أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2016
2338
التاريخ: 23-11-2014
1907
التاريخ: 7-10-2014
1910
التاريخ: 21-04-2015
1604
|
مع اتساع علم الحيوان وعلم الاحياء والدراسات المستفيضة للعلماء تم اكتشاف مسائل عجيبة وحديثة عن حياة هذه الحشرة الصغيرة أذهلت الإنسان بشدة ، ولا يُصدَّق أبداً بأنْ يسودَ حياة النحل مثل هذا النظام والتدبير والتخطيط بلا أيِّ احساسٍ طبيعيٍّ.
يقول أحد العلماء المختصين بعلم الاحياء ويدعى «مترلينغ» الذي كانت له دراسات كثيرة على مدى سنوات طويلة حول حياة النحل ، والنظام العجيب الذي يحكم ممالكها يقول : «إنَّ الملكة في مدينة النحل ليست هي الزعيم كما نتصورها ، بل هي كسائر أفراد هذه المدينة تخضع لسلسلةٍ من القوانين والأنظمة العامة أيضاً».
ثم يضيف : «نحن لا نعرف مصدر هذه القوانين وبأيّة طريقةٍ توضعُ ، ونحن ننتظر اليوم الذي نتوصل فيه إلى معرفة واضع هذه المقررات ، إلّا أننا نطلقُ عليه حالياً اسم «روح الخليّة» ، ولا ندري أين تكمنُ «روح الخليّة» وفي أيٍّ من سكان الخلية حلَّت ، إلّا أننا نعرف أنَّ الملكةَ كالآخرين تطيعُ روح الخلية أيضاً» !.
«إنّ روحَ الخليّةِ لا تشبه غريزة الطيور ، ولا تعمل بآليةٍ وإرادةٍ عمياء ، فهي تشخصُ تكليفَ كلِّ واحدٍ من سكان هذه المدينة العملاقة حسب قابليته وتعطي لكلٍّ منها واجباً ، فقد تأمُر مجموعةً ببناء البيت ، وأحياناً تُصدر أمرَ الرحيل والهجرة»
«والخلاصة إننا لا نستطيع إدراك أنَّ قوانين مملكة النحل التي توضع من قبل روح الخليّة هل ستطرح في «مجلس شورى» ويُصادقُ عليها ويتخذُ القرار بتنفيذها؟ ، ومَنْ الذي يُصدرُ أمرَ الحركةِ في اليوم المحدَّد»؟! «1»
إلّا أنَّ القرآن الكريم أعطى جواباً لجميع هذه التساؤلات بتعبيرٍ جميلٍ ودقيقٍ جدّاً إذ يقول : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلىَ النَّحْلِ أَنِ أتَّخِذِى مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً ومِنَ الشَّجَرِ ومِمَّا يَعرِشُونَ}. (النحل/ 68)
!
وهو نفس التعبير الذي ذكرَهُ بخصوص الأنبياء (عليهم السلام) ، صحيحٌ أنَّ هذا الوحي يختلف عن ذلك الوحي كثيراً ، إلّا أنّ تناسقَ التعبير دليلٌ على أهميّة العلم الذي أودعه اللَّه لدى النَّحل ، كي يدعو مفكّري العالم إلى دراسة أوضاعها.
فمن المسلَّم به أنَّ بناء خلية النحل يجري بالهامٍ الهيٍّ ، لأنَّها تبني تشكيلات سداسيّة منظمة واسعة من كمية قليلةٍ من الشمع (حيث يمكن استغلال جميع زواياه ويكون مقاوماً أمام الضغط أيضاً) وتتكون بيوتها من طبقتين ، وعندما تبني بيتاً في الجبال أو على الأشجار فهي تقتصر على هاتين الطبقتين إلّا أنّها تضيفُ طبقتين اخريين في الخلايا الاصطناعية وبما يمكن استيعابه منها.
ويتخذ قعر البيت شكلًا هرمياً حيث يتألف من ثلاثة سطوح لوزية الشكل ويغور الرأسُ والأجزاء البارزة بكل طبقةٍ في قعر الطبقة السفلى.
وقد أثبتت التجارب أنّه لو كان سطح الشمع مربع الشكل أو باي شكل آخر وصُبَّ في قوالب اصطناعية ووُضعَ النحل في داخله فسوف لا يرتضي مثل تلك الجدران غير المطابقة للمواصفات ، بل يرفع الجدران إلى الأعلى ويعيدها إلى وضعها الصحيح.
لقد قاسَ أحد العلماء ، قعر بيت النحل ، فكانت زاويته الكبيرة تُقدرَّ ب 9. 1 درجة و28 دقيقة ، ثم طرحت هذه المسألة على مهندسٍ الماني كبيرٍ يُدعى «كنيك» كسؤالٍ عامٍ بأن لو أراد إنسان بناءَ هرمٍ بأقلِ كميةٍ من مواد البناء وبأكبر ظرفية بحيث يتشكل من ثلاثة سطوحٍ لوزية فما مقدار زواياه ؟.
فقام بحلَّ هذه المسألة المعقدة بالاستعانة بحساب «ديفرانسيل» وكتب في الجواب ، مائة وتسعة درجات وستة وعشرين دقيقة بدونٍ علمٍ منه بأنَّ هذا يرتبط ببيت النَّحل ومتفاوت معه بدقيقتين فقط.
ثم تلاهُ مهندسٌ آخر يُدعى «ماغ لورن» فأجرى حساباتٍ دقيقةً وتأكَّدَ بأنَّ تلك الدقيقتين كانتا نتيجة لإهمال المهندس الأول ، والجواب الصحيح كما في عمل النحل»! «2»
ينقل العالم البلجيكي المعروف «متر لينع» في كتاب «النحل» عن أحد العلماء ويُدعى «رأيت» ما يلي : لدينا ثلاثة طرق علمية فقط في الهندسة لتقسيم الفواصل المنظمة وربطها وتكوين الأشكال الكبيرة والصغيرة ، وهذه الطرق الثلاثة عبارة عن (المثلث القائم الزوايا) و(المربّع) و(المسدَّس) وتستخدم الطريقة الثالثة أي «المسدَّس» في بناء غرف النحل ، وهذا الشكل أكثر ملاءمةً لاستحكام البناء (لأننا لو دققنا قليلًا نجد أنَّ الشكل السداسي يشبه الأقواس من جميع الجهات حيث يمتلك الحد الأقصى لمقاومة الضغط ، بينما تتضرر المثلثات والمربعات أمام الضغط كثيراً).
بالإضافة إلى أنَّ جسمَ النحل اسطواني الشكل تقريباً ويتلاءم كثيراً مع الخروج والدخول في مثل هذه البيوت.
على أيّةِ حالٍ ، كلَّما تحققّنا بخصوص ما أشار إليه القرآن الكريم في مسألة بناء بيت النّحل نحصل على مسائل عجيبةٍ جديدة ، تجعلنا نعظم خالق ومبدع ومرّبي هذه الحشرة العجيبة.
__________________
(1) كتاب النحل ، تأليف مترلينغ ، ص 35 و36 مع الاختصار.
(2) تفسير روح الجنان هامش المرحوم الشعراني ، ج 7 ، ص 123 «مع شيء من الاختصار».
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|