أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-28
204
التاريخ: 24-1-2022
2761
التاريخ: 6-2-2022
2172
التاريخ: 2024-11-04
142
|
التنظيم العصبي لعمليات تغذية الأبقار
في التجارب في مجال فسيولوجيا التغذية للحيوانات الزراعية ثبتت عدم الاهتمام بدرجة كافية بدور الجهاز العصبي بجانب تغذية الحيوانات الزراعية.
وبالنسبة للتنظيم العصبي لعملية الهضم المعقدة ثبت حقائق أمكن الحصول عليها في المعامل وأيضًا من نتائج ثبتت في تجارب على الحيوانات وتفاعلها مع الظروف الخارجية.
ففي حالة الهضم بصورة عادية في الحيوانات المجترة ينتقل الغذاء من المعدة وفى الأمعاء في موجات منتظمة للكتلة الغذائية (في المتوسط 50-60 موجة في الساعة)، وإذا حدثت إعاقة لنظام عملية الهضم مثل تغيير مكونات الكيموس (مثل إضافة مادة غذائية تزيد من نسبة المواد الجافة لتصبح نسبتها من 3-4 إلى 6-7%) يؤدى إلى تأخر هضم الكتلة الغذائية بمقدار 0.5 - 2 ساعة.
وتجربة تعطيل الهضم في هذه الحالة أدت إلى وجود تكوين كيموس غير طبيعي في الاثني عشر واستخدم كإشارة تحذير إلى التعطيل المؤقت للهضم.
ومما سبق ومن الملاحظات الأخرى أجريت دراسات خاصة على الحيوانات الزراعية واتجاهها في تفسير أهمية وصف ما بداخل المعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة وشرح العلاقة المعقدة في عمل هذه الأجزاء وجميع أجزاء القناة الهضمية، ولذلك أجريت تجارب على الماشية والأغنام والخنازير بعمل فستيولا في المعدة والأمعاء.
ولأجل وصف التفاعل الكيماوي استخدم حامض كلوردريك وصودا وكيموس حيوان آخر وماء ومواد أخرى.
وكان رد الفعل للقناة الهضمية على التفاعل الذي يحدث في أجزاء القناة الهضمية، المعدة، والأمعاء وتتلخص في السلوك ومستوى تفريغ evacuation المعدة والأمعاء، والأس الهيدروجيني للكيموس، كما أجريت بعض التقديرات الكيماوية (المادة الجافة والأزوت ... إلخ)، وكذلك عمل المعدة والاثني عشر والمصران الأعور.
ومن التجارب التي أجراها E.A. Gokovsiki على الأغنام باستخدام فستيولا دائمة في المعدة والأمعاء، ومع إدخال محلول حامض الهيدروكلوريك في أمعاء الاثني عشر لوحظ توقف انتقال الكيموس من المنفحة ولكن إفراز العصارات لم يتوقف، وإن إدخال محلول حامض الهيدروكلوريك في الكرش أدى إلى تقوية انتقال الكيموس من المعدة إلى الأمعاء كما ارتفع إفراز العصارات.
وفى تجارب أجراها كالتسوف (1964) لوحظ وجود منطقة استقبال للمحاليل في الأجزاء المختلفة للمعدة والأمعاء في الثيران، ولكن الاستجابة لتأثير المحاليل مختلفة، وأن إدخال 200 سم3 من 0.5٪ محلول الكورودريك في الكرش أسرعت من اندفاع الكيموس في الأمعاء الدقيقة، ولكن إدخال هذه الكمية من المحلول في الاثني عشر والمصران الأعور على العكس أوقفت اندفاع الكيموس لمدة طويلة.
ولأجل تفسير التنظيم العصبي لعملية الهضم أجريت تجارب أجراها T. N. Verdictovou واستخدم الماء ومحاليل فسيولوجية لملح الطعام للإثارة في حالة الإفراط أو النقص في التوتر. وكما سبق ذكره إذا تناول الحيوان الماء بكمية كبيرة في الحالة العادية له لا يصل إلى أمعاء الحيوانات المجترة، ولذلك يعتبر الماء مؤثرًا شديد التأثير في التفاعل، وإن إعطاء الثور 3-5 لترا من الماء في الاثني عشر أدى إلى إيقاف والانخفاض الشديد في اندفاع وتحرك الكيموس وإفراز العصارات في آخر أجزاء المعدة المركبة.
وإن إدخال محلول فسيولوجي في أمعاء الاثني عشر أدى إلى إيقاف قليلا وبصورة واضحة الاندفاع للكيموس ولكن بعد 3-4 ساعات استعاد معدل تحركه إلى الوضع الأصلي. وكان تأثير إدخال محلول ملح الطعام بتركيز 2% في أمعاء الاثني عشر واضح وأدى إلى توقف تحرك الكيموس كلية لمدة 45 - 55 دقيقة ثم استعاد تحركه في خلال 4-5 ساعات التالية، ومع هذا زاد بشكل واضح مستوى تحرك الكيموس من الأمعاء الرفيعة إلى الغليظة. وأثبتت دراسة على مكونات الكيموس عدم تغير التركيب الكيماوي له في جميع الحالات، وانخفضت كمية المواد الجافة في الكيموس إلى 0.926 - 0.971٪ بإدخال محلول الإفراط في التوتر hybertonic في الأمعاء الرفيعة، وفي المقابل كانت نسبة المواد الجافة 6-8٪ في الكرش في حالته العادية.
وكانت الاستجابة لتأثير المستقبلات العصبية للأمعاء الغليظة مختلفة بالنسبة لأداء أعضاء الهضم في الثيران عند إمداد الحيوان بالمحاليل المثيرة للتفاعل. كما أن وجود محلول فسيولوجي في الأمعاء الغليظة زاد بدرجة عالية من اندفاع الكيموس من المعدة إلى الأمعاء الرفيعة.
وأدى إدخال الماء والمحلول الفسيولوجي والكيموس في المصران الأعور إلى رد فعل قوى في الأمعاء الغليظة حيث ظهر على الحيوانات الإسهال. ومن هذه الدراسات اتضح الوضع بالنسبة لوجود منطقة قابلة للاستجابة لتأثير الماء والمحاليل الفسيولوجية في القناة الهضمية للحيوانات المجترة، وكذلك وجود ارتباط انعكاسي في عمل المعدة والأمعاء الرفيعة والغليظة، وقد اتضح هذا أيضًا عند دراسة فسيولوجيا العطش.
وأدى إدخال الماء في الكرش إلى خفض الحاجة إلى الشرب، ومن هنا يتضح وجود مناطق استجابة في الكرش لها أهمية كبيرة في تنظيم الاحتياج إلى الماء، وكذلك تكوين تركيب كيموس محدد يصل إلى المنفحة.
وبالنسبة للتعبير الواضح عن وجود مناطق استجابة في الحيوانات المجترة تؤدى إلى حقائق جديدة. فإذا أُدخل في أمعاء الثور (وزن الجسم الحي 400 كجم) من خلال الفستيولا الماء في أمعاء الاثني عشر بكمية مقدارها 3-5 لترا، يظهر خلال 10-15 دقيقة بول دموي. والماء الذي يصل إلى الأمعاء يمتص ويؤدى إلى نقص التوتر في أوعية الوريد البابي portal vein (وريد ضخم يحمل الدم من أعضاء الهضم والطحال إلى الكبد) مما يؤدى إلى انحلال haemolysis في دم العجول. وفى حالات خاصة مع إدخال الماء في أمعاء الاثني عشر للثيران لوحظت حالة مشابهة للإصابة بالإغماء، وخلال 15-20 دقيقة بعد إدخال الماء جلس الثور على الأرجل الخلفية ثم سقط على جنبه ويستمر على هذه الحالة لمدة 5 - 10 دقائق ثم يدخل بالتدريج في حالته العادية.
ومع إدخال الماء في الأمعاء يزداد بشدة معدل التنفس (يصل إلى 60) وينخفض النبض إلى 36-41 نبضة في الدقيقة. ولذلك لا يدخل الماء في الغشاء المخاطي للأمعاء الرفيعة للماشية عندما تشرب الماء بصورة عادية، وتختفي الميكانيكية المختصة بتنظيم الامتصاص عند إدخال الماء النقي في الأمعاء بطريقة عملية. ومع إدخال الماء في أمعاء الحيوانات المجترة نلاحظ تأثير هيموجلوبين يوريا haemoglobin uria مرتبط بنوعية الهضم، بينما إدخال الماء في أمعاء الاثني عشر للعجول في عمر مبكر لا يؤدى إلى حالة هيموجلوبين يوريا وظهرت هذه الحالة في العجول في عمر 75 - 80 يوما وهذا يدل على وجود تغير شديد مع تقدم العجول في العمر لميكانيكية تنظيم عمليات الهضم والامتصاص ويحدث التحسين في وقت قصير جدا ولهذا يمكن القول أنه في الحيوانات المجترة تامة النمو تحدث تفاعلات في الكرش تشبه التفاعلات في أمعاء العجول والحيوانات ذات المعدة الواحدة. ويعتبر الجهاز العصبي ذو تأثير كبير في تنظيم العمليات المعقدة للهضم في الحيوانات الزراعية وخاصة الحيوانات المجترة، وتُساعد معرفة التنظيم العصبي في أداء المعدة والأمعاء في معرفة كثير من التأثيرات التي نلاحظها عند اختلال الهضم في الحيوانات في حالات تغذيتها على أغذية رديئة وكذلك التغير المفاجئ من نظام تغذية إلى نظام آخر بالإضافة إلى عوامل أخرى ويُعتبر فقد الشهية أول الأعراض الخارجية نتيجة اختلال عمليات الهضم، وأحيانًا يرفض الحيوان تناول الطعام لمدة طويلة. وفي هذه الحالة يظهر التأثير الغذائي على الحيوان نتيجة إشارة أو تنبيه تقوم به النهايات العصبية للأعضاء الداخلية تحت التأثير غير الطبيعي لحالة العضو. ومن هنا يمكن القول أيضًا أن تأثير التغذية على الحيوانات مثل اختيار الأغذية التي ترغبها تعتبر معبرة عن احتياجاتها الداخلية التي تظهر من خلال الجهاز العصبي وبصفة خاصة خلال قشرة المخ في صورة الإقبال على الغذاء أو رفضه.
ويعتبر تأثير العوامل الخارجية التي لها تأثير على الطبقة الخارجية (قشرة المخ) على سير العمليات الداخلية والتي تحدد إنتاجية الحيوانات الزراعية في كثير من الحالات مثل رعاية الحيوانات ووضع برنامج للحظيرة (مثل التغذية في ساعات معينة من اليوم وتحديد أوقات راحة للحيوانات ومعاملة جيدة ووضع نظام للرعي ومواعيد الشرب).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|