أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2015
2400
التاريخ: 1-9-2022
1188
التاريخ: 10/11/2022
1501
التاريخ: 17-5-2022
2061
|
مقا- سنّ : أصل واحد مطّرد ، وهو جريان الشيء واطّراده في سهولة.
والأصل قولهم سننت الماء على وجهي أسنّه سنّا : إذا أرسلته إرسالا ، ثمّ اشتقّ منه : رجل مسنون الوجه كأنّ اللحم قد سنّ على وجهه. والحمأ المسنون من ذلك ، كأنّه قد صبّ صبّا. وممّا اشتقّ منه : السنّة ، وهي السيرة ، وسنّة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : سيرته ، وإنّما سمّيت بذلك لأنّها تجري جريا. ومن ذلك قولهم امض على سننك وسننك : أي وجهك. وجاءت الريح سنائن ، إذا جاءت على طريقة واحدة ، ثمّ يحمل على هذا : سننت الحديدة أسنّها : إذا أمررتها على السنان. والسنان : هو المسنّ. والسنان للرمح من هذا ، لأنّه مسنون أي ممطول محدّد ، وكذلك السناسن ، وهي أطراف فقار الظهر ، كأنّها سنّت سنّا. ومن الباب سنّ الإنسان وغيره : مشبّه بسنان الرمح.
والسنون : ما يستاك به ، لأنّه يسنّ به الأسنان سنّا.
مصبا- السنّ من الفم : مؤنّثة ، وجمعه أسنان ، ويقال للإنسان اثنتان وثلاثون سنّا ، أربع ثنايا ، وأربع رباعيّات ، وأربعة أنياب ، واربعة نواجذ ، وأربع ضواحك ، واثنتا عشرة رحى. والسنّ : إذا عنيت بها العمر : مؤنّثة أيضا ، لأنّها بمعنى المدّة.
وسنان الرمح : جمعه أسنّة. وسننت السكّين سنّا من باب قتل : أحددته. وسننت الماء على الوجه : صببته صبّا سهلا. والمسنّ : حجر يسنّ عليه السكّين ونحوه.
والسنن : الوجه من الأرض. ويقال تنحّ عن سنن الطريق ، وفلان على سنن واحد أي طريق. والسنّة : الطريقة. والسنّة : السيرة حميدة كانت أو ذميمة ، والجمع سنن.
وأسنّ الإنسان إسنانا : إذا كبر ، فهو مسنّ ، والأنثى مسنّة. والجمع مسانّ.
الجمهرة 1/ 95- سنّ الحديدة بالمسنّ يسنّها سنّا : إذا مسحها بالمسنّ. وسنّ الماء يسنّه سنّا : إذا صبّه حتّى يفيض. وفسر أبو عبيدة قوله-. {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر : 26] *- أي سائل. والسنّة : معروفة. وسنّ فلان سنّة حسنة أو قبيحة يسنّها سنّا. وسنّة الخدّ صفحته ، ومن ذلك قيل خدّ مسنون ، أي سهل. والسنّ : واحد الأسنان ، للإنسان وغيره. وحطمت فلانا السنّ : إذا أضعفه الكبر.
قع- (شن) سنّ ، كلّ بروز حادّ يشبه السنّ ، عاج.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو جريان أمر منضبط ، سواء كان هذا الأمر وجريانه في ظهور صفة أو عمل أو قول ، وتختلف الضوابط باختلاف الموارد.
والسنّة فعلة وهو ما يسنّ به كاللقمة. وسنّة اللّه تعالى : جريان من ظهور صفاته على ضوابط مخصوصة ، وهذه الضوابط تختلف باختلاف كلّ صفة وبمقتضى خصوصيّاتها.
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب : 38].
يراد إجراء أمره فيهم مع ضوابط مخصوصة وتقديرات مقدّرة ، ويدلّ على قيد الضوابط : جملة- وكان أمره اللّه قدرا مقدورا.
{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 62].
{وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } [فاطر : 43].
{وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا } [الإسراء : 77].
قلنا إنّ السنّة ظهورات من صفاته وأسمائه ، وجريانات من أمره وحكمه و قضائه ، ولا يمكن التحوّل والتبدّل والتغيّر في أمره وقضائه ، فانّ قضاءه حقّ.
وتوضيح ذلك : أنّ سنّة اللّه مرجعها الى ظهور صفات الفعل كالأحياء والاماتة والرحمة والغضب والرازقيّة والقاهريّة واللطف والكرم.
{وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ } [الأنفال : 38].
{وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الحجر : 13].
. {إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الكهف : 55].
يراد سنّة اللّه الّتي جرت في الأوّلين ، كما في-. {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا} [الأحزاب : 38] *- فالإضافة بمعنى- في ، وسنّة اللّه فيهم إمّا باللطف والرحمة ، وإمّا بالقهر والغضب ، كلّ منهما مع حدود وضوابط معيّنة في مواردها. فلا بدّ للإنسان أن يراجع الى جريان أمورهم ويتدبّر في حالاتهم ويعتبر من عواقب أعمالهم ، ويستكشف سنن اللّه المضبوطة في مواردها-. { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران : 137].
إشارة الى موارد ظهور صفة القهّاريّة والقبض والاذلال في قبال المكذّبين.
{يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء : 26].
إشارة الى ظهور صفة الهداية واللطف ببيان الأحكام الإرشاديّة والتكاليف والوظائف الهادية الى الخير والصلاح والسعادة.
وجملة- ويهديكم : إشارة الى أهمّيّة التوجّه الى سنن اللّه العزيز المتعال ، فانّه توجّه الى حقائق الأسماء والصفات ، وبه يحصل المعرفة بالحقائق والمقامات الإلهيّة والمعارف الربّانيّة.
ونتيجة هذا التوجّه : هو توبة اللّه ورجوعه الى العبد وظهور لطفه ورحمته عليه ، وتحقّق الارتباط بين اللّه المتعال وعبده ، فانّ التوجّه الى السنن يوجب العمل والطاعة ويرشد الى مقام العبوديّة.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر : 26].
سبق أنّ الحمأ هو التراب المرطوب المنتن ، فإنّ تكوّن النبات من الحمأ ، وتكوّن الحيوان من النبات. ومعلوم أنّ الحمأ المطلق لا تتكوّن منه النباتات ، بل على ضوابط مخصوصة وقيود معيّنة ، بأن تكون الرطوبة على مقدار معيّن وأن لا تكون التراب ممزوجة بموادّ كالأملاح ، وهذا معنى كونه مسنونا ، أي جاريا على ضوابط معيّنة- راجع الصلصل.
وأمّا السنّ من الفم : فهو مأخوذ من اللّغة العبريّة (شن).
ومع هذا فيناسب الأصل في المادّة : فانّ السنّ أظهر وسيلة من جهاز الهاضمة ، والهاضمة أكبر ما يتوصّل به الى إدامة الحياة ، فالسنّ تكون سبب ظهور جريان مضبوط للحياة ، ويتحقّق التناسب.
وأمّا السنّ بمعنى جريان الحياة والعمر : فمن مصاديق الأصل.
{وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ } [المائدة : 45].
أي يجازى به.
وأمّا السنان بمعنى رأس الرمح : فهو أيضا مأخوذ من العبريّة- شناناه.
و في مادة- شن عبريّة : معنى الحدّة والقطع ، وبهذه المناسبة يشتقّ منها : كلمة شن وشناناه.
__________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- قع = قاموس عبريّ - عربيّ ، لحزقيل قوجمان ، 1970 م .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|