المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


علاقة الأب بالولد / حب الولد  
  
312   01:28 صباحاً   التاريخ: 2024-08-09
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص43ــ49
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

ليست وظيفة الأبوين هي تأمين المأكل والملبس، وصحة الطفل فحسب، بل وظيفتهما أكثر من ذلك، وهي سقي مزرعة قلوب الأطفال بماء حياة الحب والرأفة، فإنّ الحبّ للطفل هو حقه الطبيعي، وأن الطفل يشعر بأن الأسرة هي البيئة الدافئة التي يتكامل فيها استعداده، وتبنى فيه شخصيته، وأنه من خلال نافذتها يتطلع إلى الحياة والدنيا، ويتعرّف على الحب والعاطفة والود والإنسجام، أن عطف ورأفة الوالدين بالطفل يعطيانه الجرأة والشهامة والشجاعة والثقة بالنفس ومواجهة المشكلات في المستقبل، فإنّ حبّ الطفل هو الدواء المسكن للآلام النفسية والروحية، بل وحتى الجسمية للطفل، فهو بالمحبة يطمن نفساً، ويشعر بالفرح والسرور، وفقدان أو نقص المحبة يمهد أرضية الكثير من الأمراض النفسية والجسمية للطفل من قبيل قلة الشهية ،الأرق، التدرّر الليلي، تقليد الآخرين، السلوك غير المتزن، الاضطراب في النوم العصبية، والحدّة في التعامل مع الآخرين و.....

أ. الآثار السلبية لفقدان المحبة أو التفريط فيها

يمهد فقدان المحبة للطفل - خصوصاً في السنين الأولى - أرضية الاضطراب،

وتشويش البال وانحراف الطفل.

وإنّ الأطفال الذين يشعرون بشيء من نقصان المحبّة، يلجأون إلى كلّ أحد لعلهم

يملأون بذلك فراغ الحبّ الذي يفقدونه.

إنه لابد من البحث عن أسباب العصبية والأمراض النفسية وغيرها من قبيل: فقدان المحبة التي تولّد في النتيجة عقدة الحقارة بالنفس.

والسر الكامن في الكثير من انحراف الفتيات والفتيان مخبوء في هذا الأمر، فالبنت التي تملأ وجودها محبّة الأسرة لا تلقي بنفسها في أحضان الشباب المتمتعين وطلاب الشهوة، ولا تتأثر بالمحبة المتصنعة والسطحية للمجتمع، ولا تخرج عن حريم العفة ولا تخطو في جادة المعاصي.

إنّه لابد من عدم الإفراط بالمحبة والعطف لما في ذلك من الإضرار غير القابلة للتعويض عنها بشيء، والتي يمكن عدّ فقدان الإحساس بالمسؤولية في الطفل، الحدّة من التكامل العقلي، الإعجاب بالنفس الاعتداء على حقوق الآخرين و... منها(1).

ب. التظاهر بالحب

لابد من إخراج المحبة من إطار القلب إلى اللسان والعمل ليلمسها الطفل بجميع وجوده، فإنّ من الممكن أن يحبّ الأبوان طفلهما بقلبهما من دون أن يظهراه لكن ذلك لا أثر له، بل قد يكون له آثار سلبيّة يتركها على الطفل؛ إذ لا يشعر الطفل بهذا الحب من الوالدين، وأخيراً يجد نفسه وحيداً لا يرى لأبويه اهتماماً بـه ومـن هـنا ينبغي للأبوين إظهار محبتهم بمختلف الصور والآن نلقي نظرة في قراءة بعض الروايات الواردة عن أهل البيت فيما يرتبط بحب الأطفال، وما ورد في ذلك من تأكيد:

1ـ حب الولد أفضل الأعمال

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): ((قال موسى يا ربّ، أي الأعمال أفضل عندك؟ قال: حبّ الأطفال، فإنّي فطرتُهم على توحيدي، فإن أمتهم أدخلتهم برحمتي جنتي))(2).

2ـ رحمة الله برحمة الرجل لولده

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام): ((إنّ الله عزّ وجل يرحم الرجل لشدة حبه لولده))(3).

3ـ إظهار الحب للولد

حبّ الولد لا يكفي وحده، بل تتجسّد آثار هذا الحبّ فيما إذا انعكس الحب القلبي على السلوك والفعل، فأظهِروا الحبَّ لأولادكم، وقولوا لهم: إننا نحبكم، أو ليكن سلوككم معهم بنحو يلمسونه بجميع وجوده ونجلب انتباهكم إلى عرض ثلاثة نماذج لذلك من سلوك الأئمة المعصومين (عليهم السلام):

أ. اظهار أمير المؤمنين (عليه السلام) حبه لأولاده

لما كان العباس وزينب ولدا عليّ (عليه السلام) صغيرين، قال علي لولده العباس: ((قــل: واحد))، فقال: واحد. فقال: ((قل: اثنان)) قال: أستحي أن أقول باللسان الذي قلت: واحد اثنان فقبل عليّ عينيه، ثمّ التفت إلى زينب وكانت على يساره فقالت: يا أبتاه أتحبنا؟ قال: ((نعم، يا بني أولادنا أكبادنا))، فقالت: يا أبتاه، حبّان لا يجتمعان في قلب المؤمن حبّ الله وحبّ الأولاد، وإن كان لابد فالشفقة لنا والحبّ لله خالصاً، فازداد عليّ بهما حبّاً(4)، وقيل: القائل هو الحسين (عليه السلام).

ب. إظهار الإمام الصادق (عليه السلام) حبّه لولده

قال محمد بن مسعدة البصري: كان لجعفر بن محمد ابن يحبه حباً شديداً، فقيل: ما بلغ من حبّك له؟ قال: ((ما أُحبّ أن لي إبناً آخر فينشر له في حبّي))(5).

ج. إظهار الإمام الكاظم (عليه السلام) حبه لولده

قال المفضّل بن عمر: دخلتُ على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، وعليّ ابنه في حجره وهو يقبّله، ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه، ويضمه إليه، ويقول: ((بأبي أنت ما أطيب ريحك، وأطهر خُلقك، وأبين فضلك))؟!(6).

___________________________

(1) دور الأم في التربية، ص91 – 95؛ مقالات فلسفية، ج1، ص265 (فارسي).

(2) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 114.

(3) وسائل الشيعة، ج 15، ص 201؛ عدة الداعي، ص 78.

(4) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 215.

(5) كتاب العيال، ج1، ص315.

(6) وسائل الشيعة، ج 18، ص 557. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.