أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-02-2015
1404
التاريخ: 2-02-2015
1516
التاريخ: 1-02-2015
1569
التاريخ: 29-09-2015
1482
|
سبق ان اللَّه سبحانه خاطب السيدة مريم (عليها السلام) بقوله : {وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران : 42]. وقد أحدثت هذه الآية اختلافاً بين علماء المسلمين : هل مريم بنت عمران أفضل ، أم فاطمة بنت محمد أفضل ؟ .
ذهب جماعة إلى أن خير النساء أربع ، وأحجموا عن المفاضلة بينهن ، لحديث :
« خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد » . وهذا الحديث مذكور في صحاح السنة ، ورأيته في تفسير الطبري والرازي والبحر المحيط ، وروح البيان والمراغي وصاحب المنار .
وقال آخرون : مريم أفضل للظاهر ( نِساءِ الْعالَمِينَ ) .
وقال الشيعة وشيوخ من السنة : ان فاطمة أفضل ، وننقل هذا القول عن جماعة من شيوخ السنة ، استنادا إلى تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي عند تفسيره لآية : { واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ } . قال ما نصه بالحرف :
« قال بعض شيوخنا : والذي اجتمعت عليه من العلماء انهم ينقلون عن أشياخهم ان فاطمة أفضل نساء المتقدمات والمتأخرات ، لأنها بضعة من رسول اللَّه » .
ومما استدل به القائلون بأفضلية فاطمة (عليها السلام) ما تواتر عن أبيها من طريق السنة والشيعة : « فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها أغضبني » . أما قوله تعالى لمريم :
{ واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ } فالمراد به عالم زمانها ، لا كل زمان ، وهذا التعبير معروف ومألوف ، يقال : فلان أشعر الناس ، أو أعلمهم ، ويراد بذلك انه أشعر أو أعلم أهل زمانه ، أو أبناء أمته ، ونظيره كثير في القرآن ، ومنه قوله تعالى عن بني إسرائيل : {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الجاثية : 16]. ولا يختلف اثنان بأن المراد عالم زمانهم ، فكذلك تفضيل مريم التي هي من بني إسرائيل . . ومنه قوله تعالى : {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام : 86] : ولا قائل بأن لوطا أفضل من عيسى ، أو مساويا له في الفضل ، ولا إسماعيل أفضل من أبيه . ومنه : {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل : 23]. أي كل شيء في زمانها .
ونعود إلى النسوة الأربع ، وهن آسية ومريم وخديجة وفاطمة اللائي ورد الحديث بأنهن خير النساء ، ونقول : لو نظرنا إليهن صارفين النظر عن نصوص الكتاب والسنة لألفينا ان كل واحدة منهن تختص بفضيلة دون غيرها من الصالحات الباقيات فآسية امرأة فرعون آمنت باللَّه مخلصة له لائذة به وحده ، وهي في بيت شر العباد ، ورأس الكفر والإلحاد ، وقد جاهرت بإيمانها منكرة على فرعون كفره وفساده ، متحدية ظلمه وطغيانه ، فأوتد لها الأوتاد ، حتى قضت شهيدة الحق والايمان ، ولم تكن هذه الكرامة لواحدة من الثلاث .
أما السيدة مريم فقد كرّمها بولادة السيد المسيح من غير أب ، وما عرفت هذه الكرامة لامرأة على وجه الأرض .
أما السيدة خديجة فإنها أول من آمن وصدّق رسول اللَّه ، وصلَّت هي وعلي ابن أبي طالب مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أول صلاة أقيمت في الإسلام ، وهي أول من بذل الأموال لنصرة هذا الدين . . ولولا أموالها ، وحماية أبي طالب لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لقضي على الإسلام في مهده ، ولم يكن له عين ولا أثر . . ولم تكن هذه الكرامة لغيرها من نساء العالمين .
أما فاطمة فإنها بضعة من رسول اللَّه ، بل هي نفسه خلقا وخلقا ومنطقا وصلاحا وتقى ، يرضيه ما يرضيها ، ويؤذيها ما يؤذيه ، وهي أم الحسنين سيدي شباب أهل الجنة ، وعقيلة سيد الكونين بعد رسول اللَّه ، ولم تكن هذه الكرامة لأمها خديجة ، ولا لآسية ولا مريم .
أما التفاضل بين هذه الكرامات فإنه تماما كالتفاضل بين الورد والياسمين ، وثنتين من الحور العين . . لكن يكفي أن تكون لفاطمة الزهراء واحدة من خصال أبيها ، حتى ترجح على نساء العالمين قاطبة من الأولين والآخرين ، فكيف إذا كانت بضعة منه ؟ انه أفضل الأنبياء ، وهي بضعة منه فتثبت لها الأفضلية .
وفي الجزء الخامس من صحيح البخاري ، باب مناقب قرابة رسول اللَّه عن أبيها انه قال : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة . وإذا كانت فاطمة بضعة من الرسول
فان بعلها عليا هو نفس رسول اللَّه ، والدليل قوله تعالى : {أَنْفُسَنَا} ، في آية المباهلة 61 آل عمران .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|