رياح يومية خفيفة السرعة يقتصر وجودها على المناطق الساحلية، سببها اختلاف التسخين بين اليابس والماء. فالمعروف إن الماء يسخن ببطء، بينما اليابس يسخن بسرعة. اختلاف التسخين هذا بين اليابس والماء يؤدي إلى اختلاف ضغطي بسيط لا يتجاوز 2 مليبار بين اليابس والماء المجاور، ولكنة كافٍ لهبوب رياح من مناطق الضغط العالي إلى مناطق الضغط الخفيف. ولان الاختلاف الضغطي بسيط فتكون سرعة الرياح خفيفة. بعد شروق الشمس يسخن اليابس بسرعة، بينما يبقى الماء بارداً نسبة إلى اليابس. بمرور الوقت يتعاظم الفرق الحراري بين اليابس والماء، فيتشكل ضغط خفيف فوق اليابس بينما يكون الضغط فوق الماء عالياً نسبياً تبدأ نتيجة هذا الاختلاف الضغطي البسيط حركة للهواء على شكل نسيم من فوق الماء إلى اليابس المجاور يسمى نسيم البحر. ما أن تصل الرياح إلى اليابس حتى تبدأ تتسخن وبذلك ترتفع إلى الأعلى، ولكنها لا تصل إلا إلى ارتفاع لا يتجاوز 500 متر ثم تتحرك أفقيا في الأعلى متجهة إلى الماء. وفوق الماء تهبط لتعوض الهواء الذي خرج من فوق الماء باتجاه اليابس. وبذلك تتشكل دورة هوائية هي دورة نسيم البحر النسيم الهاب من فوق الماء باتجاه اليابس يكون رطباً ومنعشاً في المناطق المعتدلة، حيث يؤدي إلى تخفيف درجة الحرارة على اليابس المجاور، ولكنه مزعجاً في المناطق الحارة، حيث يؤدي إلى زيادة الرطوبة. لا يتوغل نسيم البحر في اليابس إلا إلى عمق 70 - 90 كم، حيث إن خشونة اليابس تمنعه من التوغل العميق. قد يساعد هذا النسيم إذا كانت الأجواء ملائمة على ظهور الغيوم في السماء وحتى إلى سقوط المطر. يبدأ هذا النسيم الساعة 10 صباحاً على شكل هواء خفيف، وتزداد سرعته حيث يصل إلى أقصى سرعة له الساعة 2 بعد الظهر، ثم يعود ليخف ويتوقف عن الحركة قبل غروب الشمس. في المساء يبدأ اليابس يفقد الحرارة بسرعة، بينما الماء مازال محتفظاً بحرارة النهار التي اكتسبها. يتشكل نتيجة ذلك ضغط عالي على اليابسة وضغط خفيف على الماء، فتتحرك الرياح من اليابس إلى الماء ويسمى نسيم البر. عند وصولها فوق الماء تتسخن وترتفع إلى الأعلى، وعند ارتفاع 500 متر تتحرك بشكل أفقي مرتدة إلى اليابس حيث تهبط فوق اليابس لتعوض عن الهواء الذي خرج من فوق اليابس، وبذلك تتشكل دورة هواء بين اليابس والماء تسمى دورة نسيم البر هذا النسيم قادر أن يتوغل فوق الماء لمسافة 300 كم، لان سطح الماء أملس فلا يوجد احتكاك كبير مع سطح الماء. الهواء المتصاعد من فوق سطح الماء والعائد إلى اليابس على شكل تيار هابط يلطف حرارة اليابسة ولا يسمح للحرارة بالهبوط كثيراً في الليل. يبدأ هذا النسيم الساعة 10 مساءاً ويشتد الساعة 2 بعد منتصف الليل، ويتباطأ بعد ذلك ليتوقف قبل شروق الشمس.

نسيم البر والبحر ظاهرة تكاد تكون يومية، فلا يقطع ظهورها إلا إذا كانت هناك رياح عامة نشطة، حيث إن منحدر الضغط في الرياح العامة يكون أكبر من منحدر ضغط الرياح المحلية فيغطي عليها. فمثلاً إذا كان منحدر ضغط الرياح العامة من اليابس إلى الماء نهاراً فانه يقطع نسيم البحر لذلك اليوم وتستمر الرياح تهب من اليابس إلى الماء. يكون نسيم البر والبحر فوق البحار الكبيرة والمفتوحة والمحيطات أنشط منه فوق البحار المغلقة، وذلك لان التباين الحراري بين اليابس والماء فوق البحار المغلقة اقل من التباين الحراري فوق البحار المفتوحة والكبيرة والمحيطات فمثلاً نسيم البر والبحر على سواحل البحر المتوسط أنشط وأكبر تأثيراً من نسيم البر والبحر فوق البحر الأحمر والخليج العربي.

يستفيد صيادي الأسماك المحليون اللذين يستخدمون المراكب الشراعية من هذه الظاهرة، حيث يخرجون ليلاً مستفيدين من نسيم البر الذي يدفع مراكبهم إلى عرض البحر. ونهاراً يستخدمون نسيم البحر لتعيد مراكبهم إلى اليابسة. كما يستعمل نسيم البر والبحر في توليد الطاقة الكهربائية عن طريق تحريك مراوح خاصة لتوليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح، واضمن رياح مستمرة الهبوب هي نسيم البر والبحر.