أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-21
448
التاريخ: 2024-02-06
1073
التاريخ: 2023-07-20
1167
التاريخ: 24-9-2016
1449
|
وردت كلمة «آلاشيا» في خطابات «تل العمارنة» في مواضع كثيرة، وقد وصلنا من هذه البلاد عدة خطابات (33–40) وكلها قد سطرها ملك «آلاشيا» لملك مصر إلا خطابًا واحدًا وهو الأخير (40)، وتدل شواهد الأحوال على أنها في أغلب الظن قد أُرسلت إلى «أمنحتب الثالث» أو «إخناتون» واسم هذا المكان ورد في المصرية في قائمة «الكرنك» التي تركها لنا «سيتي الأول» بلفظة «إرس «. وتدل البحوث الحديثة المتفق عليها أن هذا الاسم يُطلق على جزيرة «قبرص» وبخاصة لأنه قد أُشير فيها إلى إله «أبوللو آلاسيوتاس« ( Apollo Alasiotas وجد في قبرصZA, X, 380). وكذلك في «قبرص» الحالية نجد الاسم «آلاسوس» و«وإيلاسيكا» (Knutzon p. 1077.) (راجع Ailasyka & Alassos). وقد كانت جزيرة «قبرص» منذ عهد «تحتمس الثالث» تابعة لمصر (راجع Cambridge Ancient History II, p. 78). واستمرت كذلك على ما يظهر حتى جاء عهد «إخناتون»؛ إذ نراها في هذه الفترة متحررة من النير المصري، وأصبح ملكها يخاطب الفرعون مخاطبة الأخ لأخيه، كما نشاهد ذلك في الخطاب الثالث والثلاثين؛ إذ يُفتتح الخطاب بالكلمات التالية: «هكذا تكلم ملك «آلاشيا» إلى ملك مصر: أخي اعلم أنني على ما يُرام، وأن أرضي على ما يرام … إلخ «. وكانت بلاد «آلاشيا» موطنًا للنحاس في عالم البحر الأبيض المتوسط؛ ولذلك كان أهم هدايا تقدمها لأرض الكنانة هو النحاس؛ كما يدل على ذلك عدة خطابات. وكانت تتطلب في مقابل ذلك هدايا من المصنوعات المصرية، على أن هدايا ملك «قبرص» لم تقتصر على النحاس، بل كانت ترسل كذلك الصاج وخشب الصناديق. وكانت مقادير النحاس التي ترسلها «قبرص» عظيمة جدًّا؛ فقد أرسلت مرة مائتي تلنت (التلنت وزنه 57 رطلًا) وأخرى مائة «تلنت»، وثالثة خمسمائة «تلنت». وقد اعتذر في المرة الأخيرة على قلة ما أرسله بأن «ترجال» إله الموت قد قضى على العمال في بلاده، وليس لدينا من يستخرج هذا المعدن (1). ونجد غير الخطابات السالفة إشارات في رسائل «تل العمارنة» لبلاد «آلاشيا»؛ فمثلًا نعلم من الخطاب الرابع عشر بعد المائة أن «ريبادي» ملك «جبيل» كتب «لإخناتون» ملتمسًا منه أن يسأل الضابط المصري فيما إذا كان «ريبادي» لم يرسل إليه «الضابط المصري» من «آلاشيا» ليخبره عن حالة البلاد، وما قام به «أزيرو» من المؤامرات عليه. والواقع أن العلاقات بين «إخناتون» وبين «قبرص» كانت على أحسن ما يكون من الود والمصادقة؛ إذ نجد أن ملك «آلاشيا» يرد على خطاب أرسله إليه «إخناتون» يعاتبه فيه على أن ملك «آلاشيا» لم يرسل إليه رسولًا لتهنئته، فكتب إليه معتذرًا بأنه لم يعلم بعيد تنصيبه الذي أقامه الفرعون، ولذلك فإنه يرجوه ألا يأخذ ذلك عليه، وألا يكون ذلك سببًا في تكدير صفو العلاقات الطيبة التي بينهما، وأرسل إليه رسولًا يحمل الهدايا الجمة، وطلب إليه أن يغدق عليه من خيرات بلاده. هذا ولدينا خطاب آخر يدل على ما كان بين البلدين من التحالف الوثيق؛ إذ في الخطاب الخامس والثلاثين نقرأ أن ملك «آلاشيا» كتب إلى الفرعون يحذره من التحالف مع «خيتا» وبلاد «سنجار» (بابل)، غير أنه لم يذكر السبب لذلك، وفي نفس الخطاب نجد هذا الملك يطلب إلى فرعون مصر أن يرسل إلى «آلاشيا» متاع أحد رعاياه الذي مات في مصر. ولا شك في أن مثل هذه التلميحات العابرة على قصرها تدل دلالة واضحة على ما كان بين البلدين من روابط وثيقة من الناحيتين السياسية والاجتماعية، هذا فضلًا عن الناحية التجارية؛ إذ لدينا خطابات تدل على أن التجارة كانت قائمة بين البلدين، فقد كانت مصر تستورد النحاس منها، وفي مقابل ذلك ترسل إليها الفضة التي كانت معدومة في «آلاشيا» (راجع الخطابين 36، 37). والظاهر أن ملك مصر قد شك في إخلاص ملك «آلاشيا» واتهمه أنه يقوم بدسائس على مصر مع بلاد «لوكي» (لوسيا)؛ ولذلك كتب إليه ملك «آلاشيا» مبرئًا نفسه من تلك التهمة مدعيًا أن بلاد «لوكي» كانت تغير على بلاده نفسها (راجع الخطاب 38). وأخيرًا من الخطابات الهامة الخطاب الأربعون الذي كتبه وزير «آلاشيا» لوزير مصر يطلب إليه تبادل السلع، وكذلك يلتمس منه أن يفك عقال سفينة وبعض الناس لأنهم ملك عاهل «آلاشيا». ويعتقد الأستاذ «فيبر» (راجع Knudtzon pp. 1085ff) أن هؤلاء الناس هم أعوان بلاد «لوكي» الذين اتهم الفرعون ملك «آلاشيا» بالتواطؤ معهم على مصر.
.....................................
1- راجع الخطابات 33 سطر 16، 34 سطر 18، 35 سطر 10، 36 سطر 5 … إلخ، 40 سطر 7، 13.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|