أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
2109
التاريخ: 2024-10-29
232
التاريخ: 2023-03-29
982
التاريخ: 2023-10-02
1235
|
الموضوع: اصناف المحرومين من الايمان
مثلما أنه من الممكن أن يكون لثبوت وصف كمالي كالإيمان علل متعددة ودوافع شتى وإن اجتماع بعضها مع البعض الآخر أمر ممكن، كذلك من الممكن أيضاً أن يكون لسلب تلك الصفة الكمالية أسباب متنوعة ودواع مختلفة وإن اجتماع بعضها مع البعض الآخر أمر ميسور. إن ما جاء عن زوال الإيمان وسلب هذه الصفة الكمالية من قوم يهود قد طرح بدوافع وعوامل متعددة بحيث إن أربعة أصناف منها مشهودة بالكامل وإن اجتماع بعض الدواعي مع البعض الآخر أمر ممكن؛ هذا وإن كان اجتماعها جميعاً أو اجتماع بعض معين منها مع البعض الآخر محالاً.
فالصنف الأول، وهم الذين حرموا فيض الإيمان، لم يكونوا يشكون من أي معضلة علمية أو مشكلة فكرية؛ وذلك لأنهم سمعوا كلام الله أولاً، وأدركوا محتواه ثانياً، ثم بادروا إلى تحريفه عن علم وإدراك ثالثاً. فهذه الجماعة كانت ضالة مضلة ولا تزال كذلك وهي أسوأ من الجميع. فبانحراف هؤلاء لا ننتظر إيماناً من الآخرين.
والصنف الثاني هم المنافقون الذين سعوا ـ نتيجة وهن الإرادة أو قوة التآمر لديهم - إلى التعامل بوجهين كي يصيبوا ـ عبر هذا التذبذب والازدواجية ـ منافع الطرفين ويأمنوا مضرتهم؛ وإن كانوا أميل إلى الكفار قلباً. والصنف الثالث هم مجادلون صاخبون يرون ضرورة كتمان أسرار دينهم ويبدون حساسية قومية وتعصباً عرقياً بالنسبة لإفشائها وإن كان ذلك لازماً.
أما الصنف الرابع فهم أميون لم يذهبوا إلى مدرسة ولم يحضروا عند معلم حيث إن أهم معضلة لدى هؤلاء هي فقدان الفكر العلمي، وإن الجهل العلمي لهم كان هو الوسيلة لركوب المبتلين بالجهالة العملية، نقصد طالبي الجاه واللاهثين وراء الرئاسة والسلطان، ليحتنكوهم كما يفعل الشيطان وليمتطوهم: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 62] فمن الممكن اجتماع التحريف الجدال والصخب؛ كما أن اجتماع الأمي والمنافق محتمل أيضاً. إن ما طرح في هذا القسم ناظر إلى التيار الاجتماعي الغالب وليس مسألة رياضية أو كلامية وحكمية دونت على محور الحصر العقلي؛ ولذا فإنه من الممكن أن يكون هناك صنف آخر غير تلك الأصناف الأربعة قد حرموا الإيمان بالقرآن الكريم بسبب دافع خاص والملاحظة المهمة التي تستنبط من تحليل التعصب الساذج والحمية المتحجرة هي أنه لو كان جميعهم من أهل الدرس والكتابة ولم يكن بينهم أي أمي لكان الجميع قد نحو منحى التحريف ولعمدوا ـ من أجل حرمان غير اليهود من أسرار التوراة ـ إلى تحريف مسيرها الأصلي بشكل دائمي، كما أنه لو كانوا جميعاً أميين ولم يكن بينهم أي عالم لكانوا ابتلوا جميعاً برواسب الأماني، والتعصب القومي، والحمية العرقية ولم يقبلوا بشيء سوى اليهودية والتوراة التي اعتبروها جزءاً من هويتهم وتصوروا قضية الوحي والنبوة أمراً قومياً. فقوم منحطون كهؤلاء يدور في خلدهم ادعاء ضخم كهذا وهو: أننا أرقى وأفضل من جميع الأقوام والأمم. فهذا الطموح الزائف إنما ناشئ أيضاً من تلك الجاهلية الجهلاء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|