المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



ما هو السلوك  
  
614   12:20 صباحاً   التاريخ: 2024-07-03
المؤلف : السيد الدكتور سعد شريف البخاتي
الكتاب أو المصدر : الثقافة العقليَّة ودورها في نهضة الشعوب
الجزء والصفحة : ص 25 ــ 26
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-13 1108
التاريخ: 2024-07-02 644
التاريخ: 13/11/2022 1271
التاريخ: 10/10/2022 2469

السلوك هو: النشاط البشري بألوانه الواسعة.       

فالسلوك هو: الحركة الارادية، والنشاط الارادي الذي يفعله الانسان بإرادته.

وإذا أردنا ان نتعمق ونحلل فكرة الفعل الارادي، نجد ان معناه هو: السلوك الذي يريده الانسان ويختاره من بين سلوكيات متعددة.

وقولنا (يريده ويختاره) يدل على عملية واعية شاعرة يستعملها الانسان عندما يقوم بعملية الاختيار، بمعنى انه ينظر بين سلوكيات متعددة، ثم يتفحصها ويقوم بانتخاب أوفقها به وأقربها الى أهدافه ومآربه. فالإنسان عندما يفعل يكون فعله مسبوقا بعملية نفسية هي الإرادة والاختيار، فتحتم أن ننظر في عملية الاختيار والإرادة، كيف تتم، وعلى أي معيارٍ تعتمد؟

تتم عملية الاختيار والانتخاب، أو ما يسمى بالإرادة على مبدأ العلم والوضوح، فعندما يعلم الإنسان ويتضح له بحسب مدركاته أن هذا الشيء ينفعه، فإنه ينتخبه ويقع عليه الاختيار، فيريده، وعندما يريده يتحرك نحوه. 

ومن هنا يتضح أن الإرادة والانتخاب متوقفة على طبيعة العلم الحاصل له، فمن علم بأن السجاير - مثلاً - مسلية وتريح له أعصابه، وتجعله يتحسس حريته و.... تتحرك فيه الرغبة والإرادة لاختيار التدخين، بينما من يحصل له علم بأنها قد تؤدي بحياته، كما لو أخبره الطبيب بأن حالته الصحية لا تسمح له بالتدخين، فلا شك أنه سيترك التدخين. فطبيعة العلم الحاصل لدى الشخص لها دور كبير في حصول الإرادة، وبالإرادة يحصل السلوك.

ولو أردنا أن نتفحص هذا القانون ونجريه على الفرد أو المجتمع، لوجدنا له تطبيقات كثيرة، بل من خلاله يحصل لنا الربط بين سلوكيات مجتمع ما وبين الثقافة التي يحملها، فإن المجتمع عندما نجد فيه ظاهرة سلوكية معينة - سلبية أو إيجابية - نعلم بأن هذه الظاهرة هي نتاج طبيعي لثقافةٍ ما جعلته يختار- وبإرادته - هذا السلوك أو ذاك.

فظاهرة الغش أو الرشوة أو السرقة أو الجريمة أو ما شاكل في مجتمع ما، تدل على ثقافة معينة يحملها أبناء ذلك المجتمع، بينما ظاهرة الأمانة والصدق والمحبة والتواصل والوحدة واحترام القانون، تنبئ عن ثقافةٍ أخرى يحملها أبناء المجتمع الآخر.

فمن تربّى في بيئةٍ تحمل ثقافة العفة والشرف والعزة، لا تراه يقترب مما يتنافى مع هذه الأمور، وهكذا أمثلة كثيرة؛ وعليه فمفتاح الإصلاح هو الثقافة إذا استطاع المصلح المثقف أن يزرّق ثقافته في وسط الأمة بأساليب هادئة محببة، ولا شك أنه سيجني ثمارها، وسيرى أن المجتمع سينتخب الأفعال التي يريدها منه؛ لأنه غرس فيه السبب، وإذا حصل السبب فلا يمكن إلا يحصل المسبب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.