم لان الشمس مشرقة خلال 24 ساعة وتبقى على نفس ارتفاعها عن الأفق في اليوم الواحد، أو مختفية خلال 24 ساعة وبذلك لا يظهر تباين يومي للحرارة ترتفع درجة الحرارة أحياناً عن الصفر في هذه المناطق عند مرور الجبهة الدافئة من المنخفض الجوي ثم بعد ذلك تعود لتنخفض بسرعة بعد عبور الجبهة.

القارة القطبية الجنوبية التي تحتل قلب القطب الجنوبي فهي متجمدة طول العام. فقد سجلت القارة القطبية الجنوبية درجة حرارة - 28 م صيفاً، أما في الشتاء فدرجة الحرارة تنخفض في داخل القارة القطبية الجنوبية إلى أكثر من - 59 م، وقد سجلت اخفض درجة حرارة -88 تم، وهي اخفض حرارة مسجلة في العالم يتراوح المعدل السنوي للحرارة في القارة القطبية الجنوبية بين - 5 م في أقصى الأطراف إلى 56 م في الوسط الحقيقة إن معظم سواحل القارة القطبية يسجل معدلاً حرارياً اقل من - 10 ثم إن شكل القارة الشديد الانحدار في الشرق يجعل الانحدار الحراري في شرق القارة أكبر من الانحدار الحراري في غربها.

التباين الكبير في درجة الحرارة بين الصيف والشتاء يؤدي إلى ظهور مدى حراري كبير جداً. ففي القطب الجنوبي يكون المدى الحراري السنوي 31 م. أما المدى الحراري اليومي فهو معدوم لان الشمس مشرقة خلال 24 ساعة وتبقى على نفس ارتفاعها عن الأفق في اليوم الواحد، أو مختفية خلال 24 ساعة وبذلك لا يظهر تباين يومي للحرارة. ترتفع درجة الحرارة أحياناً في هذه المناطق عند مرور الجبهة الدافئة من المنخفض الجوي ثم بعد ذلك تعود لتنخفض بسرعة بعد عبور الجبهة. ولا زالت القارة في بداية اكتشافها والبعثات العلمية تعمل فيها. كما تجدر الإشارة إلى أن تأثير انخفاض الحرارة في القارة على قارات النصف الجنوبي محدودة وذلك لان الهواء الخارج منها سيمر عبر الماء قبل وصولة إلى اليابس.