المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

التوسل بأم البنين (عليها ‌السلام)
3-9-2017
الطبيعة القانونية للاكتتاب
9-10-2017
جعفر بن محمد مهدي بن الحسن القزويني.
17-7-2016
البحث حول كتاب تفسير العسكريّ (عليه السلام).
24/11/2022
Combustion is a redox reaction
16-1-2017
استيضاحات خاصة بالجماع
8-4-2016


زواج علي وفاطمة « عليهما السلام »  
  
187   01:49 صباحاً   التاريخ: 2024-09-23
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص642-659
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته /

1 - خَطَبَها كبار الصحابة فردهم النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) !

روى الجميع أن أبا بكر وعمر وغيرهما خطبا الزهراء « عليها السلام » ، فردهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) . قال ابن سعد في الطبقات : 8 / 19 : « إن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا أبا بكر أنتظر بها القضاء ، فذكر ذلك أبو بكر لعمر فقال له عمر : ردك يا أبا بكر . ثم إن أبا بكر قال لعمر : أخطب فاطمة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فخطبها فقال له مثلما قال لأبي بكر : أنتظر بها القضاء ، فجاء عمر إلى أبي بكر فأخبره فقال : له ردك يا عمر » !

وفي تذكرة الخواص / 276 ، عن أحمد في الفضائل : « فقال رسول الله : إنها صغيرة ، وإني أنتظر بها القضاء ، فلقيه عمر فأخبره ، فقال : ردك ، ثم خطبها عمر فرده » .

وفي سنن النسائي : 6 / 62 : « فقال رسول الله : إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه » .

وفي مجمع الزوائد : 9 / 204 عن الطبراني الكبير : 22 / 408 ووثقه : « خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال النبي : هي لك يا علي » .

وفي المناقب : 3 / 122 : « اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وجابر الأنصاري ، وأنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، وأم سلمة ، بألفاظ مختلفة ومعان متفقة ، أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) مرة بعد أخرى فردهما . وروى ابن بطة في الإبانة أنه خطبها عبد الرحمن فلم يجبه . وفي رواية غيره أنه قال : بكذا من المهر ، فغضب ( صلى الله عليه وآله ) ومد يده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده ، وجعلها في ذيله فصارت دراً ومرجاناً ، يعرض به جواب المهر » .

وفي الصحيح من السيرة : 5 / 270 : « وقد عاتب الخاطبون النبي ( صلى الله عليه وآله ) على منعهم وتزويج علي ( عليه السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله منعكم وزوجه ! وقد ورد عنه ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لو لم يُخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ » .

وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 203 : « عن علي ( عليه السلام ) قال : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لقد عاتبتني رجال قريش في أمر فاطمة ، وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا وزوجت علياً ؟ ! فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوجته بل الله تعالى منعكم وزوجه ! فهبط عليَّ جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمد إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض ، آدم فمن دونه » !

وفي كشف الغمة : 2 / 100 : « إن الله عز وجل زوجك فاطمة « عليها السلام » ، وجعل صداقها الأرض ، فمن مشى عليها مبغضاً لها مشى حراماً » .

ورد الشريف المرتضى روايتهم بأن علياً ( عليه السلام ) آذى فاطمة « عليها السلام » فقال : « إن الله تعالى هو الذي اختار علياً لفاطمة ، فكيف يختار لها من يؤذيها ويغمها » ! الشافي : 2 / 277 .

2 - تولى الله أمر فاطمة ( عليها السلام ) دون أبيها ( ( صلى الله عليه وآله ) )

النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، لكن لا ولاية له على ابنته الزهراء « عليها السلام » !

فقد علل رده لمن خطبها غير علي ( عليه السلام ) بأن أمرها لله تعالى وليس له !

وفي الكافي : 5 / 568 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم ، إلا فاطمة ، فإن تزويجها نزل من السماء » .

وفي كشف الغمة : 1 / 363 ، من كلام أبي بكر قال : « قد خطبها الأشراف من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إن أمرها إلى ربها ، إن شاء أن يزوجها زوجها » .

وهذا يدل على أنها كانت منذورة لله تعالى مثل مريم « عليها السلام » ، أو أن الله تعالى أمر نبيه أن يترك أمرها له ! وهذا مقام عظيم لم يبلغه قبلها رجل ولا امرأة !

وقد حاول بعضهم أن ينتقص من مقامها « عليها السلام » ويعمم هذه الفضيلة ، فروى الحاكم : 4 / 49 أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ما أنا أزوج بناتي ولكن الله تعالى يزوجهن » . لكنه ( صلى الله عليه وآله ) زوج زينب وأم كلثوم ولم يقل إن أمرهن لله تعالى وليس له !

ويشبه ذلك ما رواه الحاكم : 2 / 201 ، عن عروة عن خالته عائشة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال عن ابنته أو ربيبته زينب : « هي أفضل بناتي أصيبت فيَّ . فبلغ ذلك علي بن الحسين فانطلق إلى عروة فقال : ما حديث بلغني عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة « عليها السلام » ؟ فقال : والله ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وأني أنتقص فاطمة حقاً هو لها ! وأما بعد ، فلك أن لا أحدث به أبداً .

قال عروة : وإنما كان هذا قبل نزول آية : أدْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَأَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ . . » .

ومعناه أنه يعتذر عن خالته عائشة بأنها قالت إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال بنتي قبل نزول النهي عن النسبة بالتبني . ومعناه أن زينب ربيبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وليست بنته .

3 - عرس الزهراء ( عليها السلام ) أعظم عرس في تاريخ الأنبياء ( ( عليهم السلام ) )

أمر الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يزوج فاطمة من علي « عليهما السلام » ويحتفل بعرسها . قال أنس : « كنت قاعداً عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فغشيه الوحي فلما سُرِّيَ عنه قال : أتدري يا أنس ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش ؟ قلت : بأبي وأمي ! وما جاء به جبريل من عند صاحب العرش ؟ قال : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي » . تاريخ دمشق : 37 / 13 ، نحوه كبير الطبراني : 10 / 156 ، الزوائد : 9 / 204 ، المناقب لابن مردويه / 196 ، الجامع الصغير : 1 / 258 ، كنز العمال : 11 / 606 ، و 13 / 671 ، الكشف الحثيث / 174 ، جواهر المطالب : 1 / 155 ، سبل الهدى : 11 / 38 ، الحلبية : 2 / 471 وغيرها وصححوه .

ووصفت الأحاديث في مصادر الطرفين مراسم الخطبة ، ثم العقد ، ثم تهيئة المنزل ، وتأثيثه ، ثم وليمة الزفاف . وتبلغ نحو خمسين صفحة !

4 . أيها الرسول : زوج النور من النور

نزل جبرئيل بأمر الله تعالى لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) أن يزوج النور من النور ، فتحدث النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد وأمر علياً ( عليه السلام ) أن يخطب فخطب وطلب منه يد فاطمة « عليها السلام » ، وأجابه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالقبول ، وأخبر المسلمين باحتفال الملأ الأعلى بعرسهما .

ثم باع علي ( عليه السلام ) درعه وجاء بثمنه مهراً وأعطاه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعطى منه قبضة إلى أم سلمة وأم أيمن لشراء لوازم عرس الزهراء « عليها السلام » ، وقبضة لسلمان وأبي بكر ، لشراء لوازم المنزل . ثم أمر الصحابة والصحابيات بتهيئة المنزل .

وبقيت الزهراء بعد عقد زواجها مدة في بيت أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم أقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) مراسم زفافها فأولم وليمة كبيرة لم يحدث التاريخ بأوسع منها في كل سيرته ( صلى الله عليه وآله ) . والأحاديث في مراسم زواج الزهراء « عليها السلام » عديدة ، اخترنا نماذج منها :

في المناقب : 3 / 123 وتاريخ بغداد : 4 / 432 : « طلع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ووجهه مشرق كالبدر ، فسأله ابن عوف عن ذلك فقال : بشارة أتتني من ربي لأخي وابن عمي وابنتي ، واللهُ زوج علياً بفاطمة « عليهما السلام » ، وأمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاعاً بعدد محبي أهل بيتي ، وأنشأ من تحتها ملائكة من نور ، ودفع إلى كل ملك صكاً براءة من النار ، بأخي وابن عمي وابنتي ، فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي .

دعاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : أبشر يا علي فإن الله قد كفاني ما كان من همتي تزويجك ، أتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها ، فتناولتهما وأخذتهما فشممتهما ، فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنقل ؟ قال : إن الله أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها ، بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها ، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها بالقراءة فيها طه ويس وطواسين وحم وعسق ، ثم نادى مناد من تحت العرش : ألا إن اليوم يوم وليمة علي ، ألا إني أشهدكم أني زوجت فاطمة من علي ، رضاً مني ببعضهما لبعض .

ثم بعث الله سبحانه سحابة بيضاء فقطرت من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها ، وقامت الملائكة فنثرن من سنبلها وقرنفلها ، وهذا مما نثرت الملائكة » .

وفي حديث خباب بن الأرت : أن الله تعالى أوحى إلى جبرئيل : « زوج النور من النور وكان الولي الله ، والخطيب جبرئيل ، والمنادي ميكائيل ، والداعي إسرافيل ، والناثر عزرائيل ، والشهود ملائكة السماوات والأرضين . ثم أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك ، فنثرت الدر الأبيض والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر واللؤلؤ الرطب ، فبادرن الحور العين يلتقطن ، ويهدين بعضهن » .

وفي تعبير : زوج النور من النور سرٌّ لطيف ، لأن نور النبوة صار جزءين ، وافترق في عبد الله وأبي طالب : جزء للنبوة ، وجزء للإمامة ، ثم اجتمع في الحسن والحسين « عليهما السلام » .

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) « الكافي : 1 / 442 » : « إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان وخلق نور الأنوار ، الذي نورت منه الأنوار ، وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار ، وهو النور الذي خلق منه محمداً ( صلى الله عليه وآله ) وعلياً ( عليه السلام ) ، فلم يزالا نورين أولين ، إذ لا شئ كون قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة ، حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب « عليهم السلام » » .

وقال القاضي سعيد في شرح توحيد الصدوق : 2 / 79 : « وعندها يتحد النوران اللذان اقتسما في عبد الله وأبي طالب رضي الله عنهما » .

5 . خطبة علي ( ( ع ) ) الرسمية وجواب النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) )

قال في المناقب : 3 / 126 : « وخطب النبي على المنبر في تزويج فاطمة « عليها السلام » خطبة ، رواها يحيى بن معين في أماليه ، وابن بطة في الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعاً ، ورويناها عن الرضا ( عليه السلام ) . وروى ابن مردويه أنه قال لعلي : تكلم خطيباً لنفسك ، فقال : الحمد لله الذي قرب من حامديه ، ودنا من سائليه ، ووعد الجنة من يتقيه ، وأنذر بالناس من يعصيه ، نحمده على قديم إحسانه وأياديه ، حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ، ومميته ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمداً عبده ورسوله ، صلاة تزلفه وتخطيه ، وترفعه وتصطفيه .

والنكاح ما أمر الله به ورضيه ، واجتماعنا مما قدره الله وأذن فيه ، وهذا رسول الله زوجني ابنته فاطمة على خمس مائة درهم وقد رضيت ، فاسألوه واشهدوا .

وفي خبر : زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن ، وقد رضيت بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فإنك أحق بها مني .

وفي خبر : فنعم الأخ أنت ، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضى الله رضاً ، فخر عليٌّ ساجداً شكر الله تعالى وهو يقول : رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : آمين » .

6 . عرس فاطمة ( عليها السلام ) في السماء

في تفسير العياشي : 2 / 211 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : « أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها ، وإستبرقها ، ودرها ، وزمردها ، وياقوتها ، وعطرها ، فأخذوا منه حتى ما دروا مايصنعون به . ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة « عليها السلام » ، فهي في دار علي بن أبي طالب » .

وفي المناقب : 3 / 128 : « قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قد علمنا مهر فاطمة في الأرض فما مهرها في السماء فقال : سل ما يعنيك ودع ما لا يعنيك . قيل : هذا مما يعنينا يا رسول الله ، قال : كان مهرها في السماء خمس الأرض ، فمن مشى عليها مبغضاً لها أو لولدها ، مشى عليها حراماً إلى أن تقوم الساعة » .

وفي روضة الواعظين / 144 ، عن علي ( عليه السلام ) قال : « أتاني رسول رسول لله فقال لي : أجب النبي وأسرع ، فما رأينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشد فرحاً منه اليوم ! قال : فأتيته مسرعاً فقال : أبشر يا علي فإن الله تعالى قد كفاني ما كان من همي من أمر تزويجك . قلت : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : أتاني جبرئيل ومعه سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما ، فأخذتهما فشممتهما فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟ فقال : إن الله تعالى أمر سكان الجنة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها ، بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها ، ثم نادى مناد : ألا يا ملائكتي وسكان جنتي ، باركوا علي بن أبي طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد ، فقد باركت عليهما . قال علي : فقلت : يا رسول الله بلغ من قدري حتى أني ذكرت في الجنة وزوجني الله في ملائكته . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تعالى إذا أكرم وليه وأحبه ، أكرمه بما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ، فاختار الله لك يا علي . فقلت : رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : آمين » .

وفي تاريخ دمشق : 42 / 126 : « عن جابر بن عبد الله قال : دخلت أم أيمن على النبي وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قالت : بكيت يا رسول الله لأني دخلت منزل رجل من الأنصار قد زوج ابنته رجلاً من الأنصار ، فنثر على رأسها اللوز والسكر ، فذكرت تزويجك فاطمة من علي بن أبي طالب ولم ينثر عليها شيئاً ! فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لا تبكي يا أم أيمن فوالذي بعثني بالكرامة واستخصني بالرسالة ما أنا زوجته ولكن الله زوجه ، ما رضيت حتى رضي علي ، وما رضيت فاطمة حتى رضي الله رب العالمين . يا أم أيمن ، إن الله لما أن زوج فاطمة من علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش فيهم جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وأمر الجنان أن تزخرف فتزخرفت ، وأمر الحور العين أن يتزينَّ فتزينَّ ، وكان الخاطب الله وكان الملائكة الشهود ! ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض مع الياقوت الأحمر مع الزبرجد الأخضر ، فابتدر حور عين من الجنان يرفلن في الحلي والحلل يلتقطنه ، ويقلن هذا من نثار فاطمة بنت محمد ، فهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة » .

أقول : يظهر أن أم أيمن تتكلم عن المرحلة الأولى من عرس فاطمة « عليها السلام » ، فقد ورد في حديث زفافها أنهم نثروا في عرسها : « فخرج مولى لأم سلمة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنثر سكراً ولوزاً ونثر الناس من كل جانب » . الهداية الكبرى / 115 .

7 . تهيئة النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) منزل فاطمة وعلي « عليهما السلام »

روى الطبراني في الأوسط : 6 / 290 وابن ماجة : 1 / 615 : « عن عائشة وأم سلمة قالتا : أمرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن نجهز فاطمة حتى ندخلها على علي ، فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ، ثم حشونا مرفقتين ليفاً فنفشناه بأيدينا ، ثم أطعمنا تمراً وزبيباً وسقينا ماء عذباً ، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقاء . فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة » .

وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يسكن في بيت مع أمه فاطمة بنت أسد ، وعندما تزوج انتقل إلى بيته الجديد وسكنت معه والدته « عليها السلام » .

ففي ذخائر العقبى / 51 1 : « فقال علي لأمه فاطمة بنت أسد : إكفي بنت رسول الله الخدمة خارجاً ، سقاية الماء والحاجة وتكفيك العمل في البيت : العجن والطحن » .

8 . وصف أثاث بيت فاطمة ( عليها السلام )

في المناقب : 3 / 127 : « قال الصادق ( عليه السلام ) : وسكب الدراهم في حجره ، فأعطى منها قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين إلى أم أيمن لمتاع البيت ، وقبضة إلى أسماء بنت عميس للطيب ، وقبضة إلى أم سلمة للطعام ، وأنفذ عماراً وأبا بكر وبلالاً لابتياع ما يصلحها . وكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم ، وخمار بأربعة دراهم ، وقطيفة سوداء خيبرية وسرير مزمل بشريط ، وفراشان من خيش مصر حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من جز الغنم ، وأربع مرافق من أدم الطايف ، حشوها إذخر ، وستر من صوف ، وحصير هجري ، ورحاء اليد ، وسقاء من أدم ومخضب من نحاس ، وقعب للبن ، وشن للماء ، ومطهرة مزفتة ، وجرة خضراء ، وكيزان خزف . . ونطع من أدم ، وعباء قطراني ، وقربة ماء » . إلى آخر الروايات .

9 . أفخم الأعراس عرس فاطمة ( عليها السلام )

أقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأمر ربه عرساً لفاطمة وعلي « عليهما السلام » لا نظير له في تاريخ الأنبياء « عليهم السلام » ، فقد زوج بناته أو ربيباته قبل فاطمة « عليها السلام » وبعدها ، وتزوج هو ، وكانت احتفالاته مختصرة ، فكان يدعو من حضر إلى طعام من تمر وسمن وما شابه ، وانتهى الأمر .

وقد جاء في رواية الطبراني في الأوسط : 6 / 290 وابن ماجة : 1 / 615 : « عن عائشة : فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة » .

وضاق بعض حساد علي وفاطمة ( صلى الله عليه وآله ) بهذا الحديث فقالوا إنه كان أحسن عرس فقط بالحَيْس ، أي حلاوة التمر ، أو الطحين التي تحاس بالدهن !

ورووا « عن جابر : حضرنا عرس علي ، فما رأينا عرساً كان أحسن منه حَيْساً » « الطبراني الأوسط : 6 / 290 » . ثم حاولوا أن يضعفوا رواية ابن ماجة بسلم بن خالد الزنجي ، فقال في مجمع الزوائد : 4 / 50 : « وهو ضعيف وقد وثق » .

وقد وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان ، وهم من كبار الأئمة عندهم !

ففي تاريخ ابن معين : 1 / 50 : « سألت يحيى عن مسلم بن خالد الزنجي فقال ثقة » . وفي مشاهير ابن حبان / 234 : « كان أبيض مشرب الحمرة ، فلذلك قيل زنجي ! مات سنة تسع وسبعين ومائة ، وكان من فقهاء أهل مكة ، ومنه تخرج الشافعي وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالكاً » . « قال الدارقطني : ثقة » . تهذيب التهذيب : 10 / 117 .

فقد ضعفوه لروايته فضائل أهل البيت « عليهم السلام » ! قال بخاري في الضعفاء / 110 : « منكر الحديث » ! ولعلهم لبغضهم إياه سموه زنجياً ، مع أنه أبيض أحمر !

10 . وليمة الزفاف بعد شهر من العقد

أقام النبي ( صلى الله عليه وآله ) وليمة عامة لعرس علي وفاطمة « عليهما السلام » ، ومدَّ السفر للناس في المسجد ، ففي مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لأبي بكر بن مردويه / 198 ، ومناقب ابن شهرآشوب : 3 / 129 : « في حديث : فمكث علي تسعة وعشرين ليلة ، فقال له جعفر وعقيل : سله أن يدخل عليك أهلك ، فعرفت أم أيمن ذلك وقالت : هذا من أمر النساء فخلت به أم سلمة فطالبته بذلك ، فدعاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : حباً وكرامة ، فأتى الصحابة بالهدايا ، فأمر بطحن البُر وخبزه ، وأمر علياً بذبح البقر والغنم ، فكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يُفَصِّل « الذبيحة » ولم يُرَ على يده أثر دم !

فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن ينادى على رأس داره : أجيبوا رسول الله وذلك كقوله تعالى : وأذن في الناس بالحج « والناس في أماكنهم يسمعون دعوته » فأجابوا من النخلات والزروع ، فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس ، وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة ، ورفعوا منها ما أرادوا ، ولم ينقص من الطعام شئ ! ثم عادوا في اليوم الثاني وأكلوا ! وفي اليوم الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيوب ، ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالصحاف فملئت ووجه إلى منازل أزواجه ، ثم أخذ صحفة وقال : هذا لفاطمة وبعلها .

ثم دعا فاطمة ، وأخذ يدها فوضعها في يد علي وقال : بارك الله لك في ابنة رسول الله يا علي نعم الزوج فاطمة ، ويا فاطمة نعم البعل علي .

وفي مناقب آل أبي طالب : 1 / 114 : « وأتى أبو أيوب بشاة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عرس فاطمة فنهاه جبرئيل عن ذبحها ، فشق ذلك عليه فأمر ( صلى الله عليه وآله ) زيد بن جبير الأنصاري فذبحها بعد يومين ، فلما طبخ أمر ألا يأكلوا إلا باسم الله وأن لا يكسروا عظامها ، ثم قال : إن أباأيوب رجل فقير ، إلهي أنت خلقتها وأنت أفنيتها وإنك قادر على إعادتها ، فأحيها يا حي لا إله إلا أنت . فأحياها الله وجعل فيها بركة لأبي أيوب وشفاء المرضى في لبنها ، فسماها أهل المدينة المبعوثة ، وفيها قال عبد الرحمن بن عوف أبياتاً منها :

ألم ينظروا شاة ابن زيد وحالها * وفي أمرها للطالبين مزيد

وقد ذبحت ثم استُجِرَّ إها بها * وفصلها فيما هناك يزيد

وأنضج منها اللحم والعظم والكلى * فهلهله بالنار وهو هريد

فأحيى له ذو العرش والله قادر * فعادت بحال ما يشاء يعود

11 . تزيين النساء لفاطمة ( عليها السلام )

« وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمر نساءه أن يزينها ، ويصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة ، فاستدعين من فاطمة « عليها السلام » طيباً فأتت بقارورة ، فسألت عنها فقالت : كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيقول لي : يا فاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك ، فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه .

فسئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك فقال : هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل !

وأتت بماء ورد ، فسألت أم سلمة عنه فقالت : هذا عرق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كنت آخذه عند قيلولة النبي عندي .

وروي أن جبرئيل ( عليه السلام ) أتى بحلة قيمتها الدنيا ، فلما لبستها تحيرت نسوة قريش منها ، وقلن : من أين لك هذا ؟ قالت : هذا من عند الله » . المناقب : 3 / 130 .

وفي المعجم الكبير للطبراني : 22 / 408 : « عن عبد الله بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، سمعته في غزوة تبوك يقول ونحن نسير معه : إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي « عليهما السلام » ففعلت ، قال جبريل : إن الله بنى جنة من لؤلؤة « ووصفها بتفصيل » قلت : يا جبريل لمن بنى الله هذه الجنة ؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب ، سوى جنانها ، تحفة أتحفها وأقر عينيك يا رسول الله » .

12 . مراسم زفاف فاطمة لعلي « عليهما السلام »

في شرح الأخبار : 2 / 358 : « ثم قال : يا أسماء ، إملئي لي مخضب ماء وآتيني به ، فملأت وأتته به ، فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منه ومجَّه في فيه ، ثم غسل فيه وجهه وقدميه ، ودعا فاطمة « عليها السلام » فأخذ كفاً من ذلك الماء فنضحه على صدرها ، وأخذ كفاً ثانياً فنضحه على ظهرها ، ثم أمرها أن تشرب بقية الماء .

ثم دعا بعلي ( عليه السلام ) فصنع به مثل ذلك ، ثم قال : اللهم إنهما مني وأنا منهما ، فكما أذهبت عني الرجس وطهرتني ، فأذهبه عنهما وطهرهما . ثم قال : قُوما إلى بيتكما جمع الله بينكما ، وبارك لكما في سيركما ، وأصلح بالكما .

قالت أسماء : إنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يزل يدعو لهما لم يشرك في دعائه أحداً حتى توارى في حجرته » . وكشف الغمة : 1 / 382 ، كشف اليقين / 198 ، ينابيع المودة : 2 / 64 ، المناقب : 3 / 131 .

وفي رواية أنه ( صلى الله عليه وآله ) دعا لهما : « اللهم إنهما مني وأنا منهما ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما . . . اللهم اجمع شملهما ، واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم . اللهم بارك فيهما وبارك عليهما ، وأنت وليهما في الدنيا والآخرة » . خصائص أمير المؤمنين / 115 ، مناقب أمير المؤمنين : 2 / 203 والبحار : 43 / 122 .

وفي مناقب آل أبي طالب : 3 / 130 ، عن كتاب مولد فاطمة « عليها السلام » للصدوق قال : « أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة « عليها السلام » وأن يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ، ولا يقلن ما لا يرضي الله . قال جابر : فأركبها على ناقته ، وفي رواية على بغلته الشهباء ، وأخذ سلمان زمامها ، وحولها سبعون حوراء والنبي ( صلى الله عليه وآله ) وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ، ونساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) قدامها يرجزن . فأنشأت أم سلمة » . ثم ذكر أراجيز أم سلمة ، وعائشة ، وحفصة ، ومعاذة أم سعد بن معاذ .

وروى الطبراني في معجمه الكبير : 22 / 410 حديثاً مطولاً فيه ذكر مراسم زفاف فاطمة « عليها السلام » شبيهاً بحديث المناقب .

وفي المناقب : 3 / 130 : « تاريخ الخطيب ، وكتاب ابن مردويه ، وابن المؤذن ، وابن شيرويه الديلمي ، بأسانيدهم عن علي بن الجعد ، عن ابن بسطام ، عن شعبة بن الحجاج ، وعن علوان عن شعبة ، عن أبي حمزة الضبعي ، عن ابن عباس وجابر : أنه لما كانت الليلة التي زُفت فاطمة إلى علي « عليهما السلام » كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمامها ، وجبرئيل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها ، وسبعون ألف ملك من خلفها ، يسبحون الله ويقدسونه » .

أقول : هذا مقام رباني عظيم ، حيث خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومعه كبار الملائكة « عليهم السلام » ، مع فاطمة « عليها السلام » من بيته إلى بيت علي ( عليه السلام ) الذي كان أول الأمر بعيداً نسبياً عن المسجد .

وفي شرح إحقاق الحق : 25 / 410 ، عن توضيح الدلائل للإيجي / 334 ، عن ابن سيرين ، عن أم سلمة ، وسلمان من حديث : « حتى إذا صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشاء الآخرة انصرف إلى بيت فاطمة « عليها السلام » فدعاها فأجلسها خلف ظهره ، ثم دعا علياً فأخذ بيد فاطمة فوضعها في يد علي وقال ( صلى الله عليه وآله ) : انطلقا إلى بيتكما ولا تحدثا شيئاً حتى آتيكما . فقامت فاطمة « عليها السلام » معه غير عاصية ولامتلكئة حتى دخلا بيتهما فجلسا على فراش ، ثم قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى دخل عليهما فجلس بينهما ، ثم قال لعلي : قم فائتني بماء ، فأخذ علي قعباً فاصطب من ماء شلوة فأتاه به ، فأخذ رسول الله القعب بيده ثم أخذ ملء فيه ماء فتمضمض به ثم أعاده في القعب ، فأخذ قبضة من الماء فنضح به رأس علي ووجهه وصدره ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : إشربه فشربه .

ثم قال لفاطمة : قومي فائتني بماء ، فجاءت به أيضاً في القدح ، فأخذ رسول الله ملء فيه فتمضمض به فأعاده في القدح ، ثم أخذ قبضة فنضح به رأس فاطمة ووجهها ونحرها . ثم قام وخلاهما . ولبث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أربعاً لا يدخل عليهما » .

وفي الإصابة : 8 / 265 : « وأخرج الدولابي في الذرية الطاهرة بسند جيد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليلة بني علي بفاطمة : لا تحدث شيئاً حتى تلقاني فدعا بماء فتوضأ منه ثم أفرغه عليهما وقال : اللهم بارك فيهما وبارك عليهما ، وبارك لهما في نسلهما » .

المعجم الكبير للطبراني : 22 / 409 : « فجاءت مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت وأنا في جانب فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ههنا أخي ؟ فقالت : أم أيمن أخوك قد زوجته بنتك ! فدخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال لفاطمة ائتيني بماء ، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به فمج فيه ثم قال لها قومي فنضح بين ثدييها وعلى رأسها . ثم قال : اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم . ثم قال لها أدبري فأدبرت فنضح بين كتفيها ، ثم قال : اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال ائتيني بماء فعملت الذي يريده فملأت القعب ماء فأتيته به فأخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب على رأسي وبين يدي ثم قال : اللهم إني أعيذه وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدخل على أهلك بسم الله والبركة » .

13 . صديقات أمها ( عليها السلام ) حضرن عرسها

ورد في أحاديث زواج فاطمة « عليها السلام » ذكر أسماء بنت عميس وأم سلمة ، وكانتا صديقتين لأمها خديجة « عليها السلام » وروي أنها أوصتهما بفاطمة « عليها السلام » . وكانت أم سلمة مع زوجها أبي سلمة المخزومي ، فرجعوا إلى مكة ثم هاجروا إلى المدينة .

أما أسماء فأشكل بعضهم بأنها كانت مع زوجها جعفر بن أبي طالب في الحبشة « كشف الغمة للإربلي : 1 / 383 » لكنه يدل على أنها حضرت خصيصاً لخدمة الزهراء « عليها السلام » في عرسها ، وقد كثر مجئ المهاجرين من الحبشة إلى المدينة ، وشارك عدد منهم في بدر وأحد ، وبقي جعفر بن أبي طالب ينفذ المهام التي أمره بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمتعلقة بالحبشة ، فقد كانت مركز الروم في أفريقيا . وفي السنة السابعة أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) جعفراً « رحمه الله » بالعودة مع بضعة أشخاص كانوا معه لأسباب مختلفة .

وقد روى الطبراني في معجمه الكبير : 22 / 412 وغيره حضور أسماء عرس فاطمة « عليها السلام » قال : « ثم إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبينهن وبين النبي ستر ، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : على رسلك من أنت ؟ قالت أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة تبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريبة منها إن عرضت لها حاجة ، أو أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها . قال : فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ، ومن خلفك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم » .

14 . ولادة الإمام الحسن ( ( ع ) )

في أمالي الصدوق / 197 : « عن زيد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال : لما ولدت فاطمة « عليها السلام » الحسن ( عليه السلام ) قالت لعلي : سمه . فقال : ما كنت لأسبق باسمه رسول الله . فجاء رسولُ الله ( صلى الله عليه وآله ) فأُخرج إليه في خرقة صفراء فقال : ألم أنهكم أن تلفوه في خرقة صفراء ! ثم رمى بها وأخذ خرقة بيضاء فلفه فيها ، ثم قال لعلي ( عليه السلام ) : هل سميته ؟ فقال : ما كنت لأسبقك باسمه ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : وما كنت لأسبق باسمه ربي عز وجل ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط واقرئه السلام وهنئه ، وقل له : إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون ، فهبط جبرئيل فهنأه من الله عز وجل ، ثم قال : إن الله عز وجل يأمرك أن تسميه باسم ابن هارون . قال : وما كان اسمه ؟ قال : شبر . قال : لساني عربي . قال : سمه الحسن ، فسماه الحسن .

فلما ولد الحسين ( عليه السلام ) أوحى الله عز وجل إلى جبرئيل أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه وهنئه ، وقل له : إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمه باسم ابن هارون ، قال : فهبط جبرئيل فهنأه من الله تبارك وتعالى ثم قال : إن علياً منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون . قال : وما اسمه ؟ قال : شبير . قال : لساني عربي . قال : سمه الحسين ، فسماه الحسين » .

وفي الكافي : 1 / 461 : « ولد الحسن بن علي « عليهما السلام » في شهر رمضان في سنة بدر ، سنة اثنين بعد الهجرة . وروي أنه ولد في سنة ثلاث ومضى ( عليه السلام ) في شهر صفر في آخره من سنة تسع وأربعين ، ومضى وهو ابن سبع وأربعين سنة وأشهر » .

وفي الكافي : 6 / 33 : « عن الحسين بن خالد قال : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن التهنية بالولد متى ؟ فقال إنه قال : لما ولد الحسن بن علي هبط جبرئيل بالتهنية على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في اليوم السابع وأمره أن يسميه ويكنيه ويحلق رأسه ويعق عنه ويثقب أذنه ، وكذلك حين ولد الحسين ( عليه السلام ) أتاه في اليوم السابع فأمره بمثل ذلك .

قال : وكان لهما ذؤابتان في القرن الأيسر ، وكان الثقب في الأذن اليمنى في شحمة الأذن ، وفي اليسرى في أعلى الأذن ، فالقرط في اليمنى والشنف في اليسرى ، وقد روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ترك لهما ذؤابتين في وسط الرأس . وهو أصح من القرن » .

وفي الهداية للصدوق / 70 : « وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لفاطمة « عليها السلام » : أنقبي على أذني ابني الحسن والحسين خلافاً على اليهود » . وفي قاموس الكتاب المقدس / 316 : « وكانت عادة قومية عند الإسماعيليين أن يلبس الرجال أقراطاً » . قضاة : 8 25 و 26 .

أقول : اتفق جمهور المؤرخين على أن ولادة الإمام الحسن ( عليه السلام ) في نصف شهر رمضان ، واختلفوا هل كانت في السنة الثانية للهجرة أو الثالثة ، تبعاً لتاريخ زواج علي وفاطمة ( صلى الله عليه وآله ) . والمرجح قول الإربلي في كشف الغمة : 2 / 136 : « أصح ما قيل في ولادته أنه ولد بالمدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وكان والده علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قد بنى بفاطمة « عليها السلام » في ذي الحجة من السنة الثانية

من الهجرة » .

فالمرجح أن الأمر الإلهي بزواج فاطمة بعلي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما كثر الخاطبون لها ( عليها السلام ) في السنة الأولى من الهجرة ، ولعله ( صلى الله عليه وآله ) عقد زواجهما في تلك الفترة ، كما روى ابن سعد واليعقوبي ، وأخر زفافها إلى السنة الثانية في ذي الحجة كما نصت رواية ابن المسيب عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : « فقلت لعلي بن الحسين : فمتى زوج رسول الله فاطمة من علي ؟ فقال : بالمدينة بعد الهجرة بسنة وكان لها يومئذ تسع سنين » « الكافي 8 / 338 » . ومعنى تسع سنين أنها دخلت في العاشرة ، لأن ولادتها في العشرين من جمادى الثانية سنة خمس للبعثة ، أي بعد أربع سنوات ونصف من البعثة التي كانت في رجب نصف السنة فحسبت سنة ، ويكون عمرها عند هجرته ( صلى الله عليه وآله ) في ربيع الأول في السنة الثالثة عشرة من بعثته نحو ثمان سنين ، وعمرها عند زواجها في ذي الحجة من السنة الثانية للهجرة نحو تسع سنين ونصفاً ، وولدت الحسن ( عليه السلام ) وعمرها نحو عشر سنوات ونصفاً .

وتؤيد رواية اليعقوبي : 2 / 41 ما ذكرناه : « زوجها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من علي بعد قدومه بشهرين ، وقد كان جماعة من المهاجرين خطبوها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما زوجها علياً قالوا في ذلك ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا زوجته ولكن الله زوجه » .

ورواية ابن سعد : 8 / 22 : « تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في رجب بعد مقدم النبي ( صلى الله عليه وآله ) المدينة بخمسة أشهر ، وبنى بها مرجعه من بدر » .

15 . ولادة الإمام الحسين ( ( ع ) )

في الكافي : 1 / 463 : « ولد الحسين بن علي « عليهما السلام » في سنة ثلاث ، وقبض ( عليه السلام ) في شهر المحرم من سنة إحدى وستين من الهجرة ، وله سبع وخمسون سنة وأشهر .

عن عبد الرحمن العرزمي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : كان بين الحسن والحسين « عليهما السلام » طهرٌ ، وكان بينهما في الميلاد ستة أشهر وعشراً » .

وفي مصباح المتهجد / 826 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أن مولده ( عليه السلام ) في الثالث من شعبان .

وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 2 / 52 : « عن سُليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول : كنت عند معاوية والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمه ، وأسامة بن زيد يذكر حديثاً جرى بينه وبينه وأنه قال لمعاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أخي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين ( عليه السلام ) أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا علي ، ثم ابني محمد بن علي الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا عبد الله ، وتكملة اثني عشر إماماً ، تسعه من ولد الحسين . قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمه وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية . قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة ، أنهم سمعوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » .

وفي كامل الزيارات / 140 : « عن إبراهيم بن شعيب الميثمي قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن الحسين بن علي « عليهما السلام » لما ولد أمر الله عز وجل جبرئيل ( عليه السلام ) أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من الله ومن جبرئيل ( عليه السلام ) ، قال : وكان مهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له : فطرس ، كان من الحملة فبعث في شي فأبطأ فيه ، فكسر جناحه وألقي في تلك الجزيرة يعبد الله فيها ست مائة عام ، حتى ولد الحسين ( عليه السلام ) فقال الملك لجبرئيل ( عليه السلام ) : أين تريد . قال : إن الله تعالى أنعم على محمد ( صلى الله عليه وآله ) بنعمة فبعثت أهنيه من الله ومني ، فقال : يا جبرئيل إحملني معك لعل محمداً ( صلى الله عليه وآله ) يدعو الله لي ، قال فحمله فلما دخل جبرئيل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهنأه من الله وهنأه منه وأخبره بحال فطرس ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرئيل أدخله ، فلما أدخله أخبر فطرس النبي ( صلى الله عليه وآله ) بحاله فدعا له النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال له : تمسح بهذا المولود وعد إلى مكانك . قال : فتمسح فطرس بالحسين ( عليه السلام ) وارتفع ، وقال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما أن أمتك ستقتله وله عليَّ مكافاة أن لا يزوره زائر إلا بلغته عنه ، ولا يسلم عليه مسلِّم إلا بلغته سلامه ، ولا يصلي عليه مصل إلا بلغته عليه صلاته ، قال : ثم ارتفع » .

أقول : حديث فطرس صحيح السند فيجب قبوله ، لكن الإشكال فيه أنه يدل على ارتكاب الملائكة للذنوب واستحقاقهم للعقوبة ، وأنه يعارض قول تعالى : عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لايَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ . وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ . وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ . لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . لكن الصحيح أن هذه الآيات تتكلم عن زبانية جهنم المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول . فلا مانع أن هناك أنواع أخرى ، تصدر منهم المعصية مثل فطرس .

على أن المعصية أمر نسبي ، كما أن اعتراض الملائكة في استخلاف آدم ( عليه السلام ) عُدَّ معصية : قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ . « وروى في الكافي : 4 / 188 » : « فأعرض عنها « الملائكة » فرأت أن ذلك من سخطه فلاذت بعرشه ، فأمر الله ملكاً من الملائكة أن يجعل لها بيتاً في السماء السادسة يسمى الضراح بإزاء عرشه ، فصيره لأهل السماء يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ويستغفرون » .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.