المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

غلة الخروع
13-10-2017
قضاء حاجة المؤمن
2023-03-28
Nucleases
5-3-2021
Percy Alexander MacMahon
1-3-2017
عائلة النحل Bee Family
5-6-2016
الدعاية الانتخابية والاعلان
2024-08-17


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / تعليم الأشعار الحماسية  
  
388   08:36 صباحاً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص154ــ156
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2021 2564
التاريخ: 19-1-2016 2553
التاريخ: 25-7-2016 2295
التاريخ: 27-6-2016 3064

نحن نعلم أن للشعر الديني ومنذ القديم دور مهم في تبليغ الرسالات السماوية، ولازال يعد من أفضل نماذج الفنّ والأدب، وبشكل عام تسخير الفن والأدب يعدّ شرطاً في نفوذ وبقاء الرسالة؛ لأنّ المحتوى والمضمون الرفيع والبناء نظير الروح الطاهرة واللطيفة التي بإمكانها أن تكون في بدن طاهر وقوي وسالم لتضفي عليه حسناً وجمالاً.

إن قدرة الفن والأدب في أنه يستطيع يصيغ أصعب وأعقد المطالب في قالب مبسط يفهمه عامة الناس، مضافاً إلى ما يضيفه من جمال في بيان الحقائق والتأكيد على أهميتها، وعليه فإنه لا محل للتردّد والشك في أهمية معرفة الأشبال والأحداث للميراث الأدبي والثقافة الإسلامية التي لازالت تطرح نفسها بكل افتخار على الساحة العالمية.

تعليم أشعار أبي طالب (عليه السلام) التربوية

كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي الآباء بتعليم أشعار أبي طالب أبناءهم، وبذلك يتحقق أمران: الأول: تعليم الأحداث العلوم والمعارف الإسلامية في قالب الأشعار، الثاني: إحياء وأخذ العبر والدروس من الوقائع والأحداث في صدر الإسلام ومن جملتها إحياء ذكرى المدافع الوحيد عن النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) في نفوس وأذهان هؤلاء الأحداث.

قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((كان أمير المؤمنين يعجبه أن يروي شعر أبي طالب، وأن يدوّن، وقال: تعلموه وعلموه أولادكم، فإنّه كان على دين الله وفيه علم كثير))(1).

نموذج من شعر أبي طالب (عليه السلام)

أشعار أبي طالب كثيرة جداً وقد جُمعت في ديوان، وكان قد تحدث فيها عن أُمور مختلفة من جملتها أنه تحدّث عن شخصية النبي الكريم (صلى الله عليه وآله) ووصفها في الشعر، ونحن نكتفي بذكر بيتين من الشعر، قال:

مليك الناس ليس له شريك                هو الوهاب والمبدئ المعيد

ومن فوق السماء له بحقّ                 ومن تحت السماء له عبيد(2)

تعليم أشعار سفيان العبدي التربوية

أوصى الإمام الصادق (عليه السلام) بتعليم أشعار سفيان بن مصعب الكوفي العبدي الذي كان علماً من أعلام شعراء أهل البيت (عليهم السلام) ومن أصحاب الصادق (عليه السلام)، وكانت أكثر أشعاره في ذكر مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام).

يقول العلامة الأميني: لم نعثر على شعر من أشعاره قاله في غير أهل البيت (عليهم السلام)(3)، ولذا كانت جميع أشعاره مورد قبول الإمام الصادق (عليه السلام)، حيث كان الإمام أحياناً يطلب منه قراءة الشعر في مجالس العزاء الحسيني، حتى قال الإمام الصادق (عليه السلام) فيه: ((يا معشر الشيعة علّموا أولادكم شعر العبدي فإنه كان على دين الله))(4).

نموذج من أشعار سفيان العبدي

نقل العلامة الأميني قدس سره الكثير من أشعار سفيان العبدي نذكر منها نموذجاً واحداً، قال:

أحب النبي المصطفى وابن عمه                عليّاً وسبطيه وفاطمة الزهرا

هم أهل بيت أُذهب الرجس عنهم               وأطلعهم أُفق الهدى أنجماً زهــرا

موالاتهم فرض على كل مسلم                  وحبهم أسنى الذخائر للأخـرى

وما أنا للصحب الكرام بمبغض                فإنّي أرى البغضاء في حقهم كفرا(5)

_____________________________

(1) وسائل الشيعة، ج12، ص 248.

(2) كنز الفوائد، ص 79.

(3) الغدير، ج2، ص 294.

(4) رجال الكشي، ص 254.

(5) الغدير، ج 2، ص 295. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.