أقرأ أيضاً
التاريخ: 9/11/2022
1965
التاريخ: 2-1-2016
6808
التاريخ: 10-12-2015
2805
التاريخ: 11-12-2015
9424
|
مقا- سوف : ثلاثة اصول ، أحدها- الشمّ ، يقال سفت الشيء أسوفه سوفا ، وأسفته. وذهب بعض أهل العلم الى أنّ قولهم- بيننا وبينهم مسافة : من هذا. والأصل الثاني السواف : ذهاب المال ومرضه ، يقال أساف الرجل ، إذا وقع في ماله السواف. وأمّا التأخير فالتسويف. يقال سوّفته إذا أخّرته.
مصبا- ساف الرجل الشيء يسوفه سوفا من باب قال : شمّه ، ويقال إنّ المسافة من هذا ، وذلك انّ الدليل يسوف تراب الموضع الّذي ضلّ فيه ، فان استاف رائحة الأبوال والأبعار علم أنّه على جادّة الطريق ، وإلّا فلا ، وأصلها مفعلة ، والجمع مسافات. وسوف كلمة وعد ، ومنه سوّفت به تسويفا : إذا مطلته بوعد الوفاء ، وأصله أن يقول مرّة بعد اخرى سوف أفعل.
مفر- سوف : حرف يخصّص أفعال المضارعة بالاستقبال ويجرّدها عن معنى الحال ، نحو سوف أستغفر لكم. ويقتضي معنى المماطلة والتأخير ، واشتقّ منه التسويف اعتبارا بقول الواعد سوف أفعل كذا.
معاني الحروف 109- سوف : من الحروف الهوامل ، وهي عدة وتنفيس ، ومبنيّة على الفتح ، وفتحه كراهية الخروج من الواو الى الكسر ، مع كثرة الاستعمال ، ولم تعمل وهي مختصّة بالفعل ، لأنّها صارت كأحد أجزائه بمنزلة لام المعرفة في الأسماء ، ويدلّ على ذلك قوله تعالى : . {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ } [الضحى : 5] - وهذه اللّام إنّما تدخل على الاسم والفعل المضارع ، فلولا أنّ سوف صارت كأحد حروف الفعل لما جاز أن تدخل عليها اللّام. وقد حكي- سو أقوم ، وهو من الشاذّ الّذي لا يؤخذ به.
مغني اللبيب- سوف : مرادفة للسين أو أوسع منها على الخلاف ، وكان القائل بذلك نظرا الى أنّ كثرة الحروف تدلّ على كثرة المعنى ، وليس بمطّرد. ويقال فيها سف وسو وسي مبالغة للتخفيف ، وتنفرد عن السين بدخول اللّام عليها-. {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ} [الضحى : 5].
صحا- سفت الشيء أسوفه ، إذا شممته ، والاستياف : الاشتمام ، والمسافة : البعد ، وأصلها من الشمّ ، وكان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب فشمّه ليعلم أهو على قصد أم على جور ، ثمّ كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتّى سمّوا البعد مسافة.
والسواف : مرض المال وهلاكه ، يقال وقع في المال سواف أي موت. وانّ الأصمعيّ يقول السواف ، ويقول الأدواء كلّها تجيء بالضمّ نحو النّحاز والدكاع والقلاب والجمال. قال سيبويه : سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد ، ألا ترى انّك تقول سوّفته إذا قلت له مرّة بعد مرّة سوف أفعل ، ولا يفصل بينها وبين يفعل.
قع- ، (سوف ، ساف)- فني ، زال ، انتهى ، انقرض.
(سوف) نهاية ، ختام ، آخر ، طرف ، حدّ.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الانتهاء والتأخّر ، وبهذه المناسبة تطلق على المرض الشديد ، والموت ، والانتهاء في ذهاب المال ، والتأخير ، والمماطلة.
وأمّا الشمّ : فكأنّ النظر فيه الى التحقيق والتفتيش عن الانتهاء في أيّ جهة ، في سير أو كمال أو بلوغ الى حدّ أو رائحة.
والمسافة : يراد منها محلّ انتهاء الامتداد المنظور.
وأمّا سوف : فمأخوذ من هذه المادّة ، ويلاحظ فيه معنى التأخير والانتهاء بالمعنى الحرفيّ ، فيدلّ على تأخير في المضارع ، لا مطلقا.
ويؤخذ منه كلمات- سو ، سي ، سف ، س- مخفّفة.
وهذا المعنى ليس باشتقاق اصطلاحيّ متداول ، بل تجانس وتقارب في الموادّ ، يوجب اشتراكا في المفهوم والأصل.
ولا يخفى أنّ موادّ السود والسور والسوغ والسوف : تدلّ على انتهاء واعتلاء ، كما أنّ السيل والسيع والسيف والسير والسيح والسيب والسوك والسوع تدلّ على جريان وحركة.
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ} [المائدة : 54]... ، . {سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ} [الفاتحة : 93] * ... ، . {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر : 3] * ... ، . {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} [الصافات : 179].
وهذه الكلمة إنّما استعملت في موارد- موضوع متأخّر ، عمل مستقبل ، جزاء يجزى بعد ، علم يحصل من بعد ، وهكذا.
ومن الموارد الّتي تستعمل كلمة سوف : فيما لا يمكن تحقّقه ووقوعه وجريانه في الحياة الدنيا وفي عالم المادّة المحفوفة بالحدود والابتلاءات ، والمربوطة بالقوى الجسمانيّة والانفعالات ، كالأجر العظيم وتحقّق الرضوان الكامل واللقاء التامّ لمن يعمل صالحا ويبتغي مرضاة ربّه :
{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 146].
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 114].
{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [الضحى : 5].
وكالعلم بحقيقة الأحوال والأعمال ، والاطّلاع على السرائر ، ورؤية حقائق الآثار ونتائج الأفعال لمن احتجب في هذه الدار الظلمانيّة واستغرق في بحر التمايلات النفسانيّة والصفات الحيوانيّة :
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} [التكاثر : 1 - 3].
{وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ} [الصافات : 179].
{ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر : 3].
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ.
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|