أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2022
1802
التاريخ: 24-8-2021
2777
التاريخ: 12-1-2016
2005
التاريخ: 21-4-2016
1765
|
إن ميل الإنسان نحو الحياة ولذائذها أمر فطري، ولاحق لأحدٍ منع الآخرين من هذا الحق المشروع، وقد تعرّض القرآن الكريم إلى ذلك، كما وقد واجه الأئمة المعصومون (عليهم السلام) بشدّة من كان يتصوّر أنّ الزهد لبس الخشن والجشب واعتزال الناس.
لكن لا يخفى أنهم وإلى جانب ذلك أشاروا إلى مسألة هامة وهي موضوع بحثنا، ألا وهي أن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وفي الوقت الذي أوصونا وأرشدونا إلى السعة عــلـى العيال والتمتع بالحياة والنعم الإلهية كذلك حذرونا من التمسك والتعلق بها؛ لأن ذلك يؤدّي بالإنسان إلى المخاطرة بالحياة الطيبة وإلى عمي الأبصار والبصائر والحد من تحصيل المعارف.
إن التعلق بالدنيا بمعنى طول الأمل والاتكال على الدنيا والتأخر عن قافلة السعداء، وواضح أنّ هذا التعلق غير قابل للسيطرة، وأنه إلى أي حد يكون منشأ في سد باب الخير ومانعاً من الحركة التكاملية والعمل بالتكاليف الشرعية.
ومن هنا فقد ورد التأكيد الكثير من النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) على النهي عن التعلق بالدنيا وقد كانت سيرتُهم على ذلك حيث لم تتعلق قلوبهم لحظة واحدة بالدنيا، بحيث لو جعل بأيديهم جميع ما في الدنيا لم يفرحوا به، ولو أعرض الناس جميعاً عنهم وأخذ ما في أيديهم لم يأسفوا عليه، وهذا هو معنى الزهد في الدنيا، وإلى ذلك أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23].
الدنيا بحر عميق قد غرق فيه...
قال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): ((قال لقمان لولده يا بني، إن الدنيا بحر عميق قـد غرق فيه عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقيّمها العقل، ودليلها العلم، وسكّانها الصبر، فإن نجوت فبرحمة الله، وإن هلكت فبذنوبك))(1).
الاغترار بالدنيا وأهلها
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيّته لولده الحسن (عليه السلام): ((فإياك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهلها إليها، وتكالبهم عليها، وإنّما أهلها كلاب عارية، وسباع ضارية يهر بعضها على بعض، يأكل عزيزها ذليلها، وكبيرُها صغيرها، قد أضلت أهلها عن السبيل، وسلكت بهم طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن منهج الصواب، فتاهوا في حيرتها، وغرقوا في فتنتها، واتخذوا ربّاً، فلعبت بهم ولعبوا بها، ونسوا ما وراءها، فإياك يا بني، أن تكون قد شانته كثرةُ عيوبِها... واعلم أنّ من كانت مطيّته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان لا يسير، أبى الله إلّا خراب الدنيا وعمارة الآخرة))(2).
وقال لقمان لولده يا بني، لا تأمن الدنيا والذنوب والشيطان فيها(3).
الركون إلى الدنيا
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): ((كان مما وصى به لقمان ولده أن قال: ((يا بني، لا تركن إلى الدنيا، ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقاً هو أهون عليها منها، ألا ترى إنـه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين، ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين))(4).
وأوصى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده محمّد بن الحنفية، فقال: ((يا بني، إياك والاتكال على الأماني، فإنّها بضائع النوكى، وتثبيط من الآخرة))(5).
تحذير الإمام زين العابدين (عليه السلام)
قال الإمام السجاد علي بن الحسين (عليه السلام) لولده محمد الباقر (عليه السلام): ((واعلم أن الساعات تذهِب عمرَك، وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أُخرى، فإياك والأمل الطويل، فكم مؤمل أملاً لا يبلغه، وجامع مال لا يأكله، ومانع مأسوف يتركه لعله من باطل جمعه، ومن حق منعه أصابه حراماً وورثه، احتمل إصره، وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين))(6).
لا تدخل في الدنيا دخولاً يضر...
قال لقمان لولده: يا بني، لا تدخل في الدنيا دخولاً يضر بآخرتك، ولا تتركها تركاً تكون كلاً على الناس(7).
وقال لولده أيضاً ولا تكثر من الدنيا فإنّك على غفلة منها، وانظر إلى ما تصير منها(8).
اجعل الدنيا سجنك
قال لقمان لولده يا بني، اجعل الدنيا سجنك فتكون الآخرة جنّتك(9).
وقال أيضاً: يا بني، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً، ولا تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعاً(10).
_______________________________
(1) تحف العقول، ص 406: مكارم الأخلاق، ص 254.
(2) نفس المصدر الأوّل، ص 74.
(3) الاختصاص، ص 332.
(4) بحار الأنوار، ج 13، ص 412.
(5) نور الثقلين، ج 4، ص 211.
(6) بحار الأنوار، ج 46، ص 230.
(7) نفس المصدر، ج 13، ص 411.
(8) الاختصاص، ص 339؛ بحار الأنوار، ج 13، ص 430.
(9) الاختصاص، ص 337؛ بحار الأنوار، ج 13، ص 428.
(10) تنبيه الخواطر، ج1، ص137؛ بحار الأنوار، ج 13، ص 422.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|