أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-05
![]()
التاريخ: 2024-02-11
![]()
التاريخ: 2023-12-23
![]()
التاريخ: 2024-02-17
![]() |
وكانت سلطات الصلح معروضة بين الاطراف المتحاربة، وخاصة من البابا والبندقية منذ سنة 1636، ولكنها لم تؤد لنتيجة. ولكن مؤتمرا عقد ابتداء من سنة 1644، واشتمل على ممثلين لفرنسا والسويد، وامبراطور النمسا، وملوك الدانمرك واسبانيا، والاقاليم المتحدة والامراء الألمان، علاوة على ممثلي البابوية والبندقية. وقدم الفرنسيون مطالبهم باللغة الفرنسية، بعد ان كانت اللغة اللاتينية هي لغة التخاطب بين السفراء والممثلين الدبلوماسيين حتى ذلك الوقت. وهكذا اصبحت اللغة الفرنسية هي الدبلوماسية. وتم التوقيع على المعاهدات في 24 اكتوبر سنة 1648. ولقد سوت معاهدات وستفاليا المسائل الدينية في المانيا، والمسائل السياسية الألمانية، وكذلك السلام الاوربي. اما فيما يتعلق بالشئون الدينية لألمانيا، فان هذه المعاهدات قد اعترفت بوجود الكلفنية الي جانب الاثرية هناك، واحتفظت بحق الأمراء في فرض مذاهبهم على رعاياهم وان كانت قد احتفظت للرعايا بالحق في الهجرة، دون ان يفقدوا ممتلكاتهم. وهكذا لم تكن هناك حرية دينية للألمان. واما فيما يتعلق بالشئون السياسية الالمانية، فان هذه المعاهدات قد احتفظت بالدستور القديم فظل التاج الامبراطوري بالانتخاب، وزاد ضعف السلطة الامبراطورية، وزاد عدد الامراء المنتخبين الي ثمانية. وأصبح كل منتخب تام الاستقلال في أقاليمه، التي لم يعد في وسع الامبراطور ان يتدخل فيها بأي شكل من الاشكال وأصبح من حقه عقد المحالفات، ولكن بشرط الا تكون موجهة ضد الامبراطور، اما الدايت فأصبحت له سلطات سيادة فيما يتعلق بإعلان الحرب، وعقد الصلح، وما يتعلق بالجيش ويدفع الضرائب، فلم يعد للإمبراطور سوي ان يتمتع بمجرد اللقب. ولكي يقضوا نهائيا على سلطة الامبراطور، وضعوا الدستوا الالماني تحت ضمان كل الدول الموقعة على المعاهدات، الامر الذي اعطي كل من فرنسا والسويد الحق المشروع في التدخل في الشئون الداخلية الالمانية، واما فيما يتعلق بالشئون الاوربية فأن ملك السويد قد حصل على مقاطعات بريمن وبوميرانيا الغربية وستيتن، اي على السواحل الالمانية المطلة علي بحر البطليق وأصبح من حقه بالتالي ان يشارك في اجتماعات الدايت الالماني، عن المدن والاقاليم التابعة له. وأما فرنسا، فإنها حصلت على اعتراف بملكيتها للأسقفيات الثلاث، كما حصلت على الالزاس، وان كانت وضعية مدينة ستراسبورج، كمدينة حرة، ستؤدي الي نشأة مشكلات مقبلة. وعلى اي حال فان معاهدات، وستفاليا كانت من اول المعاهدات الاوربية التي تعمل على اقامة ما نسميه (بالتوازن الدولي) في أوربا، وبشكل لا يؤدي الي تمكن إحدى الدول من تهديد استقلال جيرانها ولقد حاول كل ساسة أوربا، وبخاصة الفرنسيين، الاحتفاظ بهذه المعاهدات اساسا لعلاقاتهم الدولية، وحتى عصر الثورة الفرنسية. وعلينا الا ننسي ان هذه المعاهدات كانت تمنع اية محاولة لتوحيد الامبراطورية، وضمنت بالتالي استمرار ضعفها، وضعف المانيا الذي استمر لمدة قرنين من الزمان، وفي صالح فرنسا. وكان المفاوضون الاسبان قد انسحبوا من المؤتمر، بعد ان قرر ان الهولنديين سيوقعون على المعاهدات. واعترفت هذه المعاهدات بالاستقلال التام للأقاليم المتحدة. وجاء الصلح في هولندا لكي يعطي لفيليب الرابع حرية التصرف في قواته التي كانت موجودة هناك ويعطيه الامل في استعادة ارتوا من فرنسا. وظلت العلاقات بين فرنسا واسبانيا بدون تسوية خاصة وان فرنسا شهدت حرب الفروند، الامر الذي شجع اسبانيا على ان تستمر في الحرب ضدها. ولقد استمرت الحرب بين اسبانيا وفرنسا لمدة اثنتي عشرة سنة اخري. تحالفت فيها اسبانيا، منذ سنة 1651 مع دوق كوندية الثائر. وفي سنة 1658 عقد مزران مخالفة مع الانجليز، وتنازل لهم عن ميناء نكرك، التي كانت في ايدي الاسبانيين، وأرسل كرومويل جيشا من ستة الاف جندي، تعاون مع الجيش الفرنسي، وسمح له بالانتصار على الاسبانيين وحلفائهم الفرنسيين الثائرين، قرب دنكرك، التي استولوا عليها وسلمت للإنجليز.
وشعر ملك اسبانيا بانه قد فقد جيشه، فوافق على التفاوض وعقد الصلح المعروف باسم صلح البرانس، مع فرنسا، في 7 نوفمبر سنة 1659. وحصلت فرنسا على روسيليون في الجنوب، واتوا، في الشمال، مع بعض المواقع في الفلاندر وفي اقليم لوكسمبورج. كما نصت المعاهدة على زواج لوى الرابع عشر من ماريا تريزا، الابنة الكبرى لفيليب الرابع، وظلت هذه المسالة، لمدة خمسين عاما، اساسا لسياسة لوي الرابع عشر الخارجية والسياسة والدبلوماسية والحروب. وجاء صلح البرانس لكي يوضح انتصار الاسرة الحاكمة في فرنسا على اسرة هابسبورج الاسبانية، بعد ان كانت معاهدات وستفاليا قد نصرتها من قبل على اسرة هابسبورج النمسوية. وزادت ثلاثة مقاطعات، هي الالزاس وارتوا ورسيليون، من مساحة فرنسا، التي اصبحت، في سنة 1659، هي القوة المسيطرة في غرب أوربا.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|