المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل صحيح ان علماء الشيعة يقولون بتحريف ونقصان القرآن الكريم ؟
2024-03-05
السجود
8-1-2020
حشيشة الجراح Prunella vulgaris L
31-1-2021
ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻣويـل
25-4-2018
موقف القانون العراقي والمقارن من رد الجنسية
2023-04-11
ما هو الجان ؟
21-10-2014


اختيار الزوجة المناسبة  
  
388   01:23 صباحاً   التاريخ: 2024-09-03
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص13ــ17
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

إن اختيار الزوجة المناسبة من قبل الزوج يسهل عليه الكثير من المشاكل التي تطرأ بالغالب على الحياة الزوجية القائمة على الإختيار غير المناسب.

إن الزوج السعيد هو الذي يطوي كشحاً عن كل زواج مبتن على أساس ناف للإختيار الفاحص، فكل زواج يبتني على أساس الإكتشاف اللاحق للآخر، وعدم وضوح الآخر لأحد الزوجين هو زواج يضع الزوج والزوجة تحت رحمة الأيام المقبلة، والزوج السعيد هو الذي يعتمد الاختيار الفاحص والمسؤول فيعرف نفسه بوضوح كامل للزوجة، ويفحص بدقة عن مواصفات الزوجة .

ولما لا يعير الزوج أي اهتمام لطرق الاختيار القائمة على عدم المعرفة المسبقة، فإنه سوف يتجه حكماً إلى خيار المعرفة المسبقة والقائم على مستويين:

المستوى الأول: تحديد المواصفات المناسبة.

المستوي الثاني: تشخيص المواصفات المناسبة.

فيحدد الزوج المواصفات التي تشكل اختياراً مناسباً، ثم يقوم بتشخيصها في الزوجة المستقبلية المرتقبة .

أما المواصفات فكثيرة ومنها :

1ـ المؤمنة المتدينة: فقد قال تعالى: {وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} [البقرة: 221]، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدین))(1)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((لا يُختار حسن وجه المرأة على حسن دينها))(2)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((ولكن تزوجهن على الدين))(3) .

على أن اختيار صفة الدين لا يعني ترك باقي الصفات بل إذا اجتمعت سائر الصفات مع صفة الدين كان ذلك أكمل وأتم، والكلام كل الكلام فيما لو تعارضت جميع المواصفات مع صفة الدين فتقدم صفة الدين، ولهذا قال (صلى الله عليه وآله): ((من تزوج امرأة لدينها وجمالها كان له ذلك سداد من عوز))(4).

2ـ الصالحة: فعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ((فأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها))(5)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من سعادة المرء الزوجة الصالحة))(6)، وقال (صلى الله عليه وآله): ((ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عزَّ وجل خيراً له من زوجة صالحة))(7).

والزوجة الصالحة كما في الروايات هي التي إذا رآها زوجها فرح فرحاً شديداً وشعر بالسرور، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله(8).

3ـ غير الحمقاء: فقد قال (صلى الله عليه وآله): ((إياكم وتزوج الحمقاء فإن صحبتها ضياع وولدها ضباع))(9) .

4ـ الولود الودود المعينة لزوجها: فعن الإمام الرضا (عليه السلام) في القسم الصالح من أقسام النساء: ((هن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين الدهر عليه))(10) .

5ـ غير النابتة في منبت السوء: وهي التي تعيش في أجواء الفسق والفجور، وسوء الأخلاق، وفي ظل العادات السيئة والمشينة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إياكم وخضراء الدمن قيل: وما خضراء الدمن؟! قال: المرأة الحسناء في منبت السوء ))(11).

ومن هنا ندرك بأن النسب له دخالة في شخصية الزوجة المستقبلية سلباً أو إيجاباً .

6ـ الحصان: أي تلك التي تحصن نفسها أمام كل رجل غير زوجها فقد ورد أن خير النساء المتبرجة مع زوجها الحصان عن غيره))(12).

7ـ الحسنة الوجه والقليلة المهر: فقد قال (صلى الله عليه وآله): ((أفضل نساء أمتي أحسنهن وجهاً وأقلهن مهراً))(13).

وليعلم بأن الصفة الأهم والتي عليها المعول والمدار هي صفة الدين، لأن الدين يحجز المرأة عن المعاصي وفعل كل ما هو مخالف للدين، كما أن للحياء فعلاً مهماً في هذا المجال.

والزوج السعيد هو من يختار زوجته على أساسين مهمين هما: الدين والأخلاق، وإذا وجدت باقي الصفات إلى جنب هاتين الصفتين فهذا من أوجه التمام.

يبقى أن على الزوج أن تتشكل لديه قناعة تامة بالزواج من حيث الأصل، أي أنه يُقبل على الزواج وهو بكامل وعيه، وعليه أن يُقبل على الزواج وهو بغاية التفهم لحقيقة الزواج ولأغراضه الدنيوية والأخروية، فلا يتزوج لأجل أن غيره تزوج أو لأجل الحرج، أو الضغط النفسي والخارجي، لا وألف لا بل يتزوج لأن الزواج يمثل إحدى الحقائق الوجودية التي يؤمن بجدواها .

كما على الزوج أن يسأل قلبه بشأن زوجته المستقبلية أي لا بد من الحب ولا أقل من الإعجاب، أي أن لا يتم الزواج أساساً بدون توفر عنصر المحبة. لا بمعنى ضرورة وجود المحبة قبل الزواج وإنما ينبغي على العموم توفر نوع من الإعجاب والميل، أي أن يكون هناك ميل من الفتاة نحو الفتى، ومن الفتى نحو الفتاة، ليكون هذا الميل بمثابة الأرضية التي تقوم عليها المحبة الدائمة.

من الطبيعي أن المحبة قابلة للزوال، إلا أنه يمكن أيضاً تكريسها وتعميقها وهذا منوط بالإنسان ذاته.

فمن جملة ما أودعه الباري تعالى في التركيب المعقد للإنسان هو أن جعل المحبة رهن يديه إلى حد بعيد، وبصرف النظر عن بعض أنواع الحب الجارف الذي يُقال أنه حب لا إرادي، وأكثر الشعراء في وصفه، وإذا اعتبرنا هذا النوع من الحب ظاهرة استثنائية في حياة الإنسان، فإن القاعدة العامة: هي أن الشخصين اللذين يوجد بينهما شيءٌ من المحبة يمكنهما بكل سهولة إرواءها والتسامي بها وإنماءها)).

كما أن على الزوج أن لا يختار زوجته على أساس مفاتنها البارزة التي تشد بصره من دون الإمعان في كامل أبعادها ومواصفاتها، فإن هناك ((عوامل جذب ظاهرية تستقطب اهتمام الشبان وهذه أيضاً يجب أن لا تتخذ - حسب رأيي ـ كمعيار للزواج، كأن يبحث الشباب والشابات عن ما يشد أبصارهم معتبرين أنه معيار واف، وهذا مما نحذر وننذر منه بشدة، ولا نريد للفتيان والفتيات التورط في هذا الفخ))(14).

كما أن على الزوج عدم إغفال الجانب العلمي في اختيار الزوج، ونريد بالجانب العلمي أن لا تكون زوجته المستقبلية حمقاء، فأن لا تكون حمقاء فهذا يكفي ويفي بالغرض، أما الدخول في معمعة اشتراط حيازة الشهادات العالية فهذا يعقد حياة الناس ويفوّت عليهم الفرص، نعم يحق لكلا الزوجين أن يختارا ذلك بلا أي شك.

والتجربة أثبتت أن حيازة الشهادات العلمية العالية لم تغن عن المشاكل الزوجية ولم تنتف هذه المشاكل بوجودها، إذ أن التجربة الحياتية واقعية بخلاف الشهادات النظرية نعم من اجتمعت فيه التجارب مع النظريات فهذا أفضل .

___________________________________

(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 277.

(2) م . ن .

(3) م . ن .

(4) م . ن .

(5) م . ن .

(6) م . ن . ، ص 288.

(7) م . ن .

(8) م . ن ، 289.

(9) م . ن .

(10) م . ن .

(11) ميزان الحكمة، ج 4، ص 282.

(12) مكارم الأخلاق، ص 260.

(13) ميزان الحكمة، ج 4، ص 279.

(14) م . ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.