المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Charles Darwin
15-10-2015
Sinh-Gordon Equation
23-7-2018
دفن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)
شعر لابن خيرة الصباغ
21-1-2023
العدل في التشريع الإِسلامي
20-11-2014
شرائط الذمة
25-9-2018


عدم تحميل الزوجة ما يجاوز نفسها  
  
156   08:35 صباحاً   التاريخ: 2024-09-08
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص391ــ392
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-7-2018 2189
التاريخ: 26-11-2018 2132
التاريخ: 13-1-2022 3220
التاريخ: 25-8-2018 1774

الزوج السعيد هو الذي يحرص على عدم تحميل الزوجة مسؤوليات تتعدى المسؤوليات التي لا بد أن تتحملها كل زوجة.

إن تحمل الزوجة مهاماً زيادة على مهامها الطبيعية والمألوفة يعود عليه وعليها بالضرر والأذى، وبعدم الهناء على أقل التقادير.

وذلك لأن الزوجة التي تتحمل زيادة على ما يعنيها وما هو المطلوب منها هي ممن تنصرف عن الإهتمام بزوجها جزئياً أو كلياً من جهة، وكذا هي تنصرف عن الاهتمام بنفسها من ناحية التزين والتطيب والتهيئة الحسنة من جهة ثانية، كما أن لذلك تأثيراً بالغاً على نعومتها وجمالها ولطافتها.

ونحن نلاحظ هذا الأمر بين الناس حيث أن الزوجة التي لا تتحمل أي مسؤولية خارج نطاق مسؤولياتها ومهامها الطبيعية هي زوجة تحافظ على شبابها، ونعومتها، وجمالها وما شاكل، أما تلك التي تتحمل المهام الزائدة عن مهامها فهي أقل محافظة على كل ذلك ومن هنا فإن الزوجات اللواتي مضى على عمر زواجهن فترة مديدة من الزمن ينتقدن الزوجات في هذه الأوقات لأنهن يعملن على الاهتمام بأنفسهن، وشبابهن، وأبشارهن، ونعومتهن، وجمالهن، ولا يعملن ويتحملن تلك المسؤوليات والمهام الصعبة التي كانت تعنى بها تلك الزوجات فيما مضى، وما ذلك إلا لأن الزوجات فيما مضى كن يحتطبن، ويعملن بالزراعة والحصاد، والسقاية ويطبخن ويغسلن يدوياً. ونحن لا نكن للزوجات فيما مضى إلا كل الإحترام والتقدير لما فعلنه وعملنه لأن ظروفهن الصعبة وحياتهن الخشنة فرضت عليهن ذلك، ولو قدر لهن ما قدر لزيجات هذا العصر لكنّ موازيات لهن في النعومة والشباب والجمال، ولربما تفوقن عليهن في كل ذلك لأن كل جمال ونعومة هذا العصر إنما هي نتاج الأدوات والمستحضرات وما شاكل، أما في السابق وعلى الرغم من عدم مساعدة الظروف فقد كان الجمال باهراً، والشباب ظاهراً.

إن الزوج ومن منطلق الحفاظ على نعومة زوجته، ونضارة شبابها، ورخاء بالها، عليه أن لا يحملها أكثر مما ينبغي في حال الإختيار دون الإضطرار، وهذا ما استفدناه من رسالة الإمام علي (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) حيث قال: ((لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذلك أنعم لحالها وأرضى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة))(1). أي تُراعى لطافتها ونعومتها ولا تُحمّل أزيد مما ينبغي.

____________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 2، ص 168. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.