العوامل البيئية التى تؤثر على نمو المحاصيل (الغازات)

يتكون الهواء الجوي من مجموعة من الغازات ثابتة النسبة لكل منها وعنصري الاكسجين والنيتروجين هما المكون الأساسي للهواء الجوى وباقي الغازات تمثل بنسبة ضئيلة للغاية حيث تصل نسبة النيتروجين في الجو 78,09% والأكسجين 20.93%، الأرجون 0.93 %، ثاني أكسيد الكربون 0.03% وتكمل الغازات الأخرى باقي النسبة ولا يختل هذا التوازن بين الغازات إلا إذا تم ادخال أحد هذه الغازات صناعيا مثل عوادم المصانع أو السيارات أو الغازات المختلفة الناتجة من المواد الكيميائية المستخدمة في الأرض كما أن هذا التوازن يختل بالارتفاع عن سطح البحر حيث يزيد تركيز الغازات الخفيفة ومنها الايدروجين ويقل تركيز ثاني أكسيد الكربون.

تأثير الغازات على النبات:

يختلف تأثير الغازات على النباتات فمنها ما هو ضروري لبقاء النبات حيا مثل ثاني أكسيد الكربون ومنها ما يضر بالنبات مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد الآزوت وأول أكسيد الكربون والأوليفينات القليلة الذوبان في الماء. وأهم هذه الغازات وأثرها على النبات ومصادر زيادة نسبتها بالجو عن الحد الطبيعي كما يلي:

1- ثاني أكسيد الكربون: يبلغ نسبة ثاني أكسيد الكربون حوالي 0.03% من حجم الهواء الجوي وعلى الرغم من صغر هذه الكمية إلا أنه ذو أهمية لحدوث عملية البناء الضوئي في النبات ونظراً للدور الذي يقوم به الغاز بالنسبة للنبات فإنه يستهلك منه سنويا ما يعادل 1/ 30 من المقدار الكلى بالجو إلا أنه يتجدد في الجو باستمرار وتنفس الكائنات الحية وانحلال واحتراق المواد الكربونية وفوهات البراكين مصدراً لهذا الغاز الهام، ويقل تركيز ثاني أكسيد الكربون بالليل كما يقل في الحقول كثيفة الكساء الخضري مما يقلل من كفاءة عملية التمثيل الضوئي. وعلى الرغم من أهمية هذا الغاز للنبات نجد انخفاض معدل التمثيل الضوئي بارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون للفعل السام الذي يحدثه الغاز في البروتوبلازم كما أن التركيز العالي للغاز يعمل على غلق الثغور، كما يختلف التركيز الضار للغاز وطول فترة تعرض النبات للتركيز الضار للغاز من نبات الآخر ويبلغ التركيز الضار في بعض النباتات نحو 20 %.

2- ثاني أكسيد الكبريت: يعتبر غاز ثاني اكسيد الكبريت من الغازات الضارة للمحاصيل لانة يهدم الكورفيل والمواد الكارتونيد وتموت الخلايا الموجودة فى حواف الأوراق نظراً لامتصاصها كمية من الغاز. ويتوقف مقدار الضرر الذي يحدثه الغاز على سرعة وكمية الغاز الممتص، يرجع الضرر الذي يحدثه الغاز نتيجة لارتباطه بالسكر والالدهيد مكونا حامض الكبريتوز الذي يتأكسد إلى حامض الكبريتك الذي يضر بالأنسجة تتباين المحاصيل في مدى قابليتها لحدوث الضرر نتيجة لغاز ثاني أكسيد الكبريت بالجو حيث يزداد تحمل النباتات للغاز في ظروف الأراضي الجافة والاضاءة الضعيفة. وتعتبر مصانع حامض الكبريتيك من المصادر الهامة للغاز في الجو بالإضافة لاستخدام الكبريت فى تعفير النباتات وما يتطاير منه في الهواء.

3- أكاسيد الآزوت: يحدث ضرر للنباتات بارتفاع تركيز أكاسيد الأزوت وهذا الضرر يتمثل في وجود بقع بنية إلى سوداء بالأوراق وتتلون حواف الأوراق باللون البني وتعتبر مصانع حامض النيتريك واتحاد الأزوت بالأكسجين بالبرق من أهم مصادر الغاز بالجو.

4- الكلور: يحدث غاز الكلور ضرراً بالغاً على النبات قد يكون أشد ضرراً من الذي يحدثه غاز ثاني أكسيد الكبريت.

5- الغبار: عبارة عن جزيئات من المواد سواء كانت من أصل معدني أو عضوي ونظراً لصغر حجم هذه الجزيئات فإنها تتطاير في الهواء وتقوم الرياح بنقلها من مكان لآخر. ويختلف تركيز الغبار من مكان لآخر حيث يقل تركيزه كلما ارتفعنا عن سطح البحر كما يزداد تركيزه على جوانب الطرق الزراعية ويزداد تركيز الغبار أيضا من وقت لآخر خلال العام حيث يزداد في شهر ابريل ومايو ويونيو نتيجة لرياح الخماسين ويؤثر الغبار على النبات تأثير مباشر عن طريق السداد الثغور مما يضعف من نمو النبات كما أن له تأثير غير مباشر عن طريق اعتراض اشعة الشمس وامتصاص الحرارة.