المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الفرق بين الميل والإرادة
2024-07-08
نظريّة الفلاسفة المسلمين
2024-07-08
نبات القديفة (مخملية)
2024-07-08
سلطة فرض العقوبة الانضباطية في العراق
2024-07-08
كزانيا
2024-07-08
محلول النشا (1%)
2024-07-08

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الفوضى في الدخل والصرف  
  
84   11:38 صباحاً   التاريخ: 2024-07-05
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 141 ــ 145
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-04 413
التاريخ: 2023-04-10 1117
التاريخ: 2023-03-14 845
التاريخ: 2024-06-26 153

كان القدماء يقولون: ينبغي الرثاء لحال من كان دخله تسعة عشر ومصرفه عشرين.

إن عدم التنظيم والتخطيط في الصرف يشكل الارضية التي تفكك العرى الحياتية وتجر البناء الاقتصادي الفردي والاجتماعي إلى الخراب والفقر والفوضى.

إن أكثر الناس لا يعلمون كيف يصرفون دخلهم أو يحققون الانسجام بين مدخولاتهم ومصروفاتهم! فما أكثر ما شاهدنا افراداً رغم امتلاكهم دخلاً كبيراً يتحطمون وتتهشم حياتهم على أثر اللعب واللهو والحسد والمصارف التبذيرية الباطلة حتى بلغوا الحالة التي عدموا فيها الوسائل الضرورية للحياة.

في حين نجد افراداً لا يملكون إلا الحد الادنى للأجور يعيشون حياة ناعمة البال والخاطر متحركة نشطة وليس ذلك إلا لوجود برنامج منظم وحساب دقيق وتجنب للأضرار المالية والاسراف.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): (ترك التقدير في المعيشة يورث الفقر) (1) ويعتبر الإمام الباقر (عليه السلام): (حسن التقدير في المعيشة) علامة على الكمال والرشد وليس مراده منه إلا الدقة والتنظيم والموازنة بين الدخل والصرف (2).

والإمام الصادق (عليه السلام) يقول في ذيل حديث له (3) وينبغي أن لا يظن أنا ندعو المسلمين لئلا يسعوا إلى تحسين أوضاعهم الحياتية وتوسعة مواردهم، أو اننا ندعو إلى البخل والتضييق على العائلة في المعيشة. كلا وإنما نقول انه يجب محاربة انماط النظر إلى الاخرين بحسرة سلبية والتشريفات الباهظة المغلوطة التي أوجدها اعمدة الاقتصاد والرأسماليون ليقعوا المجتمع حتى أذنيه في (الربا) نعم يجب محاربة هذه التشريفات الباطلة الباهظة التي تجعل الشعوب عبيداً تابعين اقتصادياً ومستهلكين بشكلٍ أعمى للمصنوعات الكمالية الغربية.

وفي الحديث الذي مر يقول الإمام الكاظم (عليه السلام): (اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة وما لا إسراف فيه واستعينوا بذلك على امور الدين) (4).

وهذا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (للمسرف ثلاث علامات: يأكل ما ليس له، ويشتري ما ليس له، ويلبس ما ليس له) (5).

إن المنع من الاسراف في الأكل ولوازم الحياة واللباس يمكنه أن يجعل قطراً وشعباً يولد من جديد ويقطع كل ايدي الاستعمار الممتدة اقتصادياً وسياسياً لكي يعتمد على موارده ويستغني عن الآخرين.

يجب أن لا نقع في تصور خاطئ فنتصور أننا ندافع عن الروتين الاداري الجاف الذي يمتص الاوقات والميزانيات كلا بل نحن نخالف ذلك وينفيه النظام الصحيح للأمور فإن الكثير من انماط هذا الروتين والتشريفات المغلوطة والنظم الجافة التي يبعث على تراكم الاعمال ويمنع من تقدم الأمور الشخصية والادارية، فكل هذا يتغير في المجتمعات الواعية والمتقدمة ويفسح المجال للنظام الصحيح الخالي من التعقيد.

بل إن النظام الصحيح غير المعقد قد يستوجب ان نفقد راحتنا واستراحتنا بل وحتى نفوسنا احياناً فنجعلها فداء للآخرين. فمثلا نجد طبيباً يعمل ساعات معينة في عيادته أو في المستشفيات الرسمية يواجه في نهاية الوقت أو خارجه مريضاً مشرفاً على الموت ولكنه لا يكترث له بحجة انتهاء دوامه وان الدائرة أو المستشفى معطلة، فهو بالتالي لا يهمه امر المريض!! مثل هذا النظام خيانة فضلاً عن كونه ليس بنظام حقاً.

ومما يؤسف له حقاً ان نشاهد بعض الاطباء المعالجين يتركون اماكن عملهم بأدنى عذر وحتى في ساعات عملهم ويبقى المرضى خلف أبواب المستشفيات وغيرها ساعات بل أيام حيارى ولربما فقد البعض منهم حياتهم.

أن النظام يجب أن لا يركز فقط على كيفية جلب الدخل الأكبر والتأمين المادي بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التأمين المعنوي والمسائل الانسانية والاخلاقية حيث يجب أن تشكلا روح أي نظام.

ليس الإنسان آلة فقط، يعمل، يأكل، ثم يستريح ليجدد القوى كلا بل هو انسان قبل كل شيء فيه بحر من العواطف والاحساسات والميول والحاجات الروحية والمعنوية... وإذا اضفنا إلى ذلك أن هذا الإنسان لم يخلق لهذه الحياة بل هو يكدح ويسير نحو حياة فسيحة لا نهائية أي نحو الآخرة حيث يعيش إلى الابد فيها ويكون سلوكه وعمله في هذا العالم محدداً لوضعه وحالته في عالم الآخرة.

وعليه فكما نحتاج لإشباع الاحتياجات الجسمية نحتاج للإجابة على تساؤلات العواطف والاحتياجات المعنوية والانسانية ضمن التخطيط التنظيمي للحياة.

إن هدف الإسلام من النظام يعبر عنه نمط تنظيمي يستطيع أن يشبع الحاجات الدنيوية المادية الخاصة كما يستطيع أن يقوم بالواجبات الانسانية والمعنوية والاخروية فلا يضحي لأي منها في سبيل الآخر.

يقول الإمام السادس (عليه السلام): (ليس منا من ترك دنياه لآخرته، ولا آخرته لدنياه) (6).

ونحن نعلم ان الدنيا - في نظر الإسلام - حياة منقضية سريعة الانقضاء وانه يجب على المسلمين في هذه الفرصة القصيرة (العمر) ان يسعوا لتأمين الحاجات المادية وتحسين الحياة في الدنيا وأن لا يغفلوا عن العالم الآخر - الذي هو الهدف الأصلي من الحياة - فيبذلوا له قصارى جهودهم ويستفيدوا من دنياهم لآخرتهم.

وان الوصول إلى هذين الهدفين خلال هذه الفرصة السريعة للمؤمن لا يتم إلا وفق تخطيط وتنظيم دقيقين.

ومن هنا فإن الروايات الاسلامية تدفع المسلمين للكسب والتجارة والحرفة لكنها تمنع المسلمين من الحرص في جمع المال والثروة وتأمر بأن يكون الكسب بأسلوب حلال ولائق مع تبكير في طلب الرزق (7).

وقد قال قادتنا (ليكن طلبك المعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن اليها) (8).

أي كن معتدلاً في مسيرتك لئلا تبتلي بالافراط من جهة أو بالكسل من جهة اخرى.

وينبغي أن نذكر هنا، ان ما قرأناه إلى هنا من (آثار النظام والتدبير لصناعة حياة أفضل) لا يتنافى مطلقاً مع التوكل. إذ ان المفهوم الحقيقي للتوكل ان يبذل الإنسان المسلم كل طاقاته ويلاحظ بكل تخطيط ما سوف يمر به العمل من مقدمات وعلل وأسباب ظاهرية ويهيئها لذلك ثم يحسب النتائج وبالتالي يعتمد على الله الذي يؤمن به وبنصره فيدخل ساحة العمل تاركاً التردد والاضطراب والقلق والوساوس للحوادث الاحتمالية فهو (يعقل ويتوكل) حيث قيل (لا تغفل في التوكل عن السبب).

نعم عندما يكون قد لاحظ مسيرة العمل ومعداته ووسائله وهيّأها جميعاً فإنه يقدم عليه متوكلاً على الله تعالى.

{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 3.

2ـ وسائل الشيعة، ج 12، ص 42.

3ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 349.

4ـ تحف العقول، طبع بيروت، ص 102.

5ـ بحار الأنوار، ج 71، ص 304، والوسائل، ج 12، ص 41.

6ـ من لا يحضره الفقيه، ج 2، طبع النجف، سنة 1290، (هـ. ق) ص 9.

7ـ الوسائل، ج 12، ص 3 ـ 4، وص 27.

8ـ المصدر السابق، ص 30. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.