الكوروبلث وخرائط الأقاليم الرعوية
المؤلف:
د. فتحي عبد العزيز ابو راضي
المصدر:
خرائط التوزيعات البشرية ورسومها البيانية
الجزء والصفحة:
ص 311 ـ 315
2025-10-27
51
تستخدم طريقة الكوروبلث لرسم خرائط الأقاليم الرعوية لبيان مناطق الرعي الجائر أو المفرط، ومناطق الرعي المتوازن، وكذلك مناطق الرعى الكامنة أي التي تستوعب المزيد من الحيوانات الرعوية ويحتاج تصميم خريطة من هذا النوع إلى كثير من الدقة والخبرة، كما يتطلب من الكارتوجرافي الذي يقوم بإنشاء مثل هذه الخريطة أن يدرك أولاً مفهوم الطاقة الرعوية للأرض Carrying Capacity والذي يقصد به عدد وحدات الحيوان الذي يمكن أن تعوله مساحة من الأرض بحشائشها الطبيعية (1963 ,Alexander). ويختلف عدد وحدات الحيوان من منطقة لأخرى كثافة الحشائش، فمثلاً في المنطقة الصحراوية بجنوب غربي الولايات المتحدة يمكن أن يستوعب الكيلو متر المربع الواحد 2,4 رأس ماشية في المتوسط ويمكن أن يمدها بالعشب الذي يمكن أن تحيا عليه، بينما في المروج على السفوح الجبلية وفي مروج الاستبس فإن الكيلو متر المربع يمكن أن يستوعب من 2 – 10 رأس ماشية في المتوسط ، أما على الأطراف الشرقية للسهول العليا فتزداد الطاقة الرعوية حتى أن الكيلو متر المربع يمكن له أن يستوعب من 11 - 24 رأس ماشية في المتوسط. كما يختلف مفهوم الطاقة الرعوية للأرض حسب نوع الحيوان والذي يتمثل في الماشية أو الأغنام أو الماعز أو الخيول ولذا فإن تطبيق المفهوم السابق على منطقة ما فإنه ينبغي أن يوحد كل أنواع الحيوان إلى وحدات حيوانية Animal Units)) .
بواسطة جهاز البلانيمتر أو بالطريقة التخطيطية (طريقة المربعات) حسب ما يسمح به مقياس رسم الخريطة وبعد ذلك نوقع عدد الوحدات الحيوانية في كل وحدة إدارية في جدول يقدر منه الطاقة الرعوية لكل كيلو متر مربع من الأرض الرعوية في كل وحدة إدارية. فمثلاً إذا كانت الطاقة الرعوية في وحدة إدارية ما وحدات حيوانية للكيلو متر المربع، وكانت مساحة المنطقة الرعوية في هذه الوحدة الإدارية 20 كيلو متر مربع، فمعنى هذا أن الطاقة الرعوية لهذه الوحدة الإدارية تستطيع أن تستوعب عدداً مثالياً من الوحدات الحيوانات قدره 160 وحدة حيوانية ثم نقوم بعد ذلك بحساب الانحراف بين العدد المثالي أي العدد المفروض أن يكون في الوحدة الإدارية وبين العدد الحقيقي من الوحدات الحيوانية الموجود بالفعل فى الوحدة الإدارية، ثم ينسب هذا الانحراف إلى العدد المثالي للوحدات الحيوانية فى هذه الوحدة الإدارية لنحصل على النسبة المئوية للانحراف سواء كانت بالسالب أو بالموجب وتطبق نفس الاجراءات في بقية الوحدات الإدارية الأخرى، وفى النهاية توقع قيم النسب المئوية داخل مساحة الوحدات الإدارية على الخريطة، ونختار لها نظاماً مناسباً من التظليل المتدرج، الذي يتضمن تظليلاً للنسب السالبة يكون بنمط النقط، وتظليلاً للنسب الموجبة ويكون بنمط خطوط التظليل، وتترك المناطق المثالية فى طاقتها الرعوية خالية من أي نوع من التظليل. والشكل رقم (8) - (29) يوضح نوعاً من الخرائط التي تبين الطاقة الرعوية فى المنطقة الشمالية من بلجيكا، ويظهر على الخريطة المناطق غير المتطورة رعوياً والتي يمكن أن تستوعب المزيد من حيوانات الرعي، والمناطق التي تتميز بالرعي الجائر والتي تتحمل أكثر من طاقتها الرعوية، بالإضافة إلى المناطق المثالية في طاقتها الرعوية أي المناطق التي يتماثل فيها العدد المفروض من الوحدات الحيوانية مع العدد الحقيقي الموجود بها ومثل هذه الخريطة تعتبر مصدراً هاماً للبيانات وأداة مفيدة تعين متخذي القرار في هيئات التخطيط المهتمة بشؤون تنمية المراعي والثروة الحيوانية.


الاكثر قراءة في جغرافية الخرائط
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة