العوامل الجوية (المناخية) وعلاقتها بانتاج المحاصيل

يعتبر النبات بما يحمله من صفات مختلفة ما هو إلا محصلة التفاعل بين العوامل الوراثية للنباتات والعوامل البيئية السائدة ببيئة نمو النبات والعوامل البيئية هي العامل الأساسي في هذا التفاعل وذلك لأن العوامل الوراثية أو التركيب الوراثي للنبات هو محصلة التغيرات في الصفات الوراثية لأسلاف النبات عبر العصور السابقة إلى الشكل الذى هو عليه الآن، وأن هذه التغيرات هى رد فعل لتغير العوامل البيئية المحيطة. ولابد من دراسة البيئة حيث يتطلب أولاً معرفة ما هي البيئة والتى تعرف بأنها الوسط الذى ينمو فيه النبات وينقسم هذا الوسط إلى بيئة هوائية ينمو بها المجموع الخضري وبيئة أرضية تنمو فيها الجذور والسيقان الأرضية. كما تعرف البيئة على أنها جميع العوامل الخارجية المحيطة بالنبات والتي تؤثر على تركيبة في أطوار نموه المختلفة وفي شكله الظاهري وفى تكاثره ونشاط أعضاؤه المختلفة، ويقصد بالتعبير بيئة Ecology وهو مأخوذ من أصل يوناني بمعنى دراسة الموطن الأصلى وكان يقصد بهذا الاصطلاح دراسة الكائنات في الأماكن التى تعيش فيها أو قد يعرف بأنه دراسة العلاقة المتبادلة بين الكائنات والبيئة المحيطة بها ويعتبر هذا هو التعريف الشائع الآن. ويتداخل علم Ecology مع كثير من العلوم مثل المناخ والأراضى والجولوجيا. ولقد قسم علم Ecology إلى قسمين هامین هما:

1- دراسة التداخل بين الفرد وبيئته (Autecology)

2- دراسة نمو وتركيب وتوزيع المجاميع النباتية (Synecology).

وعموماً العلاقة المتبادلة بين النبات وبيئته والتي تقوم على اسس ثابتة هي التي وضعها علم محاصيل الحقل ومن أهم هذه الأسس:

1. كل مجموع من الأنواع النباتية تنمو مصاحبة لبعضها مكونة ما يعرف بالمجتمعات النباتية وهذه المجتمعات بدورها تكون الكساء الخضري للأرض.

2. تحديد الأنواع النباتية المشتركة فى المجتمعات النباتية ويتم بناء على مدى موافقة العوامل البيئية لهذه الأنواع.

3. نظراً لأن العوامل البيئة بطبيعتها غير مستقرة حيث تتعرض للتغير المستمر مما ينجم عنه تغير في تركيب المجتمعات النباتية وهذا التغير يؤدى إلى عدم ثبات الكساء الخضري لمنطقة ما.

صفات العوامل البيئية كعامل محدد للإنتاج الزراعي:

نظراً لأهمية العوامل البيئية فيجب معرفة خصائصها والتي يمكن إيجازها فيما يلى: .

1 عدم التجانس: تتكون العوامل البيئية من عدد كبير من العوامل حيث ترتبط هذه العوامل ارتباطاً كبيراً مع بعضها البعض وتؤثر على بعضها البعض مما ينجم عدم تجانس هذه العوامل بالحقل.

2. التداخل: نظراً للتغير المستمر لعوامل البيئة فإن تأثير هذا التغير لا يظهر على بروتوبلازم النبات إلا بعد انتهاء العامل المسبب فى هذا التغير ولهذا فكل ما يطرأ على النبات من تغير هو عبارة عن نتيجة لتأثير ظروف سابقة. ومن أهم أمثلة التداخل فمثلا التغير في شدة أشعة الشمس يؤدى إلى التغير فى الاضاءة والحرارة والرطوبة كما تتغير صفات التربة كلها بالتغير في رقم حموضة التربة.

3. عدم الثبات: تعتبر عوامل البيئة غير ثابتة حيث أنها تتغير من وقت لآخر فتتباين درجات الحرارة من وقت لآخر بنفس المكان كما تتغير سرعة الرياح وشدة الإضاءة والرطوبة الجوية نظراً لتعاقب الليل والنهار وتبادل الفصول.

4. تعويض واحلال العوامل محل بعضها البعض: يمكن تعويض واحلال عامل بأخر سواء كان هذا الاحلال كلى أو جزئي بمعنى أنه يمكن أن يحل محلة فى غيابة أو تعويض النقص منه ومن أمثلة ذلك تعويض النقص في ماء المطر عند ارتفاع مستوى الماء الأرضى كما يمكن تعويض ارتفاع درجة الحرارة بخطوط العرض القريبة من خط الاستواء بالزراعة بالمناطق المرتفعة نظراً لانخفاض درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر وكذلك تعويض الصوديوم كعنصر غذائي محل البوتاسيوم.

أهمية دراسة العوامل البيئية:

يلزم دراسة تأثير كل عامل من العوامل البيئية نظراً لتعدد العوامل البيئية وأثر هذه العوامل على النبات على حدة ثم دراسة تأثير تلك العوامل مجتمعة والعوامل البيئية هي العامل المحدد للنطاق الذى ينتشر فيه المحصول وبمعرفة الظروف البيئية في منطقة ما يمكن تحديد أنسب المحاصيل التي تزرع في هذه المنطقة. ومعرفة احتياجات النبات من كل عنصر تساعد على فهم طريقة التأثير وبالتالي العمل على تحوير هذه العوامل يؤدى إلى الحصول على أكبر وأجود محصول.

تحوير (تعديل) البيئة:

تزداد خبرة المزارعين عند زراعة محصول ما بتكرار زراعتة فقد تمكن من تحوير (تعديل) بعض العوامل البيئية الغير مناسبة وتكييفها بحيث تلائم نمو المحاصيل وذلك باجرائه بعض العمليات الخدمة المختلفة مثل الحرث والتزحيف والتقصيب والتلويط والعزيق ومقاومة الحشائش. كما يقوم المزارع بتوفير الماء للنبات بالكميات وفى الأوقات المناسبة في المناطق الجافة قليلة الأمطار ويقوم بالتخلص من الماء الزائدة عن طريق الصرف الجيد مما يوفر الظروف الملائمة لنمو النبات نمواً جيداً. ويمكن للمزارع التغلب على الظروف المناخية القاسية مثل برودة الجو أو ضوء الشمس الشديد وذلك بعمل تزريب للنباتات والتزريب وهو عبارة عن حواجز من البوص وتغطية النباتات بالقش أو البلاستيك. وعلى الرغم من كل هذا المجهود المبذول في تحوير الظروف البيئية إلا أن الانسان يقف مكتوفى الأيدى أمام بعض العوامل التي لا يمكن تحويرها أو التغلب عليها مثل التذبذب الشديد في درجات الحرارة والذى يؤدى بدورة إلى اختلاف الناتج السنوى من المحصول ويعتبر هذا الفرق هو أحد الفروق الرئيسية بين الانتاج الزراعي والانتاج الصناعي حيث يمكن التحكم تماما في الإنتاج الصناعي على العكس في حالة الانتاج الزراعي.

تطبع المحاصيل لبيئاتها :

على الرغم من المجهود الذي يبذله المزارع من أجل تحوير العوامل البيئية لملائمة احتياج النبات إلا أنة لا يكفى لانتشار نبات معين لمنطقة ما أو زيادة انتاجة ونتيجة للتغير المستمر في العوامل البيئة فإن بروتوبلازم النبات يتغير وفقا للظروف السابقة نتيجة لذلك فإن صفات الكائن الحي تساعده على المعيشة تحت ظروف البيئة السائدة.

عوامل البيئة:

نظراً لتعدد الآراء حول تعريف البيئة فقد اختلف العلماء في تحديد العوامل البيئية. ويرى بعض العلماء أن البيئة تقسم من ناحية العوامل المؤثرة على نمو النبات إلى:

أ. عوامل جوية

ب. عوامل أرضية

ج. عوامل حيوية

د. عوامل موقعية

وقد اتفق على تقسيم العوامل البيئية المؤثر على نمو المحصول تأثيرا واضحا الى:

أ. رطوبة

ب. حرارة

ج. الضوء

د. العوامل الكيميائية

هـ. عوامل ميكانيكية