المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النجاة من الهجوم الضاري لوجبة طعام
2024-10-03
فطيرة سمك مع طبقة كرفس علوية
2024-10-03
سئمتُ من العناية بقريبي المريض
2024-10-03
عدم تقديم الواجبات الزوجية على سبيل المن
2024-10-03
التكامل والتعاون وعدم السلطنة والتسلط
2024-10-03
خنفساء القثاء Epilachna chrysomelina
2024-10-03

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النصيحة المامقانية حول المسكن  
  
50   05:55 مساءً   التاريخ: 2024-10-02
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص176ــ177
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يعمل بنصيحة العلامة الشيخ المامقاني رحمه الله تعالى، والتي تتحدث عن اختيار المسكن وما يرتبط به، ففي وصية له رحمه الله لولده تحدث عن ضرورة السكن في الأماكن المقدسة لما في ذلك من الفوائد الأخروية منضماً إلى الفوائد الدنيوية، كما تحدث رحمه الله عن ضرورة السكنى وسط الناس وفي المناطق الآهلة ومما تحدث عنه رحمه الله تعالى أيضاً:

وعليك بتحصيل مسكن ملك أو وقف يشرع سكناه مهما أمكن ولو كان محقراً، فإنَّ الدار المملوكة أو الشبيهة للملك - وإن كانت محقرة ـ أسلم دنياً وديناً من الواسعة بالإجارة، فإنَّ فيها مذلة.

ـ وعليك إذا أردت شراء دار أو إجارتها بالفحص الأكيد عن حال الجيران، فالجار ثم الدار، وإني قد غفلت عن ذلك فأصابني مدة مديدة من الجيران ما كاد يخرج تحمل بعضها عن طوع طاقتي، ولولا فضل الله تعالى وحفظه لوقعت فيما لا ينبغي.

ـ وإن احتاج - بنيّ - مسكنك إلى التعمير، فإياك أن تعمره جميعاً في سنة واحدة، بل عمر في كل سنة جهة، ولا تقلع تمام التعمير السابق بل أبق منه ما كان محكماً، لأنَّ من المجرّب أن من عمر داره من أصولها في سنة واحدة لا يسكنها ولا يهنأ بها، مضافاً إلى أن هدم المحكم إتلاف للمال وإسراف.

ـ وإياك، وأن تختار التعمير المنظم من جميع الجهات، بل اقتصر على مقدار قضاء الحاجة، وإن كنت ذا مال وثروة، لأنَّ الدنيا ليست بدار قرار وسرور، فخذ منها ما يكفيك، واقتصر منها على ما يدفع حاجتك، واصرف الباقي في تعمير دار الآخرة بصلة الذرّية الطاهرة وأخيار الشيعة المطهرة، وتزويج العزاب منهم، وإعانة المضطهدين منهم، ونحو ذلك.

- وعليك - بنيّ - باختيار الدار الواسعة إن أمكنك فإن من سعادة الرجل سعة داره في الدارين رزقني الله تعالى وإيَّاك بني ذلك))(1).

___________________________

(1) البيت السعيد، ص 30 - 31. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.