المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



أثر حب الأولاد  
  
110   10:11 صباحاً   التاريخ: 2024-11-18
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص335ــ336
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016 1811
التاريخ: 11-1-2016 2246
التاريخ: 5-6-2017 1659
التاريخ: 11-8-2018 1454

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): ((قال موسى: يا ربّ أي الأعمال أفضل عندك؟

قال: حبّ الأطفال فإني فطرتهم على توحيدي فإن أمتّهم أدخلتهم برحمتي جنتي(1).

وقال (عليه السلام): ((إن الله عزّ وجلّ يرحم الرجل لشدة حبه لولده))(2).

وروي أنه لما كان العباس وزينب - ولد علي (عليه السلام) - صغيرين، قال علي (عليه السلام) لولده العباس: قل واحد، فقال: واحد، فقال: قل اثنان، قال: أستحي أن أقول باللسان الذي قلت واحد اثنان، فقبّل عليّ عينيه، ثم التفت إلى زينب وكانت على يساره فقالت: يا أبتاه أتحبنا؟

قال: نعم يا بني أولادنا أكبادنا، فقالت: يا أبتاه، حبان لا يجتمعان في قلب المؤمن: حب الله وحب الأولاد، وإن كان لا بد فالشفقة لنا والحب لله خالصاً، فازداد علي بهما حباً(3).

وقال محمد بن مسعدة البصري: كان لجعفر بن محمد ابن يحبه حباً شديداً، فقيل: ما بلغ من حبك له؟ قال: ((ما أحب أن لي ابناً آخر فينشر له في حبي))(4).

وقال المفضل بن عمر: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وعلي ابنه في حجره وهو يقبّله، ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه، ويضمه إليه ويقول: ((بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك، وأبين فضلك؟!))(5).

_______________________

(1) مستدرك الوسائل: 15: 114.

(2) وسائل الشيعة 15: 201، عدة الداعي: 78.

(3) مستدرك الوسائل: 15: 215.

(4) کتاب العيال 1: 315.

(5) وسائل الشيعة: 18: 557. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.