أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2020
1646
التاريخ: 17-4-2020
3083
التاريخ: 20-12-2020
2766
التاريخ: 27-3-2022
6286
|
إن الدراسة الجغرافية تعني بالتفاعل بين الإنسان وبيئته الطبيعية في الحيز الذي يعيش فيه تأثراً وتأثيراً ، وهذا التفاعل يأخذ صوراً متعددة من البيئة الجغرافية الأخرى تبعاً لتنوع عناصر التأثير واختلاف قوة كل منها، الأمر الذي مكن الباحثين من تقسيم العالم إلى أقاليم جغرافية عديدة. وإذا كانت الصياغات اللفظية قد أستخدمت منذ أقدم العصور لرسم ملامح هذه الأقاليم، فإن الخارطة كانت رديفة الكلمة في تحقيق هذا الهدف.
لا يقتصر استخدام الخارطة على الدراسات في ميدان علم الجغرافيا، بل يتعداه الى كثيرمن العلوم ، لكن الخارطة تبقى عدة الجغرافي في بحثه ومصدراً مهماً من مصادر معلوماته، فتوزيع الظواهر الجغرافية مكاناً لا تناسبه وسيلة أفضل من رسم الخارطة ، كما أنها تزود الجغرافي بمعلومات غاية في الأهمية سواء في الدراسات الطبيعية أو البشرية، ونجاح الجغرافي في تمثيل الظواهر الجغرافية الحقيقية ورسمها بإتقان على الخارطة يمكنه من تفسير الظواهر الجغرافية من نواحي التشابه والاختلاف المكاني ، فهي تسهم بتوفير قاعدة واسعة من المعلومات النوعية والكمية المرتبطة بالمكان والبعيدة عنه مما يوفر فرصة أفضل للتفسير والتحليل.
وفي ميدان طرق البحث في الجغرافيا لم تعد الصياغات اللفظية كافية ومقبولة لوحدها ما لم تكن الخارطة جزءاً أساسياً في البحث، بل أن كل دراسة تخلو من خارطة سيكون انتماؤها الى الحقل الجغرافي موضع تساؤل.
أما في جغرافية الصناعة، فكما في علم الجغرافيا عامة، تتعدد مجالات استخدام الخرائط في البحث والدراسة نستعرض أبرزها بالآتي :-
أولاً : تمثيل مقومات النشاط الصناعي وبيان مواقعها ومواضعها، وتحويل شروحها وأوصافها المقروءة الى خرائط منظورة، وهذه تكون برموز نوعية مثل رموز الموقع والموضع كالموقع الفلكي وموقع الجوار والمناجم وعيون الماء، ومصادر الطاقة وتوزيع المستوطنات الحضرية والريفية، ورموز خطية كموارد المياه السطحية وتفرعات الأنهار الخطوط الكنتورية واتجاهات الريح وطرق النقل البرية والنهرية وخطوط نقل المياه والطاقة .
ثانيا : بيان التوزيع الجغرافي وهذه يمكن أن تكون نوعية أو كمية، وقد تكون نوعية وكمية في وقت واحد. كما أنها يمكن أن تكون مساحية أو حجمية بحسب خصائص الظاهرة قيد البحث، ومثالها خرائط أقاليم المناخ والنبات الطبيعي، توزيع السكان وحجوم المستوطنات، وتوزيع المواد الأولية وبيان مصادرها ومقاديرها، والأسواق وقدراتها .
ثالثاً : تمثيل اتجاهات حركة مدخلات الصناعة مثل حركة قوة العمل رأس المال، ومصادر الطاقة والمياه. وتبين خرائطها أبعاداً مكانية للمدخلات بدءاً من مصادرها نحو أماكن استثمارها النهائية، كما يمكن أن تتضمن دلالات كمية عن مقادير تلك المدخلات أو قيامها .
رابعاً : توزيع النشاط الصناعي جغرافياً بين الدول والأقاليم ومكانياً بين الوحدات الإدارية سواء بإجماله أو بفروعه، ويمكن اعتماد أحد أو أغلب أو جميع متغيراته المتاحة من عدد المنشآت وعدد العاملين، وقيمة الإنتاج وقيمة مستلزمات الإنتاج والقيمة المضافة، أو أية متغيرات أخرى متاحة للتمثيل الخرائطي.
خامساً : ومن خلال الخرائط يمكن مراقبة ومتابعة التطور الصناعي ونموه سواء على مستوى الدولة أو وحداتها الإدارية، لعموم النشاط أو لفروعه، مما يتيح ضبط أو رسم الاتجاهات المستقبلية الزمانية والمكانية المقترحة للنشاط الصناعي .
سادساً : بيان عمليات التسويق للمنتجات النهائية أو نصف المصنعة واتجاهاتها نحو الأسواق المحلية والإقليمية والدولية وهذا البيان يمكن تمثيله بخرائط اتجاهات حركة مكانية، وقد تتضمن مقداراً كمياً بالكميات أو القيم المتحركة .
سابعاً : تمثيل أنماط الصناعة القائمة بهيئة خرائط مثل حالات التركز والتشتت والتنوع والتخصص، وحجوم المنشآت الصناعية، ملكيتها بين القطاعات العام والخاص والمختلط ، قطاع محلي واستثمار أجنبي استثمار مشترك .
ثامناً : إعداد خرائط عن البنية الصناعية العامة والإقليمية ومتابعة تطورها وتغيرها الزماني والمكاني .
تاسعاً : رسم الاتجاهات المستقبلية المتوقعة والمقترحة للنشاط الصناعي سواء لفروعه أو لاتجاهات المواقع الصناعية المقترحة .
عاشراً : رسم خرائط لتأثيرات الصناعة على أحوال المكان ومنها تأثيراتها على البيئة وبيان مصادر ونوع ومقدار الملوثات التي قد تخلفها الصناعة. ومن جهة أخرى بيان تأثيرات الصناعة في إعادة توزيع السكان والاستيطان.
أحد عشر : تساعد الخرائط الصناعية في إيضاح الروابط الصناعية بين الصناعات في الموقع الواحد وبين المواقع الصناعية المختلفة متجاورة أم متباعدة، واتجاهات تلك الروابط خلفية وأمامية وقطرية مما له تأثير لاحق في اقتصاديات الموقع وفي تخطيط سياسات الموقع الصناعي لاحقاً. أما الأشكال البيانية فيمكن اعتمادها في بحوث جغرافية الصناعة في مجالات عديدة أهمها :-
أولاً : تطور ظاهرة الصناعة ممثلة بمتغيراتها جميعاً أو ببعضها لمدة دراسة محددة لمتابعة التغير الزماني باستخدام المنحنيات والمضلعات والأعمدة البيانية وسواها .
ثانياً : استخدام المنحنيات أو المضلعات أو الأعمدة أو الدوائر البيانية وسواها في بيان الاختلافات الإقليمية في النشاط الصناعي .
ثالثاً : استخدام ذات الأشكال البيانية في تمثيل التباين بين فروع الصناعة ووصف وإيضاح التباين الزماني أو المكاني أو كليهما لهذه الفروع وللباحث أن يجتهد فيما يراه مناسباً في استخدامات أخرى للخرائط أو الأشكال البيانية في هذا المجال، عندما يجد فيه تحقيق نفع أو فائدة شرط التزامه بالضوابط المتعارف عليها بعلم الخرائط .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) يستخدم المؤلف كلمة خارطة وليس خريطة فيؤيد ما ذهب إليه أحمد سوسة في أن العرب لم يعرفوا كلمة خريطة بغير معناها اللغوي وهو الحقيبة التي يحمل بها المتاع أو الكتب والرسائل، واستعملوا كلمات مثل الصورة أو الرسم أو لوح الترسيم أو لوح الرسم للدلالة على ما ندعوه اليوم بالخرائط كما جاء في كتاب مسالك الأبصار ، لأبن فضل الله العمري و نزهة المشتاق ، للإدريسي، وقد أخذ العرب في وقت متأخر عن الروم لفظ و Carta ، كارتا اللاتيني بصيغة الجمع فقالوا قرطاس. أما اللفظ (خارطة) فقد عربه المصريون أيام محمد علي عن الفرنسية : كارت ، Carte
أ- أحمد سوسة، الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية، شركة كولبنكيان ونقابة المهندسين العراقية، الجزء الأول، بغداد، 1974، ص 235 .
ب ـ د. إبراهيم شوكت خرائط العرب الأولى مجلة الأستاذ المجلد العاشر، بغداد، 1962، ص38
ج ـ د .سعدي علي غالب، د. صلاح ياركة علم الخرائط في التراث العربي الإسلامي، مجلة البحوث الجغرافية، كلية التربية للبنات جامعة الكوفة، العدد الثالث، 2002 ، ص 137
(1) د .عبد الزهرة علي الجنابي، د سعدون شلال ظاهر، تقويم استخدام الخارطة في تدريس مادة الجغرافيا في المدارس الثانوية مجلة البحوث الجغرافية كلية التربية للبنات جامعة الكوفة، العدد الرابع، 2002، ص 183.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|