المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



معيار الخلود في الجنة والنار  
  
364   08:55 صباحاً   التاريخ: 2024-08-26
المؤلف : الشيخ عبدالله الجوادي الطبري الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القران
الجزء والصفحة : ج5 ص377 - 379
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

 معيار الخلود في الجنة والنار

 

يقول تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ * وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 79 - 81]

تبين الآيتان الثانية والثالثة ـ من الآيات الثلاث مدار البحث ـ معيار الخلود في الجنة والنار؛ فمعيار الخلود في النار هو عدم إقلاع الإنسان (سواء أكان يهودياً أم مسيحياً أم كان مسلماً بالاسم) عن المعصية حتى تملأ الخطايا كل كيانه، ويغطي سواد الذنب بياض قلبه: «ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء فإذا أذنب ذنباً خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد، وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض، فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا» ، وهو قول الله عز وجل: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] [1]. مثل هذا الشخص الذي لم يبق مجال في هويته إلا ونفذ الذنب إليه هو في موحداً وإلا فإن المدنس بإثم عظيم من غير أن يحيط الإثم به؛ أي مع الاحتفاظ بعقيدته بالتوحيد وإقراره بالوحي والرسالة، فهو لن يخلد في جهنم بل ـ كما سبق أن قلنا ـ فإنه يعذب في جهنم بمقدار معصيته ثم يخرج منها؛ فالذي يخلد في العذاب هو ذلك الذي لم يترك في وجوده مجالاً للاعتقاد بالتوحيد وما شابهه، إلى أن استوعب حجاب الذنب والمعصية كل وجوده.

إن القرآن الكريم يعبر عن مثل هؤلاء الأشخاص الذين أصبح الظلم مقوماً لهويتهم بـ «الظالمين» فيقول: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: 29] [2].

أما الآية الثالثة فهي ـ بدلالة كلمة: «الصالحات» وهي جمع محلى بالألف واللام وتفيد العموم ـ تؤكد على أن ميزان الخلود في الإيمان والإتيان بكل فعال الخير والصلاح، أي تركيب «الحسن الفاعلي» مع «الحسن الفعلي»، وإن المركب ينتفي بانتفاء أحد أجزائه، فتكون النتيجة أنه إذا لم يكن المرء مؤمناً لكنه كان ذا عمل صالح، أو أنه لم يأت بالعمل الصالح لكنه كان مؤمناً فليس له الخلود في الجنة [3] ، فهو عز من قائل يقول في موطن آخر: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ} [الأنعام: 158]. بطيبعة الحال إذا كان الإنسان المؤمن المعتقد الذي يأتي ببعض الصالحات مبتلى ببعض المعاصي فإنه بعد أن يعذب بالمقدار المعادل للعصيان سيدخل الجنة ويخلد فيها. أما السر في أن إحاطة المعصية تكون سبباً في الخلود في جهنم فهو أن المعصية قد ملأت وجود مثل هذا الإنسان بالكامل وسدت عليه سبيل النجاة؛ بحيث إنه لو عمر في الدنيا لما أقلع عن المعصية والشرك المترتب عليها.

 


[1] الكافي، ج 2، ص 273؛ وبحار الأنوار، ج 70، ص332.

[2] سورة الكهف، الآية 29. إن المقصود من «الظالم» في مثل هذه الموارد هو معناه الثبوتي وليس الحدوثي، بمعنى أن هذه الكلمة، هي صفة مشبهة وليست اسم فاعل

[3] راجع ص66 من نفس هذا الكتاب (تفسير تسنيم (المعرب)، ج 5).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .