المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مفهوم الخدمات
4-2-2021
مستويات طاقة الهيدروجين
10-7-2016
في أحاديث الأئمّة مجمل ومتشابه وتقيّة ، فمن أين لنا بإمام الآن في غياب المعصوم ، يبيّن لنا كلّ ذلك؟
18-11-2020
المفاخرة والمعاظمة والمقارعة
22-03-2015
التقرير الصحفي
11-12-2020
ecolinguistics (n.)
2023-08-19


علاقة الأب بالولد / التشاؤم من البنت  
  
554   10:13 صباحاً   التاريخ: 2024-07-13
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص43ــ46
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

لم تزل بعد آثار الجاهلية بين المسلمين في الصدر الأول من الإسلام، فإنه على الرغم من إسلام جماعة غفيرة من المسلمين نجد أن عادات الجاهلية وسننها لم تذهب تماماً، بل بقيت رسوباتها عالقة في أذهانهم إلى ما بعد الإسلام، فإنّ أحدهم كان إذا سمع بالأنثى تغيّرت ملامح وجهه، وكانوا إذا رأوا النبي يقعد البنت الصغيرة على رجله ويداعبها ويرأف بها، يمتعضون من فعله كثيراً ولا يرتضون منه ذلك.

وقد كشف القرآن الكريم الستار عن أفكار وعقائد الجاهلية بقتلهم الإناث أحياءً في القبور، واستعدادهم لتحمّل كلّ عار إلا عار البنات، وقد أخـبر القـرآن الكريم أيضاً عمن يبشر بالبنت فيظل مسود الوجه بقوله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} [النحل: 58، 59].

وقد وقف النبي (صلى الله عليه وآله) موقفاً صلباً تجاه الأفكار الجاهليّة السائدة بين الناس آنذاك وحاول إزالتها، فذات يوم بشّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببنت وُلدت له وكان بين الصحابة، فلما نظر إلى وجوههم رأى الجميع قد بان عليهم الانكسار والتألم، فالتفت إليهم قائلاً: ((مالكم!؟ ريحانة أشمها وعلى الله رزقها))(1).

فلابد أن تكون هذه الأخلاق المحمدية منهجاً في حياة الآباء والأمهات في عصرنا الحاضر، وأن عليهم أن يحبّوا أبناءهم، ويعطفوا عليهم، وأن يحذروا من تطرّق الأفكار الجاهلية المنخورة إليهم. إن فتيات اليوم هن نساء وأمهات الغد. وهن اللاتي عليهن المعوّل في بناء مستقبل البشرية المشرق، فإنّه من أحضان الأُمهات الصالحات والطاهرات يتكامل الرجال ويحصلون على أعلى درجات الرقى والكمال، ومن هنا يمكن الوقوف على أهمية دور الفتيات في المستقبل.

الجواب القاطع للإمام الصادق (عليه السلام)

ولد لرجل جارية فرآه أبو عبد الله (عليه السلام) متسخّطاً، فقال له: ((أرأيت لو أنّ الله تبارك وتعالى أوحى إليك أني أختار لك أو تختار لنفسك؟ ما كنت تقول))؟ قال: كنت أقول: يا رب ما تختار لي. قال (عليه السلام): ((فإنّ الله قد اختار لك))، ثمّ قال: ((إنّ الغلام الذي قتله العالِم الذي كان مع موسى في قوله عزّ وجل {فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} - قال: - أبدلهما منه جارية ولدت سبعين نبياً))(2).

وعن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: ((يا سكوني ما غمّك))؟ فقلت: ولدت لي ابنة فقال: ((يا سكوني، على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك))، فسرّى والله عنّي، فقال: ((ما سميتها))؟ قلت: فاطمة. قال: ((آه آه آه)) ثم وضع يده على جبهته، ثم قال: ((أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبّها، ولا تلعنها ولا تضربها))(3).

أثارت هذه المواقف مشاعر الناس آنذاك تجاه البنت، والذي صار سبباً أيضاً في ترغيب الناس للبنت أكثر، وترك ما يعتقدونه فيها هو الوصايا المؤكدة الكثيرة للنبي

والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وتكريمهم للبنت، وإعطاء المرأة المقام والمنزلة.

وقد ورد في هذا الباب روايات كثيرة قسمها صاحب الوسائل إلى طوائف نشير إلى

بعضها:

أ. إدخال السرور على قلب البنت

روى ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: ((من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإنه من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقرّ عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم))(4).

ب. أجر الإحسان إلى البنت

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: ((من كان له أختان أو بنتان فأحسن إليهما كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ـ وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى))(5).

ج تربية البنت ستر من النار

روى ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلّمها فأحسن تعليمها، فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له مِنعةً وستراً من النار))(6).

د. توقير البنت

وروى ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((من كانت له أنثى فلم يؤذها، ولم يُهنها، ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنّة))(7).

هـ ـ فيمن يتمنى موت البنت

قال أبوعبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): ((من تمنّى موتهنّ [البـنات] حــرم أجرهن، ولقي الله عاصياً)).

___________________________

(1) مكارم الأخلاق، ص 219.

(2) عدة الداعي، ص 80.

(3) وسائل الشيعة، ج 15، ص 200 فروع الكافي، ج 2، ص 95.

(4) مكارم الأخلاق، ص 221.

(5) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 188.

(6) كنز العمال، ج 16، ص 452.

(7) نفس المصدر، ص 447. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.