المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



تعليق لسان الدين  
  
209   03:47 مساءً   التاريخ: 2024-10-01
المؤلف : حمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:194
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-05 1220
التاريخ: 27/11/2022 1366
التاريخ: 2024-05-06 522
التاريخ: 29/11/2022 1275

قال الوزير لسان الدين: وطلب مني الكتب عليه بمثل ذلك ، فكتبت ببعض أوراقه إثارة لضجره، واستدعاء لفكاهة انزعاجه ، ما نصه : وقفت من الكتاب المنسوب لصاحبنا أبي زكريا البرغواطي على برسام محموم ، واختلاط مذموم ، وانتساب زنج في روم ، وكان حقه أن يتهيب طريقاً لم يسلكها، ويتجنب عقيلة لم يملكها ، إذ المذكور لم يتلق شيئاً من علم الأصول ، ولا نظر من الإعراب في فصل من الفصول ، إنما هي قحة وخلاف، وتهاون"

بالمعارف و استخفاف، غير أنه يحفظ في طريق القوم كل نادرة، وفيه رجولية ظاهرة وعنده طلاقة لسان ، وكفاية قلما تتأتى لإنسان ، فإلى الله نضرع أن يعرفنا مقادير الأشياء ، ويجعلنا بمعزل عن الأغبياء ، وقد قلت مرتجلاً من أول نظرة ، واجتزاء بقليل من كثرة

                                                               194

كل جار  لغاية  مرجوه           فهو  عندي  لم يعد  حق الفتوه

وأراك   اقحمت ليلا  بهيما        مولجا  منك  ناقة  في كوه

لا اتباعا ولا اخراعا  أتتنا          إذ  نظرنا  عروسك  المجلوه

كل ما قلته  فقد  قاله  الناس               مقالا  آياته  متلوه

لم تزد  غير  أن أبحت حمى الإعراب      في كل  لفظة  مقروه

نسأل  الله  فكرة  تلزم   العقل            الى  حشمة  تحوط  المروه

وعزيز  علي أن  كنت يحيى             ثم  لم تأخذ  الكتاب  بقوه

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.