المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / الوفاء بالوعد  
  
510   11:09 صباحاً   التاريخ: 2024-08-01
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص56ــ57
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

من الوظائف التي ينبغي على الأبوين العمل بها وتطبيقها، الوفاء بالوعد للصبي، فإنّ في ترك العمل بالوعد والوفاء به تحقيراً لشخصية الطفل، وإعطاءه درساً عملياً في الكذب، وهذا النوع من السلوك مردود بلا شك في نظر الروايات، وأن الأبوين اللذين لا يفيان بوعودهما ملومان في ذلك.

فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) هو أنه قال: ((أحبوا الصبيان وارحموهم، فإذا وعدتموهم ففوا لهم، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم))(1).

وعن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ((إذا وعد أحدكم صبيه فلينجز))(2).

وعن الحارث الأعور عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: ((لا يصلح من الكذب جـدّ ولا هزل، ولا أن يعدَ أحدكم صبيَّه ثم لا يفي به، إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار))(3).

وعن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)، أنه قال: ((إذا وعدتم الصغار فأوفوا لهم، فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم، وأنّ الله ليس يغضب لشيء كـغضبه للنساء والصبيان))(4).

ويستفاد من مجموع ما تقدم من الروايات في هذا المضمار أُمور:

الأول: أنه ليس من الضروري إيعاد الولد بشيء، نعم إذا وعد وفى، فإنّ آثار خلف الوعد السلبية بالنسبة إلى الصغير والكبير على حدّ سواء، وقوله: ((ففوا)) أو ((فلينجز)) تصريح بوجوب الوفاء بالوعد.

الثاني: أنه كما أنكم تتوقعون من الله تعالى أو حتى من عباده أن يفوا لكم بالوعد، فكذلك صغاركم، فإنّهم يرجون منكم الوفاء بوعدكم إيّاهم.

الثالث: أن عدم الوفاء بالوعد يعد نوعاً من أنواع الاعتداء على حقوق الطفل كما يفهم من الروايات، فإنّه لا يتمكن من الدفاع عن حقه، وذلك يوجب الغضب الإلهي، فإنّ الله ظهير المحرومين والمظلومين وناصرهم.

الرابع: أنه بعدم الوفاء بالوعد تُفتَح نافذةٌ أمامَ الأطفال، أوّلُ مساوئها إيجاد روح النفاق والكذب فيهم، فإنّ مدى تأثر الأطفال بسيرة الوالدين العملية أكثر من تأثرهم بأقوالهم، فهم يفهمون من ذلك السلوك السلبي بأنّ الكذب غير قبيح، وأنه لا يلزم الوفاء بالعهد والميثاق، وأنه لا مانع من إعطاء الوعود للآخرين لغرض تسيير الأمور، وترجئة الوعد من يوم إلى آخر، وأخيراً الاعتذار من عدم تنفيذ الوعد.

ومن دون شك أن مثل هذا السلوك المنحرف يمهد أرضية الانحراف للأطفال ويكون سبباً في إبعادهم عن الطهارة والنزاهة النفسية.

___________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 219.

(2) مستدرك الوسائل، ج 16، ص 170.

(3) أمالي الصدوق، ص 376.

(4) عدة الداعي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.