المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

جنـوب الجزيـرة العربية وكتابة التاريخ
9-1-2017
ما اختار الله سبحانه من مهور لأهل البيت (عليهم السلام)
2024-09-15
تطبيقات السبائك الفلزية نانوية الحبيبات
2023-12-05
تعريف الجغرافية التطبيقية
22-11-2017
معنى كلمة خوى
4-06-2015
تعريف العسل الطبيعي
29-11-2015


شرح متن زيارة الأربعين (وَقَتيلِ الْعَبَراتِ)  
  
260   08:11 صباحاً   التاريخ: 2024-08-21
المؤلف : مهدي تاج الدين
الكتاب أو المصدر : النور المبين في شرح زيارة الأربعين
الجزء والصفحة : ص80-87
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2023 1670
التاريخ: 18-10-2016 897
التاريخ: 17-10-2016 1701
التاريخ: 18-10-2016 883

القتيل: المبالغة في القتل وقد حدث ذلك له (عليه ‌السلام) حيث لم يسمع في التاريخ ان أحداً قتل وارتكبت معه جريمة كما ارتكبت في حق أبي عبد الله الحسين (عليه ‌السلام) وأهل بيته إلى درجة بكاه كل ما في الوجود، بل وحتى الله تعالى يذكر مصيبته لأنبياء من فوق عرشه منها ما خاطب كليمه موسى بن عمران (عليه ‌السلام) قائلاً: «يا موسى لو تراهم صغيرهم يميته العطش وكبيرهم قلبه منكمش».

العبرة: الدمعة والحزن بلا بكاء، وعَبَر عَبراً: حزن وسالت عبرته ودموعه وفي الحديث عن الإمام الحسين (عليه ‌السلام): أنا قتيل العبرة وصريع الدمعة ([1])، فكأن العبرة والدمعة أعُدت له (عليه ‌السلام) ، ولذا قال الإمام الصادق (عليه ‌السلام) : كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه ‌السلام) ([2])، وعن الإمام الصادق (عليه ‌السلام) قال: « قال الإمام الحسين بن علي (عليه ‌السلام) : أنا قتيل العبرة قُتلتُ مكروباً وحقيق على الله ان لا يأتيني مكروب قطّ إلّا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسرواً » ([3])، وفي الحديث نظر أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) إلى الحسين فقال: يا عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا أبتاه قال نعم يا بنيّ ([4])، وفي الحديث أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلّا استعبر([5]).

قال المرحوم الحاج شيخ جعفر الرشتي في الخصائص: 141: اعلم ان الرقة والجزع والبكاء على مصائب أهل البيت (عليهم ‌السلام) مختلف ومنقسم على أقسام:

الأول: منها بكاء القلب وهي عباة عن الهم والغم على ما جرى عليهم من
الأعداء وهو أول المراتب وثمرته له وثوابه من الله أن يعطي بكل نفس ثواب تسبيح لله كما قال الصادق (عليه ‌السلام): نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمه لنا عبادة، وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله.

والقسم الثاني: منها وجع القلب وهو يحصل من تراكم الهموم والغموم، فإذا كثر همه وغمه لمصائب أهل البيت يتألم من ذلك حتى يوجع قلبه، فإذا عرض عليه ذلك كان له من الأجر ما قال الصادق (عليه ‌السلام) لمسمع: وأن الموجع قلبه لنا ليفرح قلبه يوم يرانا عند موته ... الحديث ([6]).

والقسم الثالث: دوران الادمع في الحدقة بلا خروج منها وهذه مرتبة فوق مرتبة وجع القلب وله من الأجر أيضاً فوق ذلك، كما قال جعفر بن محمد (عليه ‌السلام): لمسمع يا مسمع وما بكى أحد رحمة لنا ... .

والقسم الرابع: من البكاء خروج الدمع من العين ولو بقدر جناح بعوضة وهذا هو الذي قاله الصادق (عليه ‌السلام) من ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، وفي خبر آخر قال (عليه ‌السلام): من ذكر الحسين عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ( عزّ وجل ) ولم يرض له دون الجنة.

والقسم الخامس: خروج الدمعة مع التقاطر ولها خواص ومنافع منها قال الصادق لمسمع فلوا أن قطرة من دموعه... .

والسادس: سيلان الدمعة على الوجه والصدر واللحية وهذا هو بكاء الأئمة (عليهم ‌السلام) ولها من الأجر فوق أن تحصى، منها ما قال الرضا (عليه ‌السلام) لريان بن شبيب: إن بكيت على الحسين حتى تسيل، منها ما قال زين العابدين (عليه ‌السلام) أيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا، بوأه الله مبوأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أُوذي فينا، صرف الله عن وجهه الأذى وأمنه يوم القيامة من سخط النار، أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليه ‌السلام) دمعة حتى تسيل على خده، بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً، وبقيت مرتبة أُخرى وهي أعلى من تلك المراتب وأفضلها وهنيئاً لمن عمل بها وهي البكاء مع تقاطر الدمعة وسيلانها على الخد واللحية مع الصراخ والنحيب والشهقة، وكفى له من الأجر والثواب دعاء الإمام الصادق (عليه ‌السلام) له بقوله: اللهم ارحم تلك الصرخة التي كانت لأجلنا، وهذا بكاء الزهراء (عليها ‌السلام) في كل يوم كما ورد في الخبر: أنها تنظر إلى قميص ولدها الحسين (عليه ‌السلام) وتشهق شهقة حتى يسكتها أبوها ولم يزل هذا القميص مع الزهراء ولا ينفك عنها إلى أن ترد المحشر، وهي آخذة بذلك القميص المتلطخ بالدم وقد تعلقت بقسائم العرش، وتقول: رب احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين (عليه ‌السلام) .

نظم:

كأني ببنت المصطفى قد تعلقت
 

 

يداها بساق العرش والدمع اذرت
 

وفي حجرها ثوب الحسين مضرجاً
 

 

وعنها جميع العالمين بحسرة
 

تقول يا عدل اقض بيني وبين من
 

 

تعدى على ابني بين قهر وقسوة
 

أجالوا عليه بالصوارم والقنا
 

 

وكم جال فيهم من سنان وشفرة
 

****

وقال الآخر:

لابد أن ترد القيامة فاطم
 

 

وقميصها بدم الحسين ملطخ
 

ويل لمن شفعاؤه خصماؤه
 

 

والصور في يوم القيامة ينفخ
 

في البحار([7]) قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله): يمثل لفاطمة في يوم القيامة رأس الحسين (عليه السلام) متشحطاً بدمه فتصيح وا ولداه وا ثمرة فؤاداه ، فتصعق الملائكة لصيحة فاطمة وينادي أهل القيامة: قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة، فيقول الله تعالى ذلك أفعل به وبشيعته وأحبائه وأتباعه...، في الخصال عن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): إن الله اطلع على الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أُولئك منا وإلينا، وقال الصادق (عليه ‌السلام): رحم الله شيعتنا إنهم أُوذوا فينا ولم نؤذ فيهم، شيعتنا منا قد خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بنور ولايتنا رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة يصيبهم مصابنا ويبكيهم مصابنا ويحزنهم حزننا ويسرهم سرورنا، ونحن أيضاً نتألم لألمهم ونطلع على أحوالهم ، فهم معنا لا يفارقونا ولا نفارقهم، لأن مرجع العبد إلى سيده ومعوله على مولاه فهم يهجرون من عادانا ويمدحون من والانا ويباعدون من آذانا، اللهم أحي شيعتنا في دولتنا وأبقهم في ملكنا وملكتنا، اللهم إن شيعتنا منا ومضافون إلينا فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا استحى الله أن يعذبه، وقال الصادق (عليه ‌السلام) رحم الله شيعتنا لقد شاركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة على مصاب الحسين (عليه ‌السلام)، قال المرحوم شيخنا التستري: اعلم أن مجرد الحضور والجلوس في هذه المجالس التي انعقدت لأجل التذكر والتذكار لمناقب أهل البيت والبكاء والتباكي على مصائبهم له أجر عظيم وفوائد جليلة في الدنيا والآخرة، منها: ما قال الرضا (عليه ‌السلام): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، منها: إنها محبوبة لله ولرسوله ولأوصيائه كما يظهر من كلام الصادق (عليه ‌السلام) لفضيل يا فضيل تجلسون وتحدثون ( وتتحدثون خ ل ) قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس لأحبها فأحيوا أمرنا، يا فضيل فرحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح بعضوة ( الذباب خ ل ) غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر، فإذا كانت هذه المجالس محبوبة للصادق (عليه ‌السلام) فيقيناً محبوبة لباقي الأئمة ومحبوبة عند الرسول عند الله، منها : إنها منظورة للحسين (عليه ‌السلام) لأنه في يمين العرش وأنه ليرى من يبكيه، ويسأل آباءه أن يستغفروا له ويقول: لو يعلم الباكي على ما أعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه، منها: إنه مادام جالساً في المجلس جليس مع الملائكة لأن المجلس محل شهود الملائكة ومحل هبوطهم فيه، ويوافقون الباكي في البكاء والنحيب، ويدعون الله له ويطلبون منه الرحمة له ولآبائه، كما قال الصادق (عليه ‌السلام) لجعفر بن عفّان حين دخل عليه فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (عليه ‌السلام) وتجيد قال : نعم جعلني الله فداك ، قال: قل فأنشدته (عليه ‌السلام) فبكى ومن حوله حتى صارت على وجهه ولحيته ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين (عليه ‌السلام) ولقد بكوا كما بكينا وأكثر ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك فقال: يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال (عليه ‌السلام): ما من أحد قال في الحسين (عليه ‌السلام) شعراً فبكى وأبكى به إلّا أوجب الله له الجنة وغفر له، وللصادق (عليه ‌السلام) مجلس لإقامة عزاء الحسين (عليه ‌السلام) والبكاء عليه وذلك كلما دخل عليه أحد من الراثين على الحسين (عليه ‌السلام) فيأمره بالرثاء فيرثي، قال: أبو هارون المكفوف: دخلت على أبي عبد الله الصادق (عليه ‌السلام) فقال لي أنشدني في
الحسين (عليه ‌السلام) فأنشدته:

أمرر على جدث الحسين
 

 

فقل لأعظمه الزكية
 

 

قال فلما بكى أمسكت أنا قال: مر، فمررت:

يا أعظماً لا زلت من
 

 

وطفاء ساكبة روية
 

وإذا مررت بقبره فأطل به
 

 

وقف المطية
 

فابك المطهر للمطهر
 

 

والمطهرة التقية
 

كبكاء معولة أتت يوماً
 

 

لواحدها المنية
 

 

ثم قال، زدني، فأنشدته:

يا مريم قومي واندبي مولاك
 

 

وعلى الحسين فاسعدي ببكاك
 

 

قال فبكى وتهايج النساء فلما أن سكتن قال : يا أبا هارون من أنشد في الحسين (عليه ‌السلام) فأبكى عشرة فله الجنة ، ثم جعل ينتقص واحداً واحداً حتى بلغ الواحد فقال: من أنشد في الحسين وأبكى واحداً فله الجنة، ثم قال: من ذكره فبكى فله الجنة، وفي الخبر ما ذكر الحسين بن علي (عليه ‌السلام) عند إمامنا الصادق (عليه ‌السلام) في يوم قط فرئي أبو عبد الله (عليه ‌السلام) متبسماً في ذلك اليوم إلى الليل ، وكان يقول (عليه ‌السلام): الحسين عبرة كل مؤمن ومؤمنة كما أن علياً (عليه ‌السلام) كلما رأى الحسين (عليه ‌السلام) يبكي ويقول: يا عبرة كل مؤمن ومؤمنة، وقال الحسين أنا يا أبتاه يقول نعم يا بني وما قال الحسين (عليه ‌السلام) هو أحرق لقلوب الشيعة قال: أنا قتيل العبرة ما ذكرت عند مؤمن ولا مؤمنة إلّا بكيا
واغتما لمصابي([8]).


[1] المنجد مادة عَبر .

[2] معالي السبطين للشيخ محمد مهدي المازندراني.

[3] كامل الزيارات : 109 وعقاب الأعمال : 19 .

[4] كامل الزيارات : 108 .

[5] كامل الزيارات : 108 .

[6] معالي السبطين : 142 عن بحار الأنوار 44 : 289 والحديث هو عن مسمع قال : قال لي أبو عبد الله
الصادق (عليه ‌السلام) : يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه ‌السلام) ، قلت : لا أنا رجل مشهور من
أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم
ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيميلون عليّ ، قال (عليه ‌السلام) لي : أفما تذكر ما صنع به ، قلت :
بلى ، قال : فتجزع ، قلت : أي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك عليّ فامتنع من الطعام حتى
يستبين ذلك في وجهي ، قال (عليه ‌السلام) : رحم الله دمعتك أما أنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين
يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا أما أنك سترى عند موتك حضور
آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة ما تقرّ به عينك قبل الموت فملك الموت
أرق عليك وأشد رحمة لك من الأُم الشفيقة على ولدها ، قال ثم استعبر واستعبرت معه فقال : الحمد لله
الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالكرامة لنا يا مسمع : ان الأرض والسماء لتبكيان
منذ قتل أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر ومارقأت
دموع الملائكة منذ قتلنا وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلّا رحمة الله قبل أن تخرج الدمعة
من عينه فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفئت
حرها حتى لا يوجد لها حر وأن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض وأن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى
أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً
ولم يشق بعدها أبداً وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل أحلى
من العسل وألين من الزبد وأصفى من الدمع وأزكى من العنبر يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان يجري
على رضراض الدر والياقوت فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء
يوجد ريحه من مسيرة ألف عام قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجواهر يفوح في
وجه الشارب منه كل فاتحة حتى يقول الشارب منه ليتني تركت هاهنا لا أبغي بهذا بدلاً
ولا عنه حولاً أما أنك يا مسمع ممن تروي منه وما من عين بكت لنا إلّا نعمت بالنظر
إلى الكوثر ؟ قال : وان الشارب منه ليعطى من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه
من هو دونه في حبنا وإن على الكوثر أمير المؤمنين (عليه ‌السلام) وفي يده عصى من عوسج يحطم بها أعدائنا .

[7] بحار الأنوار 43 : 222 .

[8] معالي السبطين : 147 .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.