المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

المفهوم الحضاري
11-9-2016
مشابهة علي عليه السلام في كراماته مع الأنبياء
6-1-2023
الكاما كلوبيلينات Gamma globulins
26-11-2020
الانباط
13-11-2016
ما هو (التمثل)
20-10-2014
جاكسون ناتان
18-8-2016


العودة للأصول الأخلاقيّة في القرآن الكريم  
  
390   05:23 مساءً   التاريخ: 2024-10-17
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج1/ ص87 - 90
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

نعود لتحليل الاصول الأخلاقيّة التي نستوحيها من القرآن الكريم، فنحن نعلم أنّ القرآن الكريم لم يُنظّم ككتابٍ تقليدي، في أبوابٍ وفصولٍ، كما هو المتعارف اليوم، بل هو مجموعةٌ من القاءات الوحي السّماوي، نزل بالتّدريج على حسب الحاجة والضّرورة، ولكن وبالاستفادة من طريقة التّفسير الموضوعي، يمكن وضعه في مثل هذه القوالب.
ومن التقسيمات الّتي يمكن استيحاؤها واستفادتها من مجموع الآيات القرآنية، هو تقسيم اصول الأخلاق إلى أربعة أقسام:
1 ـ المسائل الأخلاقيّة المتعلّقة بالخالق.
2 ـ المسائل الأخلاقيّة المتعلّقة بالخَلق.
3 ـ المسائل الأخلاقيّة المتعلّقة بالنّفس.
4 ـ المسائل الأخلاقيّة المتعلّقة بالكون والطّبيعة.
فمسألة شكر المُنعم والخضوع أمام الباري تعالى، والرّضا والتسّليم لأوامره، وما شابهها، يُعتبر من المجموعة الاولى.
والتواضع، والإيثار، والمحبّة، وحُسن الخلق، والمُواساة، تدخل في دائرة المجموعة الثّانية.
تزكية النّفس وتطهير القلب من الأدران، وتفعيل عناصر الخير، لمقاومة الضّغط والتّحديات التي يُواجهها الإنسان في حركة الواقع والحياة، تدخل في نطاق المجموعة الثّالثة.
وأمّا عدم الإسراف والتّبذير، وإتلاف المواهب الإلهيّة؛ فإنّه يُعتبر من القسم الرّابع.
كلّ هذه الاصول الأربعة، لها جذور واصول في القرآن الكريم، وسنشير إلى كلّ واحدٍ منها في المباحث الموضوعيّة الآتية.
وبالطبع فإنّ هذه الشّعب الأربعة، تختلف عمّا جاء في كتاب «الأسفار» للفيلسوف المعروف: «ملّا صدرا الشّيرازي»، وأتباع مذهبه، فهؤلاء وطِبقاً لطريقة العُرفاء، شبّهوا الإنسان وحركته التكامليّة: ب: (المسافر)، وعبّروا عن مسائل بناءِ الذّات وصياغة الشّخصية بالسّير والسّلوك، وجعلوا للإنسان أربعةَ أسفارٍ، هي مَطمع السّالكين والعُرفاء، وأولياء الله:
1 ـ السّفر من الخلق إلى الحقّ.
2 ـ السّفر بالحقّ في الحقّ.
3 ـ السّفر من الحقّ إلى الخلق بالحقّ.
4 ـ السفر بالحقّ في الخلق.
ومن المعلوم أنّ هذه الأسفار أو المراحل الأربعة لبناء الذات، والسّير والسّلوك إلى الله تعالى، تتحرك باتجاه آخر غير ما نحن بصددِه، وإن كانت تتشابه في بعض أقسام الفروع الأربعة، للأخلاق الآنفة الذّكر.
وتوجد في القرآن الكريم آيات، نعتقد أنّها رَسمت الاصول الكليّة للأخلاق، ومن هذه الآيات، الآيات الواردة في (سورة لُقمان) والّتي تبدأ من هذه الآية: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} [لقمان: 12].
إنّ أوّل ما يشرع فيه الإنسان في مضمار العقائد والمعارف، هو شُكر المُنعم، وأوّل خطوةٍ في طريق معرفة الله تعالى، هي مسألة شكر المُنعم، أو بعبارةٍ اخرى، كما صرّح علماء العقائد والكلام: إنّ الدّافع للحركة إلى الله تعالى هو شكر النّعمة، لأنّ الإنسان عند ما يفتح عينه، يرى نفسه غارقاً في بحر النّعم، فيدعوه الضّمير مُباشرةً إلى معرفة المُنعم، وهذا هو بداية الطّريق لمعرفة الله تعالى.
وبعدها تتطرّق الآية لمسألة التّوحيد وتقول: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
وفي المرحلة الاخرى، يتناول القرآن الكريم مسألة المعاد، وهي الأساس الثّاني والمهم للمعارف الدّينية ويقول: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16].
ثم يتطرق للأصول الأساسيّة للأخلاق والحكمة العمليّة، ويشير للأمور التاليّة:
1 ـ مسألة احترام الوالدين وشكرهم بعد شكر الخالق: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14].
2 ـ إعطاء الأهميّة للصلاة، وعلاقته بالله والدعاء والخضوع له: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ} [لقمان: 17].
3 ـ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [لقمان: 17].
4 ـ الصّبر على نوائب الدّهر: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17].
5 ـ حُسن الخُلق مع النّاس: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان: 18].
6 ـ التواضع وترك الكِبر مع النّاس والخلق: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
7 ـ الاعتدال في المشي وفي كلّ شيء: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
وعلى هذا التّرتيب، نرى أنّ القسم الأكبر من الفضائل الأخلاقيّة، جاءت في الآيات القرآنيّة تحت عنوان: «حكمةٌ لقمان»، التي تشمل الشّكر والصبر وحُسن الخلق والتوّاضع والاعتدال والدّعوة للإحسان، ومقاومة النّوازع والأهواء النّفسانيّة، كلّ ذلك في ضِمن سبعِ آياتٍ، من الآية (13 إلى 19).
وجاء في الآيات الثلاث من سورة الأنعام، التي تبدأ بالآية (151) وتنتهي بالآية (153)، عشرة أوامر مهمّة، تناولت مبادىء مهمّة من الاصول الأخلاقيّة، ومن جملتها: ترك الظّلم للأولاد، ورعاية الأيتام، ومُراعاة العدالة مع الجميع، وترك العصبيّة للأقارب والأصدقاء والقبيلة، في دائرة نقض اصول العدالة، وكذلك الاجتناب من القبائح والرّذائل الظّاهرية والباطنيّة، واحترام حقوق الوالدين، والاجتناب عن كلّ ما يُسبّب التّفرقة والابتعاد عن كلّ شرك. 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.