المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

سفنكومايلينات
18-1-2021
القول في أنّه هل يجوز أن يمكّن اللّه تعالى من الظلم من لا ..
9-08-2015
نظرة تأريخية في الفتوحات
7-8-2020
Identifying Improper Class Groupings
2024-09-14
تقديم الدفاتروالسندات
21-6-2016
Group 17: The Halogens
25-7-2020


إن أوامر الله تفضل منه علينا / لو لم يأمرنا الله لحرنا في أمرنا  
  
211   09:04 صباحاً   التاريخ: 2024-09-07
المؤلف : الشيخ علي رضا بناهيان
الكتاب أو المصدر : النظام التربوي الديني
الجزء والصفحة : ص 350 ــ 357
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

النقطة المقابلة لعبادة الله هي عبادة الهوى. أما الذي أبى أن يخضع لأوامر الله فبإمكاننا أن نجسد مدى قبح عمله المتمثل بعبادة الهوى بطريق آخر. بإمكاننا أن نقول: إن الله قد تفضل علينا حين ما أصدر أوامره إلينا. فلو لم يأمرنا الله لتهنا في حيرة عمياء. لقد علم الله أنّنا عاجزون عن تصميم برنامج يزيدنا قيمة، ولكن عبر امتثال الأمر الذي جاء من الأعلى يتسنى لنا الارتقاء والازدياد قيمة.

ولذلك فإنّ الله قد تفضّل علينا وأمرنا لكي ينفتح أمامنا طريق التكامل ونصبح أناسا أولي قيمة.

العصيان هو إساءة الله الذي تفضل علينا وكأنه قد تنازل عن مقامه الرفيع فأمرنا.

لعل الله قد تنازل حين أَمَرَنا، إذ كان يعلم أن كثيرا من عباده سوف يعصونه إذا أمرهم ولا يكترثون بأحكامه، ولكن مع ذلك أمرنا تفضلا ولطفا منه.

وهناك بعض الشواهد في القرآن قد تشير إلى هذه الحقيقة. فعلى سبيل المثال عندما ينظر الله إلى شأنه وعظمته، ينهى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن إنذار بعض الكفار والمشركين الذين لا يستحقون الإنذار. فقال لهم: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6]، وكذلك قال: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: 3].

لماذا العصيان وعدم امتثال أمر الله قبيح إلى هذا الحد؟ لأنه إساءة إلى الله الذي تنازل عن مقامه الرفيع الأعلى إذ خاطبك وأمرك. فبالرغم من أن الله تنازل وتفضل علينا وأمرنا، وإذا بالعبد الضعيف الحقير الذي لا يحسب بشيء في مقابل الله عز وجل، يتكبر على الله ويتمرد عليه!!! فإنها لإساءة حقا إلى الله وعمل قبيح جدا.

التوبة الحقيقية لمن يرى أوامر الله إليه محبّة من الله

لا يمكن التوبة إلى الله من أعماق قلوبنا، إلا بعد أن رأينا أوامر الله لطفا وتفضلا من الله إلينا. عند ذلك ندرك أن كل أمر تركناه من أوامر الله، فإنه في الواقع إهمال وعدم اكتراث بمحبة الله ولطفه على عبده.

إن التوبة الحقيقية خاصة بهؤلاء. وأما التوبة الأقل درجة من هذه فهي لأولئك الذين يتصورون عذاب جهنم. والدرجة التي بعدها فلأولئك الذين يتصوّرون القبر، أي لمن يجسد في ذهنه لحظة نزع الروح والنزول في القبر فيقول: كل الأعمال السيئة التي ارتكبتها لا تسوى ذاك العذاب. والمرحلة الأنزل هي لمن يدرك ليلة القدر، فيقول: إذا أراد الله أن يقدر مستقبلي في العام القادم على أساس ما أسلفته في الأعوام الماضية فويل لي.

ولكن من أروع أنواع التوبة هي أن تقارن بين إطاعة الله، وإطاعة النفس، ثم تشعر بمدى قبح إطاعة النفس، فيضيق صدرك حسرة لما تركت من أوامر الله جفاء ثم أطعت نفسك.

إذا أردت أن تعيش حالة التوبة، فانظر من عصيت ومن أطعت

إذا أردت أن تعيش حالة التوبة، فلابد لك أن ترى من عصيت، ومن أطعت في مقابله. إنك قد تركت الله وأطعت نفسك! {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]. إن بعض الناس قد اتخذوا أنفسهم آلهة ولا يزالون يسجدون لها. هذا الإنسان الذي يكتئب ويحزن على ما أساء في اختياره ويلوم نفسه أن لماذا ترك عبادة الله وعبد نفسه بدلا عن الله يستطيع أن يتوب توبة حقيقية. إن عبادة النفس عمل قبيح جدًا، ولابد أن نعي قبحها مقابل جمال عبادة الله.

يا ليتنا لا ننفك عن اجتناب الذنب حتى نعي هذه الحقيقة ونعيش جمالها. إن إدراك جمال الإيمان وإطاعة الله وكذلك فهم قبح معصية أمر الله أمر ممكن. فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات: 7]، نحن غير مبتلين بالكفر والفسوق بحمد الله، ولكن يجب أن نسعى لكره العصيان أيضا.

إن ولي الله واسطة بينك وبين رب العالمين، لتقدر على التغلب على هوى النفس وتذوق حلاوة لقاء الله

أحد الطرق التي يعيننا على إدراك هذا المفهوم، هو الاستعانة بأهل البيت (عليه السلام). في سبيل أن تقضي على هوى النفس بأمر الله، لابد أن يتوسط ولي الله في إبلاغ أوامر الله. إن ولي الله واسطة بينك وبين رب العالمين، لتقوى على غلبة هوى النفس وأن تذوق حلاوة لقاء الله.

إذا كان إهمال أمر الله إلى هذا الحد من القبح، فكذلك من القبح بمكان أن أضع كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) على جانب، ثم أطيع نفسي. لقد كان القرار أن أرتقي وأسير نحو الكمال بأمر المولى، فما تقصير مولاي في هذا البين حتى أسيئ إليه وأتجاهل شأنه وحرمته؟ لذلك فإنك إن تستغفر ربك، لم يرض عليك ربك ما لم يرض عليك إمام زمانك وكذلك الحال في باقي الأشخاص الذين لهم ولاية عليك. فإنك إن كنت قد آذيت والديك وكسرت قلبهما، كيف تقدر على كسب رضا الله سبحانه؟ والأهم من أمك وأبيك إمام زمانك (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

الذي يكتفي بمناجاة الله ولا علاقة له بولي الله، فإنه قد أخطأ طريق التوبة

نقول في زيارة الجامعة الكبيرة: (يَا وَلِيُّ اللَّهَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ ذُنُوباً لَا يَأْتِي عَلَيْهَا إِلَّا رِضَاكُمْ) (من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 616). إن هذا، هو الشعور الذي يجب أن يخامر قلب الشيعي. أما هذا الذي قد سار في طريق عبادة الله، بيد أنه قد اكتفى بمناجاة الله ولا علاقة له بولي الله، فقد أخطأ طريق التوبة ولم يحظ برؤية صائبة. إنه لا يريد أن يستعين بإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ليغفر له الله، في حين أنه قد عصى إمام زمانه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بمعصيته وذنوبه.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَكْيَسِ الْكَيّسِينَ وأَحْمَقِ الْحَمْقَى قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَكْيَسُ الْكَيّسِينَ مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ، وعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وإِنَّ أَحْمَقَ الْحَمْقَى مَنِ اتَّبَعَ نَفْسُهُ هَوَاهَا، وتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ تَعَالَى الْأَمَانِي. فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَيْفَ يُحَاسِبُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ قَالَ: إِذَا أَصْبَحَ ثُمَّ أَمْسَى رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ فَقَالَ: يَا نَفْسٍ إِنَّ هَذَا يَوْمَ مَضَى عَلَيْكَ لَا يَعُودُ إِلَيْكَ أَبَداً، وَاللَّهُ تَعَالَى يَسْأَلُكِ عَنْهُ فِيمَا أَفْنَيْتِيهِ فَمَا الَّذِي عَمِلْتِ فِيهِ أَ ذَكَرْتِ اللَّهُ أَمْ حَمِدْتِيهِ أَ قَضَيْتِ حَوَائِجَ مُؤْمِنِ أَنَفَسْتِ عَنْهُ كُرْبَةً أَ حَفِظتيه بظهر الْغَيْبِ فِي أَهْلِهِ وَ وَلْدِهِ أَن حَفِظْتِيهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي مُخَلَّفِيهِ أَ كَفَفْتِ عَنْ غِيبَةٍ أَخٍ مُؤْمِنَ بِفَضْلِ جَاهِكِ أَ أَعنتِ مُسلِماً مَا الَّذِي صَنَعْتِ فِيهِ فَيَذْكُرُ مَا كان منه. فإن ذكر انه جرى منه خير حَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى، وكبره عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَإِنْ ذَكَر مَعْصِيَةً أَوْ تَقْصِيراً، اسْتَغْفَرَ اللَّه تَعَالَى، وعزم على تَرْكَ مُعَاوَدَتِهِ، ومَحَا ذَلِكَ عَنْ نَفْسِهِ بِتَجْدِيدِ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَعَرَضَ بيعة أمير الْمُؤْمِنِينَ عَلَي (عليه السلام) عَلَى نَفْسِهِ، وقَبُولَهُ لَهَا، وَإِعَادَةَ لَعْنِ أَعْدَائِهِ وشَانِئِيهِ وَدَافِعِيهِ عَنْ حَقَّهِ. فَإِذَا فَعَلَ ذلِكَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: لَسْتَ أَنَاقَشَكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الذُّنُوبِ مَعَ مُوَالَاتِكَ أَوْلِيَائِي، وَ مُعَادَاتِكَ أَعْدَائِي. (التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري، 38).

فيا ترى ماذا يريد الله أن يقول لنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ليلة القدر هذه؟ لعلّه يريد أن يقول أحبّوا مولاكم أمير المؤمنين (عليه السلام) وجددوا له البيعة ....

صلى الله عليك يا أمير المؤمنين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.