المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9067 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
سلام وستفاليا.
2024-09-18
الاصلاح الكاثوليكي المعاكس (لجنة الثبت).
2024-09-18
محاكم التفتيش.
2024-09-18
منظمة اليسوعيين (الجزويت).
2024-09-18
الاصلاح الكاثوليكي المعاكس (مجمع ترانت).
2024-09-18
فرنسا والاصلاح الكاثوليكي المعاكس.
2024-09-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الهجرة العلنية الوحيدة : هجرة علي « عليه السلام »  
  
25   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-09-17
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص526-534
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 3474
التاريخ: 1-6-2017 2900
التاريخ: 11-12-2014 3536
التاريخ: 4-5-2017 3123

1 - علي ( ( ع ) ) يؤدي أمانات النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) جهاراً في مكة

قال المفيد « رحمه الله » في الإرشاد : 1 / 53 : « ومن ذلك أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان أمين قريش على ودائعهم ، فلما فَجَأَهُ من الكفار ما أحوجه إلى الهرب من مكة بغتةً ، لم يجد في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمناً عليه سوى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها ، وقضاء ما عليه من دين لمستحقيه ، وجمع بناته ونساء أهله وأزواجه والهجرة بهم إليه ، ولم ير أن أحداً يقوم مقامه في ذلك من كافة الناس ، فوثق بأمانته وعول على نجدته وشجاعته ، واعتمد في الدفاع عن أهله وحامته على بأسه وقدرته ، واطمأن إلى ثقته على أهله وحرمه ، وعرف من ورعه وعصمته ما تسكن النفس معه إلى إئتمانه على ذلك .

فقام ( عليه السلام ) به أحسن القيام ورد كل وديعة إلى أهلها ، وأعطى كل ذي حق حقه ، وحفظ بنات نبيه ( عليه السلام ) وآله وحرمه ، وهاجر بهم ماشياً على قدمه يحوطهم من الأعداء ، ويكلؤهم من الخصماء ، ويرفق بهم في المسير ، حتى أوردهم عليه المدينة على أتم صيانة وحراسة ، ورفق ورأفة ، وحسن تدبير . فأنزله النبي ( صلى الله عليه وآله ) عند وروده المدينة داره ، وأحله قراره ، وخلطه بحرمه وأولاده ، ولم يميزه من خاصة نفسه ، ولا احتشمه في باطن أمره وسره » .

وقال في السيرة الحلبية : 2 / 232 : « فلما توجه ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة قام عليٌّ بالأبطح ينادي : من كان له عند رسول الله وديعة فليأت تُؤَدَّى إليه أمانته . فلما نفد ذلك وردَ عليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالشخوص إليه ، فابتاع ركائب ، وقدم ومعه الفواطم ومعه أم أيمن وولدها أيمن وجماعة من ضعفاء المؤمنين » . ونحوه الصالحي : 3 / 267 .

2 - علي ( ( ع ) ) يتحدى قريشاً ويعلن عزمه على الهجرة !

قال ابن جبر في نهج الإيمان / 311 وابن شهرآشوب في المناقب : 1 / 335 : « ذكر الواقدي وغيره أن علياً ( عليه السلام ) لما عزم على الهجرة قال له العباس : إن محمداً ما خرج إلا خِفْياً وذكر حديثاً ثم قال له : ما أرى أن تمضي إلا في خفارة خزاعة ،

فقال علي ( عليه السلام ) :

إن المنية شَرْبَةٌ مورودةٌ * لا تجزعنَّ وشُدَّ للترحيل

إن ابن آمنة النبي محمداً * رجل صدوقٌ قال عن جبريل

أرْخ الزمام ولاتخفْ من عائقٍ * فالله يرديهم إلى التنكيل

إني بربي واثقٌ وبأحمد * وسبيله متلاحقٌ بسبيلي

أقول : يدل هذا على أن إعلان علي ( عليه السلام ) هجرته كان بأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فبعد أن هاجر أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاً ، ثم هاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأفلت من أظافر قريش ! أراد الله تعالى أن تكون هجرة علي ( عليه السلام ) بأسرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) آية لصدق النبوة ، ورسالة قوة ، فقريش لا تفهم غيرالقوة » !

3 - قريش تدبر محاولة لاغتيال علي ( ( ع ) ) قبل هجرته

روى ابن شهرآشوب في المناقب : 1 / 335 عن الواقدي ، وأبي الفرج النجدي ، وأبي الحسن البكري ، وإسحاق الطبراني : « أن علياً ( عليه السلام ) لما عزم على الهجرة قال له العباس . . إلى آخر ما تقدم . قال : فكمن له مهلع غلام حنظلة بن أبي سفيان في طريقه بالليل ، فلما رآه سل سيفه ونهض إليه فصاح عليٌّ به صيحة خرَّ على وجهه وجلله بسيفه ! فلما أصبح توجه نحو المدينة ، فلما شارف ضجنان أدركه الطلب بثمانية فوارس » .

أقول : هذه أول صيحة وأول ضربة سيف من علي ( عليه السلام ) صلوات الله عليه .

4 - واخترعت قريش مكيدة مالية لعلي ( ( ع ) ) قبل هجرته

روى في المناقب : 2 / 175 ، عن الواقدي ، وإسحاق الطبري : « أن عمير بن وابل الثقفي أمره حنظلة بن أبي سفيان أن يدعي على علي ( عليه السلام ) ثمانين مثقالاً من الذهب وديعةً عند محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه هرب من مكة وأنت وكيله ، فإن طلب بينة الشهود فنحن معشر قريش نشهد عليه ، وأعطوه على ذلك مائة مثقال من الذهب ، منها قلادة عشر مثاقيل لهند ، فجاء وادعى على علي ( عليه السلام ) ، فاعتبر الودايع كلها ورأى عليها أسامي أصحابها ، ولم يكن لما ذكره عمير خبر ، فنصح له نصحاً كثيراً فقال : إن لي من يشهد بذلك وهو أبو جهل ، وعكرمة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبو سفيان ، وحنظلة ! فقال ( عليه السلام ) : مكيدة تعود إلى من دبرها ، ثم أمر الشهود أن يقعدوا في الكعبة ، ثم قال لعمير : يا أخا ثقيف أخبرني الآن حين دفعت وديعتك هذه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أي الأوقات كان ؟ قال : ضحوة نهار فأخذها بيده ودفعها إلى عبده . ثم استدعى بأبي جهل وسأله عن ذلك قال : ما يلزمني ذلك .

ثم استدعى بأبي سفيان وسأله فقال : دفعها عند غروب الشمس ، وأخذها من يده وتركها في كمه ! ثم استدعى حنظلة وسأله عن ذلك فقال : كان عند وقت وقوف الشمس في كبد السماء ، وتركها بين يديه إلى وقت انصرافه !

ثم استدعى بعقبة وسأله عن ذلك فقال : تسلمها بيده وأنفذها في الحال إلى داره وكان وقت العصر ! ثم استدعى بعكرمة ، وسأله عن ذلك فقال : كان بزوغ الشمس أخذها فأنفذها من ساعته إلى بيت فاطمة !

ثم أقبل على عمير وقال له : أراك قد اصفر لونك وتغيرت أحوالك ! قال : أقول الحق ولا يفلح غادر ، وبيت الله ما كان لي عند محمد وديعة ، وإنهما حملاني على ذلك ، وهذه دنانيرهم وعقد هند عليه اسمها مكتوب !

ثم قال علي : إيتوني بالسيف الذي في زاوية الدار فأخذه وقال : أتعرفون هذا السيف ؟ فقالوا : هذا لحنظلة . فقال أبو سفيان : هذا مسروق . فقال ( عليه السلام ) : إن كنت صادقاً في قولك فما فعل عبدك مهلع الأسود ؟ قال : مضى إلى الطائف في حاجة لنا ! فقال :

هيهات أن يعود تراه ، ابعث إليه أحضره إن كنت صادقاً ! فسكت أبو سفيان . ثم قام ( عليه السلام ) في عشرة عبيد لسادات قريش فنبشوا بقعة عرفها ، فإذا فيها العبد مهلع قتيل ، فأمرهم بإخراجه فأخرجوه وحملوه إلى الكعبة ، فسأله الناس عن سبب قتله فقال : إن أبا سفيان وولده ضمنوا له رشوة عتقه وحثَّاه على قتلي ، فكمن لي في الطريق ووثب عليَّ ليقتلني ، فضربت رأسه وأخذت سيفه !

فلما بطلت حيلتهم أرادوا الحيلة الثانية بعمير ! فقال عمير : أشهد أن لا إله إلا الله

وأن محمداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » !

5 - انتظر النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) علياً ( ( ع ) ) في قباء وكتب اليه وطمأنه

في أمالي الطوسي / 469 : « قال أبيٌّ وابن أبي رافع : ثم كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كتاباً يأمره فيه بالمسير إليه وقلة التَّلوُّم « التأخر » وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي ، فلما أتاه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تهيأ للخروج والهجرة ، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين ، فأمرهم أن يتسللوا ويتخفوا إذا ملأ الليل بطن كل واد إلى ذي طوى . وخرج علي ( عليه السلام ) بفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وتبعهم أيمن بن أم أيمن مولى رسول الله ، وأبو واقد مولى رسول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجعل يسوق بالرواحل فأعنف بهم فقال علي : إرفق بالنسوة يا أبا واقد ، إنهن من الضعائف . قال : إني أخاف أن يدركنا الطلب ! فقال علي ( عليه السلام ) : إربع عليك فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : « في رسالته » يا علي إنهم لن يصلوا من الآن إليك بما تكرهه ، ثم جعل يعني علياً ( عليه السلام ) يسوق بهن سوقاً رفيقاً وهو يرتجز ويقول :

ليس إلا الله فارفع ظَنَّكا يكفيك ربُّ الناس ما أهمَّكا » .

6 - علي ( ( ع ) ) يدوس غطرسة قريش

في أمالي الطوسي / 470 : « وسار فلما شارف ضجنان أدركه الطلب ، وعددهم سبعة فوارس من قريش مستلئمين ، وثامنهم مولى لحرب بن أمية يدعى جناحاً ، فأقبل علي ( عليه السلام ) على أيمن وأبي واقد ، وقد تراءى القوم فقال لهما : أنيخا الإبل واعقلاها ، وتقدم حتى أنزل النسوة ، ودنا القوم فاستقبلهم ( عليه السلام ) منتضياً سيفه ، فأقبلوا عليه فقالوا : أظننت أنك يا غُدَر ناجٍ بالنسوة ، إرجع لا أباً لك ! قال : فإن لم أفعل ؟ قالوا : لترجعن راغماً أو لنرجعن بأكثرك شعراً ، وأهون بك من هالك !

ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها ، فحال علي ( عليه السلام ) بينهم وبينها ، فأهوى له جناح بسيفه فراغ علي ( عليه السلام ) عن ضربته ، وتختله علي فضربه على عاتقه ، فأسرع السيف مضيَاً فيه حتى مسَّ كاثبة فرسه ، فكان ( عليه السلام ) يشد على قدمه شد الفارس على فرسه ، فشد عليهم بسيفه وهو يقول :

خلوا سبيل الجاهد المجاهدِ * آليت لا أعبدُ غير الواحدِ

فتصدع عنه القوم وقالوا له : أغن عنا نفسك يا ابن أبي طالب . قال : فإني منطلق إلى ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيثرب فمن سره أن أفري لحمه وأريق دمه فليتعقبني أو فليدن مني . ثم أقبل على صاحبيه أيمن وأبي واقد فقال لهما : أطلقا مطاياكما » .

والكاثبة : مجتمع الكتف ! وهذه ثاني ضربة سيف لعلي ، صلوات الله عليه .

7 - فاطمة بنت أسد أول مسلمة هاجرت مشياً

اختارت فاطمة بنت أسد « عليها السلام » أن تهاجر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ماشية على قدميها ، تحتسب ذلك عند الله تعالى ، ففي الكافي : 1 / 453 عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين « عليهما السلام » كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة على قدميها ، وكانت من أبر الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

وروى عن داود الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ولي على رجل مالٌ قد خفتُ تَوَاهُ « ذهابه » فشكوت إليه ذلك فقال لي : إذا صرت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافاً وصل ركعتين عنه ، وطف عن أبي طالب طوافاً وصل عنه ركعتين ، وطف عن عبد الله طوافاً وصل عنه ركعتين ، وطف عن آمنة طوافاً وصل عنها ركعتين ، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافاً وصل عنها ركعتين ، ثم ادع أن يرد عليك مالك . قال : ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا ، وإذا غريمي واقف يقول : يا داود حبستني ، تعال إقبض مالك » .

8 - ونزلت آيات القرآن تصف علياً ( ( ع ) ) والفواطم في طريق الهجرة

في أمالي الطوسي / 471 : « ثم سار ظاهراً قاهراً حتى نزل ضجنان ، فتلوَّمَ بها قدر يومه وليلته ، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين ، وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فظل ليلته تلك هو والفواطم ، أمه فاطمة بنت أسد ، وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة بنت الزبير ، طوراً يصلون ، وطوراً يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر ، فصلى ( عليه السلام ) بهم صلاة الفجر ، ثم سار لوجهه يجوب منزلاً بعد منزل ، لا يفتر عن ذكر الله ، والفواطم كذلك وغيرهم ممن صحبه ، حتى قدموا المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم بقوله تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوِاتِ وَالأرض وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرض رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ . رَبَّنأَ إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ .

رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْمِيعَادَ . فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لاكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلادْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ . آل عمران : 190 - 195 .

الذَّكَر علي ( عليه السلام ) والأنثى الفواطم المتقدم ذكرهن ، وهن فاطمة بنت رسول الله وفاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير . بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ : يقول : علي من فاطمة أو قال : الفواطم ، وهن من علي ( عليه السلام ) وتلا ( صلى الله عليه وآله ) : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ ، وقال : يا علي ، أنت أول هذه الأمة إيماناً بالله ورسوله ، وأولهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهداً برسوله ، لا يحبك والذي نفسي بيده إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يبغضك إلا منافق

أو كافر » .

9 - بخلت السلطة برواية هجرة أمير المؤمنين ( ( ع ) )

كأن السلطة أمرت الرواة أن يخفوا مناقب علي ( عليه السلام ) في هجرته ، وما جرى له في مكة ، ولا يذكروا لحاق فرسان قريش به وقتله فارسهم جناح ، ولا نزول الآيات في عبادته ووالدته وفاطمة « عليهم السلام » ورفقائهم في طريق الهجرة ، ولا أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مدحه ! فذلك يرفع من قدره ، وهم يريدون انتقاص قدره !

قال ابن هشام : 2 / 335 : « قال ابن إسحاق : ولم يعلم فيما بلغني بخروج رسول الله أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق وآل أبي بكر . أما علي فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما بلغني أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الودائع التي كانت عنده للناس ، وكان رسول الله ليس بمكة أحد عنده شئ يخشى عليه إلا وضعه عنده ، لما يعلم من صدقه وأمانته » .

وقال في : 2 / 342 : « وأقام علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها ، حتى أدى عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الودائع التي كانت عنده الناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله فنزل معه على كلثوم بن هَدم » .

وقال في السيرة الحلبية : 2 / 233 : « كان يسير الليل ويكمن النهار ، حتى تفطرت قدماه ، فاعتنقه النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبكى رحمة لما بقدميه من الورم ، وتفل في يديه وأمرَّهما على قدميه ، فلم يشكهما بعد ذلك ! ولا مانع من وقوع ذلك من علي مع وجود ما يركبه ، لأنه يجوز أن يكون هاجر ماشياً ، رغبة في عظيم الأجر » .

أقول : كان يسير في الليل بسبب الحر وليس الخوف .

وروى ابن سعد : 3 / 22 : « عن أبي رافع عن علي قال : لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة في الهجرة ، أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس ، ولذا كان يسمى الأمين ، فأقمت ثلاثاً فكنت أظهر ما تغيبت يوماً واحداً ، ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول الله مقيم فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك منزل رسول الله . . قدم علي للنصف من شهر ربيع الأول ورسول الله بقباء لم يُرِمْ » يذهب « بعد » . تاريخ دمشق : 42 / 69 .

وكثرت مكذوبات الحكومة في هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأسرته ، وزعموا أن علياً ( عليه السلام ) لم يؤد أماناته ولم يهاجر بأسرته ( صلى الله عليه وآله ) ! وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث شخصين

أتيا بهن !

قال في الطبقات : 1 / 237 : « بعث رسول الله من منزل أبي أيوب زيد بن حارثة وأبا رافع ، وأعطاهما بعيرين وخمس مائة درهم إلى مكة ، فقدما عليه بفاطمة وأم كلثوم ابنتي رسول الله وسودة بنت زمعة » !

والصحيح أنهما كانتا مع زوجيهما ، وأن سودة لم تكن زوجة النبي في مكة !

10 - سرقوا مناقب علي ( ( ع ) ) وأعطوها لعمر !

فقد هاجر عمر قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشهور أو سنة ، سراً خوفاً من قريش ، وواعد هشام بن العاص عند إضاة بني غفار في المدينة ، ولم يواعده في أطراف مكة ولا في الطريق !

التنبيه للمسعودي / 200 ، الدرر / 77 ، الإمتاع : 9 / 188 ، السيرة الحلبية : 2 / 183 وغيرها .

بل روى الذهبي في تاريخه : 1 / 313 ، بسند صحيح عندهم : « فلما اشتدوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه أمر رسول الله أصحابه بالهجرة فخرجوا رَسْلاً رسلاً . . » .

وعدَّ في الذين هاجروا عمر وجماعة ، وكان ذلك قبل شهور أو سنة من هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! ومع ذلك سرقوا هجرة علي ( عليه السلام ) وأعطوها لعمر وجعلوا روايتها على لسان علي ( عليه السلام ) ! فقال كما زعموا : « ما علمت أحداً من المهاجرين هاجر إلا مختفياً إلا عمر بن الخطاب » ! أسد الغابة 4 / 58 .

قال في الصحيح من السيرة : 4 / 195 : « ونحن نقطع بعدم صحة هذا الكلام ، لأن عمر لم يكن يملك مثل هذه الشجاعة . لما تقدم في حديث إسلامه عن البخاري وغيره من أنه حين أسلم اختبأ في داره خائفاً حتى جاءه العاص بن وائل فأجاره فخرج حينئذٍ » . ثم عدد صاحب الصحيح فراره في الحروب وما عرف به من الجبن .

أقول : وقد وثق في مجمع الزوائد : 6 / 61 حديث عمر عن نفسه ، بأنه تواعد مع اثنين عند مشارف المدينة ، فحبس أحدهما ونجا الآخر ! وقال البخاري : 2 / 264 إن عمر هاجر في عشرين ، ولم يسمِّ أحداً منهم ! ولا وصف هجرته كيف كانت !

ومع ذلك يدهشك ابن الجوزي في كتابه : المدهش / 224 : « هاتوا لنا مثل عمر كل الصحابة هاجروا سراً وعمر هاجر جهراً ، وقال للمشركين قبل خروجه : ها أنا على عزم الهجرة ، فمن أراد أن يلقاني فليلقني في بطن هذا الوادي » !

لكن كيف نصدق كلام ونحن لا نراه حضر في خطر تعرض له النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! ولا نجد له دوراً في نزول النبي ( صلى الله عليه وآله ) في قباء ، ولا في بناء المسجد النبوي .

ثم نقرأ أنه نزل في المدينة قرب اليهود خارج المدينة ، وكان يحضر دروسهم ، قال كما في البخاري : 1 / 31 : « كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة ، وكنا نتناوب النزول على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ينزل يوماً وأنزل يوماً ، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ، وإذا نزل فعل مثل ذلك » .

وبنو أمية بن زيد جيران ملاصقون ليهود بني قريظة ، وبني زريق . تاريخ المدينة : 1 / 170 ، ابن إسحاق : 3 / 299 وابن هشام : 2 / 569 .

وبنو زريق هم الذين كتبوا لعمر التوراة ليتبناها النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله فقال يا رسول الله جوامع من التوراة أخذتها من أخٍ لي من بني زريق ، فتغير وجه رسول الله » ! مجمع الزوائد : 1 / 174 ووثقه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.