أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-30
1220
التاريخ: 2024-04-24
610
التاريخ: 2023-10-18
519
التاريخ: 2024-08-23
200
|
وهذه مقولة فوق مقولة توحيد الحب. فإن توحيد الحب لا ينفي اي حب آخر غير حب الله ، ولكنه يحكّم حب الله تعالىٰ ويغلّبه علىٰ أي حب آخر ، فيكون حب الله هو الحب الغالب الحاكم ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ) ([1]) ، وهو من شروط الايمان وفرع من فروع التوحيد.
أما إخلاص الحب لله فهو ينفي أيّ حب آخر غير حب الله ، إلّا أن يكون في امتداد حبّ الله « الحب لله ، والبغض لله » وهو ليس من شؤون الإيمان والتوحيد ، ولكنه من شؤون الصدّيقين ومقاماتهم. فإن الله تعالىٰ يمكّن أولياءه وعباده الصالحين من تفريغ قلوبهم من كل حبّ وودّ غير حبّه وودّه.
وقد روي عن الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « القلب حرم الله ، فلا تُسكن حرَم الله غير الله » ([2]). وهذه صفة خاصة للقلب ، فإن الجوارح تسعىٰ وتتحرّك في الحياة باتجاهات وشؤون شتّىٰ فيما أباحه الله تعالىٰ وأجازه ، أما القلب فهو حرم الله تعالىٰ ولا ينبغي أن يحلّ فيه حبّ لغير الله وتعلّق بسواه.
والتعبير عن « القلب » في النص بـ « الحرم » دقيق ومعبّر ؛ فإن الحرم منطقة آمنة ومغلقة علىٰ كل غريب ، لا ينال أهلها سوء أو خوف ، ولا يدخلها غريب ، وكذلك القلب حرم الله الآمن، لا يدخله حبّ آخر غير حبّ الله ، ولا يمسّ فيه حبّ الله سوء أو خوف.
ولذلك فإن الصدّيقين والاولياء من عباد الله يخلصون الحب لله ، ولا يجمعون بين حبّ الله وحبّ آخر ، مهما كان إلا أن يكون في امتداد حب الله.
وفي المناجاة التالية نلمس لوعة الحبّ وصدق الاخلاص في الحبّ في كلمات زين العابدين (عليه السلام) : « سيّدي إليك رغبتي ، وإليك رهبتي ، وإليك تأميلي، وقد ساقني إليك أملي ، وعليك يا واحدي عكفت همّتي ، وفيما عندك انبسطت رغبتي ، ولك خالص رجائي وخوفي ، وبك أنست محبّتي ، وإليك ألقيت بيدي ، وبحبل طاعتك مددت رهبتي ، يا مولاي بذكرك عاش قلبي ، وبمناجاتك برّدت أمل الخوف عني ... » ([3]).
فالامام (عليه السلام) في هذه المقطوعة من المناجاة يربط رغبته ورهبته وأمله كلّها بالله ، ويعكف بهمّته كلّها عليه تعالىٰ ، ويجعل له خالص رجائه وخوفه.
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « أحبّوا الله من كلّ قلوبكم » ([4]).
وفي الدعاء عن الامام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) : « اللهم إنّي أسألك أن تملأ قلبي حباً لك ، وخشية منك ، وتصديقاً لك ، وإيماناً بك ، وفرقاً منك ، وشوقاً إليك » ([5]).
وإذا كان حبّ الله والشوق إليه ملء قلب العبد فلا يبقیٰ في قلبه محلّ شاغر لحبّ آخر غير حبّ الله ، إلّا أن يكون في امتداد حبّه تعالىٰ ، وهو في الحقيقة من حبّ الله ومن الشوق إليه.
في الدعاء عن الامام الصادق (عليه السلام) عند حضور شهر رمضان : « صلّ علىٰ محمّد وآل محمّد واشغل قلبي بعظيم شأنك ، وارسل محبّتك إليه حتىٰ ألقاك وأوداجي تشخب دماً » ([6]). وهو بمعنىٰ إخلاص الحبّ لله ، حيث يكون حبّ الله هو الشغل الشاغل للقلب وهمّه الذي لا يفارقه.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|