أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-4-2022
2254
التاريخ:
3403
التاريخ: 10-3-2022
1750
التاريخ: 30-3-2017
2797
|
1 - مكة قبل بيت المقدس قبلة آدم ونوح وإبراهيم « عليهم السلام »
منذ أن أسكن الله آدم ( عليه السلام ) وبنيه في الأرض ، أمرهم أن يتجهوا في صلاتهم إلى مركز في الأرض يسمى القبلة ، فكانوا يصلون إلى الكعبة ، فهي كما قال الله تعالى : إِنَّ أَوَلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ . ثم جعل الله بيت المقدس قبلة لإبراهيم ( عليه السلام ) ، وأمره في نفس الوقت أن يجدد بناء الكعبة .
وعندما بعث الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) أمره أن يتجه إلى قبلة جده إبراهيم ( عليه السلام ) لحكمة ، ثم أمره بعد هجرته أن يتجه إلى القبلة الأولى لأجداده آدم والأنبياء « عليهم السلام » ، وأنزل عليه : وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنْتَ عَلَيهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ ينْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيهِ .
وقد جعل اليهود قبلة إبراهيم ( عليه السلام ) قبلة قومية وتعصبوا لها وفضلوها على الكعبة ، مع أن الكعبة أقدم منها ، وقد جدد إبراهيم ( عليه السلام ) بناءها .
في الكافي : 4 / 239 قال زرارة « رحمه الله » : « كنت قاعداً إلى جنب أبى جعفر ( عليه السلام ) وهو محتبٍ مستقبل الكعبة فقال : أما إن النظر إليها عبادة ، فجاءه رجل من بجيلة يقال له : عاصم بن عمر فقال لأبى جعفر : إن كعب الأحبار كان يقول : إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ! فقال أبو جعفر : فما تقول فيما قال كعب ؟ فقال : صدق ، القول ما قال كعب !
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كذبت وكذب كعب الأحبار معك ، وغضب ! قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً بقول كذبت غيره ! ثم قال : ما خلق الله عز وجل بقعة في الأرض أحب إليه منها ، ثم أومأ بيده نحو الكعبة ، ولا أكرم على الله عز وجل منها ، لها حرَّم الله الأشهر الحرم في كتابه يوم خلق السماوات والأرض ، ثلاثة متوالية للحج : شوال وذو العقدة وذو الحجة ، وشهر مفرد للعمرة رجب » .
2 . الكعبة والأمة الوسط
قال الله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيكُونَ الرَّسُولُ عَلَيكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِى كُنْتَ عَلَيهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ ينْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ .
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّينَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يعْمَلُونَ . وَلَئِنْ أَتَيتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَا لَمِنَ الظَّالِمِينَ . .
الَّذِينَ آتَينَاهُمُ الْكِتَابَ يعْرِفُونَهُ كَمَا يعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يعْلَمُونَ . الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ .
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيرَاتِ أَينَ مَا تَكُونُوا يأتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئْ قَدِيرٌ . وَمِنْ حَيثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون . وَمِنْ حَيثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيثُ مَاكُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلايكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيكُمْ حُجَّةٌ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلاتَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِى وَلأُتِمَّ نِعْمَتى عَلَيكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون . البقرة : 143 - 150 .
قال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة : 6 / 368 : « في الكافي في الصحيح أو الحسن عن الحلبي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سألته هل كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلى إلى بيت المقدس ؟ قال نعم . فقلت أكان يجعل الكعبة خلف ظهره ؟ فقال أما إذا كان بمكة فلا ، وأما إذا هاجر إلى المدينة فنعم ، حتى حُوِّل إلى الكعبة .
وروى الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي بإسناده إلى الصادق أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلى بمكة إلى بيت المقدس ثلاث عشرة سنة ، وبعد هجرته ( صلى الله عليه وآله ) صلى بالمدينة سبعة أشهر ، ثم وجهه الله تعالى إلى الكعبة ، وذلك أن اليهود كانوا يعيرون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويقولون له أنت تابعٌ لنا تصلى إلى قبلتنا ، فاغتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ذلك غماً شديداً ، وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمراً ، فلما أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في مسجد بنى سالم قد صلى من الظهر ركعتين ، فنزل عليه جبرئيل ( عليه السلام ) فأخذ بعضديه وحوله إلى الكعبة وأنزل عليه : قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ . الآية . فصلى ركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة . وقال الصدوق في الفقيه . . ثم أخذ بيد النبي ( صلى الله عليه وآله ) فحول وجهه إلى الكعبة وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال ، فكان أول صلاته إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة . وبلغ الخبر مسجداً بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين فحولوا نحو القبلة ، فكانت أول صلاتهم إلى بيت المقدس وآخرها إلى الكعبة ، فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين . فقال المسلمون : صلاتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأنزل الله عز وجل : وَمَا كَانَ اللهُ لِيضِيعَ إِيمَانَكُمْ . يعنى صلاتكم إلى بيت المقدس » .
أقول : وروينا ، أن تحويل القبلة كان في النصف من رجب في السنة الثانية للهجرة كما في مسارّ الشيعة للمفيد / 57 ، إقبال الأعمال : 3 / 254 وغيرهما .
وفى تهذيب الأحكام : 2 / 43 : « إن بنى عبد الأشهل أتوْهم وهم في الصلاة وقد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس فقيل لهم : إن نبيكم قد صرف إلى الكعبة ، فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء ، وجعلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة فصلوا صلاة واحدة إلى قبلتين . فلذلك سمى مسجدهم مسجد القبلتين » .
وروى في تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) / 491 ، مناقشة اليهود للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في تغيير القبلة إلى الكعبة ، وفيه : « وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : يا محمد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربع عشرة سنة ثم تركتها الآن ، أفحقاً كان ما كنت عليه فقد تركته إلى باطل ، فإن ما يخالف الحق فهو باطل . أو باطلاً كان ذلك فقد كنت عليه طول هذه المدة ، فما يؤمننا أن تكون إلى الآن على باطل ؟
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « بل ذلك كان حقاً وهذا حق ، يقول الله : قُلْ للهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يهْدِى مَنْ يشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . إذا عرف صلاحكم يا أيها العباد في استقبال المشرق أمركم به ، وإذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به ، وإن عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به ، فلا تنكروا تدبير الله تعالى في عباده وقصده إلى مصالحكم . ثم قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد تركتم العمل يوم السبت ، ثم عملتم بعده من سائر الأيام ، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده ، أفتركتم الحق إلى الباطل أو الباطل إلى حق ، أو الباطل إلى باطل أو الحق إلى حق ؟ قولوا كيف شئتم فهو قول محمد وجوابه لكم ! قالوا : بل ترك العمل في السبت حق والعمل بعده حق . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فكذلك قبلة بيت المقدس في وقته حق » .
3 . ترك بنو أمية الكعبة وحججوا الناس إلى بيت المقدس !
لما سيطر ابن الزبير على الحجاز ، استغل موسم الحج لنشر أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بنى مروان ولعنهم ، فخاف عبد الملك بن مروان من ذلك فمنع الحج ، وأمر الناس أن يحجوا بدل مكة إلى بيت المقدس !
قال اليعقوبي : 2 / 261 : « فضج الناس وقالوا : تمنعنا من حج بيت الله الحرام وهو فرض من الله علينا ؟ ! فقال لهم : هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله قال : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس . وهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام . وهذه الصخرة التي يروى أن رسول الله وضع قدمه عليها لما صعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة ! فبنى على الصخرة قبة ، وعلق عليها ستور الديباج ، وأقام لها سدنة ، وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة ، وأقام بذلك أيام بنى أمية » ! !
فانظر إلى جرأة حكومات الخلافة على تحريف الإسلام ، والى ضعف دين المسلمين ومطاوعتهم لها ! وفى مقابل ذلك قام الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) بنشاط واسع لتركيز مكانة الكعبة الشريفة ، وإحباط عمل السلطة ، كما وثقناه في سيرته ( عليه السلام ) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|