أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2021
3393
التاريخ: 26-6-2016
3295
التاريخ: 2023-12-08
959
التاريخ: 6-3-2022
1977
|
من الجوانب المؤكدة والتي نستطيع أن نقولها بصورة قاطعة إن أي مجتمع في أي مكان من العالم يعتبر معلم ومتعلم، مرسل ومستقبل في الوقت نفسه ، فنحن منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية العمر وفي جميع مجالات الحياة ومراحلها المختلفة نتعلم عن طريق القيام بالاتصال مع الآخرين الاتصال الذي نطور من خلاله لأنفسنا طرق وأساليب خاصة وعامة للحصول على ما نريد من مطالب ويحقق رغبات وحاجات نفسية وجسمية واجتماعية، والتي بدونها يصعب علينا العيش والتعامل مع الآخرين من حولنا وحتى نستطيع تطوير سبل للعيش وحياة افضل مما هو موجود.
حيث يبدأ التعلم والاتصال في التربية المنزلية التي تعمل فيها الأسرة على تنشئة الطفل على العادات والتقاليد والقيم والاتجاهات التي سيتعامل بها مع الآخرين كل ذلك يحدث من خلال عملية الاتصال الأولى التي تحدث داخل الأسرة بين الأم والطفل الرضيع الذي يتعلم عن طريق عملية البكاء استدعاء الأم وأفراد الأسرة الآخرين إليه لكي يحصل على حاجاته ورغباته الضرورية في تلك اللحظة والتي مع تكرارها تصبح جزء من عملية اتصاله بالمحيط الذي يعيش فيه أي انه يتعلم كيف يتفاعل ويتصل مع الآخرين من حوله. بمعنى آخر تقوم جميع العمليات التي تؤدي إلى تعلم الطفل داخل الأسرة العادات والتقاليد والقيم والاتجاهات على الاتصال الذي يتم بين الأم بالمقام الأول وباقي أفراد الأسرة بالمقام الثاني، لان الأم هي المسؤولة الأولى عن رعاية هذا الطفل في المرحلة الحرجة الأولى من حياته، والتي تعتبر أساس لجميع التطورات في جميع المراحل التي يمر بها، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التعلم والاتصال المنظم الذي يحدث داخل المدرسة والتي يكون فيها الطفل جزء من كل كبير جداً، الامر الذي يتطلب منه القيام بالاتصال المتواصل والمستمر مع الآخرين على اختلاف شخصياتهم وقدراتهم وميولهم وحاجاتهم وهذا يعني أن عليه أن يقوم بهذه العملية الاتصالية على أكمل وجهه، حتى يستطيع العيش بنجاح وسلام ويستمر في تقدمه وتطوره العلمي من خلال تواجده في هذا الإطار الذي يدعى المدرسة معلميها وطلابها والقوانين التي تحكمها.
وبعد الانتهاء، من الدراسة والتعلم في المدارس والكليات يتعلم الإنسان بصورة تلقائية من خلال قيامه بالاتصال المهني والاتصال العائلي مع الزوجة والأبناء والاتصال مع التلاميذ وقيامه بالاتصال مع أصدقاء العمل ومع الزملاء على اختلاف درجاتهم وأعمارهم ومسؤولياتهم، ويتم هذا الاتصال والتعلم عن طريق الملاحظة أو القراءة ووسائل الاعلام مثل الصحف والمجلات والمطبوعات والإذاعة والتلفاز أو عن طريق الاتصال المباشر الذي تعطى فيه التعليمات والتوجيهات والإرشادات الفردية والجماعية.
وعليه يمكن القول بصورة قاطعة إن التعليم والاتصال مع الآخرين ليس من وظائف ومسؤوليات المعلمين وحدهم لأن الأب يعتبر معلماً قبلهم، فهو يقوم بتربية وتعليم أبنائه قبل سن المدرسة وأثناء التعليم الرسمي، والأم والاخوة كذلك، حيث يقوم جميعهم مع المعلم بدور الموجه والمرشد والمكملين لبعضهم والحريصين على أن يتعلم الابن ويتخرج ويصبح مستقلا عن الأسرة، ويبدأ المتعلم والاتصال الذي يحدث في الحياة. وينطبق نفس الكلام على رئيس العمل الذي يعمل مع العمال على تحقيق الأهداف عن طريق الاتصال المباشر معهم وتعليمهم طرق وأساليب الأداء وإجراءات العمل وأساليب التعامل أي انه يعتبر قدوة لجميع العاملين الذين يعمل معهم أيضا ينطبق الكلام عن كل فرد له علاقة اتصالية مع الآخرين من أي نوعاً كان، ولأن العمل الذي هو مصدر ورزق وعيش الإنسان أصبح مربوطاً بالحصول على الترخيص والشهادات، وهذا يعني الاتصال والتعامل مع الاخرين، لذا كان يجب على الآباء ترك مهمة تعليم الأبناء بعد سن معين لتقوم بها المؤسسات الخاصة التي تعمل على إعداد الأجيال القادمة للقيام بالخدمات الاجتماعية المتعددة والتي تتطلب رجال متخصصين ومتفرغين لتعليم ما هو مطلوب لاعداد وتكوين الإنسان الصالح، الذي يخدم المجتمع ويعمل على تعلمه وتطوره. لذلك عندما نقول التعليم فان ذلك يجعلنا نفكر في المعلم المعد إعدادا تربويا ومهنيا خاصا والذي يستطيع من خلاله القيام بعملية الاتصال والتعليم الصحيح والمفيد لجميع الطلاب والتلاميذ.
وفي هذا المجال يجب أن نذكر ان علم النفس التعليمي يعمل على تأهيل المعلمين للتعلم وكيفية القيام بالاتصالات المتعددة حتى يستطيع مزاولة المهنة والنجاح فيها، إضافة إلى الصفات التي تجعل المعلم ناجحا ومحبوباً ,وفي الوقت نفسه يعمل علم النفس على تأهيل المعلم وتحصينه ضد المتاعب المهنية وصراعاتها التي من الممكن أن تؤدي إلى تبدد نشاطه أو تضعف همته فتبعده عن الخط التربوي السليم. كما أنها تمدهم بالمعلومات الخاصة بكيفية تعلم الفرد والاتصال معه وما هو المقصود بالاتصال والتعلم وماهية شروطه وأنواعه والنظريات التي تعمل على تفسير كيفية حدوث التعلم والاتصال.
وعن طريق علم النفس التعليمي نفهم السلوك الذي يصدر من الفرد في المواقف الاتصالية والاجتماعية المختلفة. كما ونفهم الفروق بين مظاهر الاتصال. والتعلم المختلفة وهذا يحتم علينا أن نفهم في المقام الأول كيف تتكون الاستجابات التي تختلف من موقف إلى آخر والعوامل والمتغيرات التي تحكم المواقف السلوكية بوجه عام.
ونستطيع أن نقول إن علم النفس التعليمي يقدم مقترحات لتحسين عملية التدريس والتعليم التي تقوم على عملية الاتصال بأنواعه المتعددة والمتفرعة، وأن سيكولوجية التعلم تفيدنا في الابتعاد عن الطرق والأساليب غير الصحيحة والتي تؤدي إلى إضاعة الوقت في تعلمنا، أو حينما نقوم بالاتصال مع الآخرين ونعمل على توجيه تعلمهم.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|