أن الترابط بين توزيع الضغط وحركة الرياح العامة لا تحتاج إلى دليل حيث أن الرياح هي ناتج الاختلافات الضغطية. ولان الضغط الجوي هو نتاج اختلاف توزيع الحرارة على سطح الأرض، لذلك فان الضغط الجوي وما ينتج عنه من رياح عامة هما نتاج التوزيع غير المتساوي للإشعاع الشمسي على سطح الأرض. ولنفهم بشكل جيد توزيع الضغط على سطح الأرض لابد لنا من مناقشة العوامل المؤثرة على هذا التوزيع وهي:

1. الحرارة Heat: العلاقة بين الحرارة والضغط علاقة عكسية. فالمناطق التي ترتفع حرارتها ينخفض فيها الضغط بسبب تمدد الهواء وارتفاعه إلى الأعلى. بينما المناطق التي تنخفض حرارتها يرتفع فيها الضغط بسبب انكماش الهواء وانكباسه إلى الأسفل. لذلك إذا لم تكن هناك عوامل أخرى، فان الحرارة هي المسئولة عن توزيع الضغوط فيظهر الضغط الواطئ الحراري حول المنطقة الاستوائية، ويتحرك هذا الضغط شمال وجنوب خط الاستواء مع حركة الشمس الظاهرية. أما المناطق القطبية فيظهر فيها ضغط عالي حراري وذلك لشدة انخفاض درجة الحرارة طيلة أيام السنة. وهذا ما يلاحظ كذلك على سواحل شرق القارات التي تمر بها التيارات البحرية الدافئة فيكون فوقها الضغط منخفضاً، بينما السواحل الغربية يكون ضغطها مرتفعاً بسبب التيارات البحرية الباردة.

2. الحركة الصاعدة والهابطة للهواء Ascending and Descending Air: في المناطق التي يرتفع فيها الهواء إما بسبب الحرارة أو بسبب التقاء الكتل الهوائية، تكون مناطق ضغط واطئ كما في العروض الوسطى التي تكون مسرحاً لالتقاء الكتل الهوائية. أما مناطق هبوط الهواء من الأعلى إلى الأسفل إما بسبب انخفاض الحرارة أو بسبب لقاء التيارات الهوائية العليا، فأنها تكون مناطق ضغط عالي، كما في العروض المدارية حيث تلتقي في الأعلى التيارات الهوائية الاستوائية وشبه القطبية لتهبط فوق المناطق المدارية (دائرة عرض 30 شمالاً وجنوباً) مما يكون ضغط عالي على السطح كما في عروض الخيل .

عوامل أخرى Other Factor: مثل الارتفاع عن سطح البحر Altitude الذي يؤدي إلى قصر طول عمود الهواء، وهذا العامل لا يظهر تأثيره على خريطة التوزيع وذلك لأننا نتعامل مع قيم الضغط بإنزالها إلى مستوى سطح البحر. والعامل الأخر هو كمية بخار الماء في الهواءMoisture . فالمعروف أن بخار الماء اخف وزناً من الهواء، لذلك عندما يكون موجوداً في الهواء بكميات كبيرة فأنه يؤدي إلى الانخفاض .