أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-27
763
التاريخ: 2024-03-08
740
التاريخ: 2024-02-15
1084
التاريخ: 2023-11-25
1272
|
خشي الانجليز من حدوث فوضى عسكرية، فاستدعوا شارل الثاني، ابن شارل الاول، لحكم البلاد في سنة 1660، فتمت بذلك عودة اسرة ستيوارت للحكم. وحكم شارل الثاني من سنة 1660 الي سنة 1685، وحكم بعده اخوه، جيمس الثاني من سنة 1685 الي سنة 1688. وكانا من أنصار الحكم المطلق، مثل والدهما، وكان الاول يميل للكاثوليكية، وكان الثاني كاثوليكيا، متعصبا وحاول فرض المذهب الكاثوليكي على الانجليز، مما ادى الى نشوب الثورة سنة 1688.
وكان هناك انقساما بين الجيش ومجلس العموم، منذ استقالة ريتشارد كرومويل. وكان الجيش نفسه منقسما الى قسمين: قسم من الانجليز، وقسم من الأسكتلنديين. وحاول القسم الانجليزي ان يستخدم مجلس العموم، ولكن الجيش الأسكتلندي تدخل في لندن، وحل البرلمان، واستدعي برلمان جديد. وفي هذه الحالة من الفوضى ظهر استدعاء شارل الثاني على انه حل للازمة، ولم تفرض عليه اي شروط، مما ساعد على احتفاظه بحرية علاقته بالبرلمان. ولقد وافق البرلمان على ان يمنحه تبلغ 1,200,000 جنيه سنويا لكي يواجه بها، نفقاته دون ان يستدعي البرلمان باستمرار لمواجهة أزمته المالية.
ومنذ اول الامر ظهر ان انجلترا تجتاز عهدا جديدا، فبدا يظهر انه من أنصار السلطة المطلقة، ولا يعترف برقابة البرلمان على سياسته ولا بإقامته الوزراء، وان كان قد اضطر، من وقت لآخر، الي التساهل، حتى لا يصل الى ازمة.
ولقد تميز حكم شارل الثاني بظهور المسالة الدينية من جديد وبذلك الصراع الذي قامت به الكنيسة الانجليكانية ضد البيوريتان خاصة وان شارل الثاني كان من أنصار الكاثوليكية، والتي كان الانجليز يحاربونها في الداخل والخارج. وكان البرلمان من أنصار الكنيسة الانجليكانية، فاتخذ قرارات ضد البيوريتان، واجبر موظفي الدولة على القسم بالإخلاص للكنيسة الانجليكانية، وحرم البيوريتان من تقلد وظائف الحكومة. وأصدر بعد ذلك قانون وحدة العقيدة حتى يطبق هذه السياسة. ورغم ذلك فان شارل الثاني ظل يجابي الكاثوليك، وظل في حاجة الى المال، وباع دنكرك لملك فرنسا لويس الرابع عشر، سنة 1662، بعد ان كان كرومويل قد حصل عليها، وذلك نظير مبلغ خمسة ملايين جنيه. ونتيجة لاستمرار حاجته الى المال، أعلن شارل الثاني الحرب على الهولنديين سنة 1664 واضطر بعد ثلاث سنوات الى ان يخفف من صرامة قانون الملاحة تجاههم، نظير حصوله على بعض مستعمراتهم الناشئة في العالم الجديد. ونفس الحاجة الي المال دفعت شارل الثاني فيما بعد الي التحالف مع لوي الرابع عشر ضد الهولنديين في سنة 1670 بمعاهدة دوفر، التي تعهد فيه شارل الثاني بالتحول الي المذهب الكاثوليكي.
ولقد اثار ذلك الموقف الراي العام الانجليزي، وخاصة بعد ان أعلن شارل الثاني تصريح التسامح ضد المذاهب المنشقة، للبيوريتان، وللكاثوليك. وتقرب الانجليكان من البيوريتان، خوفا من المذهب الكاثوليكي، فاضطر الملك الي التراجع في تصريح التسامح الذي كان قد أعلنه. ولكي يثبت الملك ارتباطه بكنيسة وانجلترا زوج ابنة اخيه الكبرى من وليم اورانج الهولندي وعدو لويس الرابع عشر، سنة 1674، ثم أعلن الحرب على فرنسا سنة 1677. وانتهز الانجليكان المؤاسرات التي كانت تحدث لتوجيه ضربات قوية للكاثوليك في انجلترا.
وحاول شارل الثاني ان يفض البرلمان، ويعيد انتخابه، ولكن المجلس الجديد اظهر تشددا أكبر وصادر ممتلكات دوق يورك أخو الملك، الذي كان قد اعتنق الكاثوليكية ولكي يدافع البرلمان عن نفسه أصدر قانونا بمنع احتجاز او سجن اي فرد لمدة اربعة وعشرين ساعة دون تقديمه للمحاكمة تامينا لأنفسهم من رجال الحكومة والسلطة التنفيذية. ولكن البرلمان انقسم على نفسه بين مجموعتين: (التوري) وهم أنصار سيطرة الملك على الحكومة، و (الويجز) وهم أنصار سيطرة البرلمان على اتجاهات الملك، وكان ذلك اساسا لظهور حزبي إنجلترا الشهيرين.
ظل شارل الثاني يحكم حكما مطلقا حتى وفاته سنة 1685، وكان قد تحول الي الكاثوليكية، دون ان يعلم أحد.
وتولي الملك بعده اخوه جيمس الثاني، وكان كاثوليكيا، وحاول ان يعيد انجلترا الي المذهب الكاثوليكي. وكان لا يخفي مذهبه، ويشارك في اقامة الصلوات، مما اثار قلق الانجليز. ولقد كون جيمس الثاني جيشا قويا، وعمل على ارهاب البلاد به، كما عين الكاثوليك في مناصب رئيسية في الكنيسة الانجليكانية، وسمح لليسوعيين بالدخول الي انجلترا. واقام علاقات ودية مع البابوية، اظهرت خضوعه للبابا. وكان الانجليكان قد صبروا على شارل الثاني، ثم صبروا بعد ذلك على جيمس الثاني، وعلي اساس ان كلا من ابنتيه تزوجت بأمير بروتستانتي، الكبرى من وليام اورانج الهولندي، والثانية من جورج، اخو ملك الدانمارك. ولكن جيمس الثاني تزوج من جديد سنة 1688 من اميرة ايطالية كاثوليكية، ووضعت له ابنا. الامر الذي جعل الوراثة تسير صوب هذا الامير الكاثوليكي قبل اختيه. ولذلك فان كبار اللوردات والانجليكان والبيوريتان والويجز، والتوري، دعوا الامير وليام اورانج، بعد عشرة ايام من ميلاد ولي العهد، من اجل اعادة الحرية وحماية المذهب البروتستانتي. وكان وليام اورانج يخشى من تدخل لويس الرابع عشر ضده من الجنوب، ولكن سرعان ما اتجهت القوات الفرنسية صوب منطقة الراين في الشرق، مما أطلق حرية الحركة لوليام اورانج للتدخل في انجلترا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|