أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1915
التاريخ: 5-2-2016
2343
التاريخ: 10-10-2014
1882
التاريخ: 5-2-2016
2396
|
يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 63-64].
لقد أخذ الله (عز وجل) على بني إسرائيل موثقاً على أن يقبلوا بالتوراة وأن يعملوا بها بقوة وعزيمة بدنية مادية، وقلبية معنوية ومن أجل أخذ عهد كهذا، حيث يراد منه تحقق أحكام التوراة بشكل عيني وليس مجرد قبولها قلباً، فقد رفع فوق رؤوسهم الجبل المعروف بطور سيناء الذي كان محل مناجاة موسى الكليم (عليه السلام) في الوادي المقدس طوى، وبالطبع لم يكن رفع الطور ونتق الجبل وأخذ الميثاق منافياً للاختيار ومبايناً للرضا، ولم يكن إلا في حدود علامة العذاب من أجل أخذ الميثاق الغليظ على الطاعة في مقام العمل بعد أن آمنوا، وليس لإكراههم على أصل الإيمان.
إن مشاهدة مثل هذه الآية والمعجزة العظيمة، المستبعدة عادة وليست مستحيلة عقلاً، لهي مدعاة لتقوية الإيمان وتحريك الضمير المعنوي والشعور الفطري وهي تمهد لأخذ الميثاق الغليظ والشديد وإيجاد العزيمة الراسخة والأخذ القوي فيما يتعلق بالعمل بأحكام التوراة.
كما أن الأخذ بقوة البدن مرهون بالأخذ العلمي للدين بقوة الفكر والأخذ العزمي له بقوة الدافع وإن الذي يأخذ الدين بقوة شاملة جامعة فإنه لن يبتلى بالشبهة في البعد العلمي ولا بالشهوة في البعد العملي.
لقد أمر الله (عز وجل) بني إسرائيل بأن يأخذوا التوراة بقوة وأن يعملوا بها ـ في مقام البقاء أيضاً كما في مقام الحدوث ـ وذلك من خلال ذكر محتواها. هذا الذكر هو مقدمة للعلم وتمهيد لحصول التقوى. إن استخدام حرف التمني والترجي (لعل) من قبل الله (سبحانه وتعالى) هنا ناظر إلى مقام الفعل، وليس إلى مقام الذات وبسبب كون الحكم المستقبلي للفعل الخارجي غير معلوم فإنه يتحتم على الإنسان حتى آخر عمره أن يعيش بین حالتي الخوف والرجاء.
بنو إسرائيل الذين شهدوا كل تلك المعجزات الجلية على يد موسى الكليم (عليه السلام) عمدوا بعد برهة من الزمن إلى نقض العهد والإعراض عن هذا الميثاق الغليظ والشديد، فاستحقوا لذلك اللعن والهلاك والعذاب ولم يكن من نصيبهم أي استحقاق للنجاة أمام قانون العدل والقسط، بل إن كل أرضيات الخسران والعذاب كانت مهيئة لهم، لكنهم في الوقت ذاته شملوا باللطف الإلهي الخاص ودفع عنهم العذاب الإلهي بالتوفيق إلى التوبة ونجوا من الخسران والتعذيب بعظيم فضل الله ورحمته، والحال أنه لولا شمول فضل الله ورحمته وتوفيقاته لهم لكانوا من الخاسرين. وبهذا النحو فقد اختتم رفع الطور، الذي كان يستبطن إرعاباً ظاهرياً، بالفضل والرحمة الإلهيين المانعين من الخسران.
التفسير:-
لقد قطعت في الآية السابقة سلسلة الخطابات الموجهة إلى بني إسرائيل بشكل مؤقت وبين ـ على نحو كلي ـ الطريق لنيل السعادة والرحمة الإلهيتين لكل الناس والملل. وفي هاتين الآيتين يوجه الخطاب مجدداً إلى بني إسرائيل خاصة لإظهار نعمة أخرى من نعم الله (عز وجل) وعناياته (النعمة العاشرة) على هؤلاء القوم اللجوجين المتمردين.
يقول الباري (عز وجل) في الآيتين مدار البحث: اذكروا حينما أخذنا منكم موثقاً بخصوص التوراة والعمل بتعاليمها؛ حتى رفعنا فوق رؤوسكم جبل الطور وطلبنا منكم بهذه الشدة أن تأخذوا بدين الله (عز وجل) وتدافعوا عنه بالقوة الظاهرية والجسمانية وأن تفهموه وتنبروا للدفاع عنه بالقوة القلبية وأن تكونوا أوفياء له، ليس فقط في مقام الحدوث بل وفي مقام البقاء أيضاً واستحضروا ما فيه بشكل دقيق واعملوا به لعلكم تكونون من المتقين، إلا أنكم نبذتم هذا الميثاق أيضاً وراء ظهوركم ونسيتموه ولو لم يشملكم فضل الله (عز وجل) ورحمته لكنتم من الخاسرين المتضررين ولابتليتم بالعذاب.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|