أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2014
7409
التاريخ: 25-09-2014
4737
التاريخ: 22-12-2015
5274
التاريخ: 3-10-2014
6660
|
معيار الخلود في الجنة والنار
يقول تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ * وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 79 - 81]
تبين الآيتان الثانية والثالثة ـ من الآيات الثلاث مدار البحث ـ معيار الخلود في الجنة والنار؛ فمعيار الخلود في النار هو عدم إقلاع الإنسان (سواء أكان يهودياً أم مسيحياً أم كان مسلماً بالاسم) عن المعصية حتى تملأ الخطايا كل كيانه، ويغطي سواد الذنب بياض قلبه: «ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا» ، وهو قول الله عز وجل: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] [1]. مثل هذا الشخص الذي لم يبق مجال في هويته إلا ونفذ الذنب إليه هو في موحداً وإلا فإن المدنس بإثم عظيم من غير أن يحيط الإثم به؛ أي مع الاحتفاظ بعقيدته بالتوحيد وإقراره بالوحي والرسالة، فهو لن يخلد في جهنم بل ـ كما سبق أن قلنا ـ فإنه يعذب في جهنم بمقدار معصيته ثم يخرج منها؛ فالذي يخلد في العذاب هو ذلك الذي لم يترك في وجوده مجالاً للاعتقاد بالتوحيد وما شابهه، إلى أن استوعب حجاب الذنب والمعصية كل وجوده.
إن القرآن الكريم يعبر عن مثل هؤلاء الأشخاص الذين أصبح الظلم مقوماً لهويتهم بـ «الظالمين» فيقول: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29] [2].
أما الآية الثالثة فهي ـ بدلالة كلمة: «الصالحات» وهي جمع محلى بالألف واللام وتفيد العموم ـ تؤكد على أن ميزان الخلود في الإيمان والإتيان بكل فعال الخير والصلاح، أي تركيب «الحسن الفاعلي» مع «الحسن الفعلي»، وإن المركب ينتفي بانتفاء أحد أجزائه، فتكون النتيجة أنه إذا لم يكن المرء مؤمناً لكنه كان ذا عمل صالح، أو أنه لم يأت بالعمل الصالح لكنه كان مؤمناً فليس له الخلود في الجنة [3] ، فهو عز من قائل يقول في موطن آخر: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158]. بطيبعة الحال إذا كان الإنسان المؤمن المعتقد الذي يأتي ببعض الصالحات مبتلى ببعض المعاصي فإنه بعد أن يعذب بالمقدار المعادل للعصيان سيدخل الجنة ويخلد فيها. أما السر في أن إحاطة المعصية تكون سبباً في الخلود في جهنم فهو أن المعصية قد ملأت وجود مثل هذا الإنسان بالكامل وسدت عليه سبيل النجاة؛ بحيث إنه لو عمر في الدنيا لما أقلع عن المعصية والشرك المترتب عليها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|