المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الإمام المهدي (ع) في غيبته الكبرى  
  
594   04:35 مساءً   التاريخ: 2024-06-27
المؤلف : الشيخ حسين كوراني
الكتاب أو المصدر : آداب عصر الغيبة
الجزء والصفحة : ص23-26
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-08-2015 7389
التاريخ: 2024-06-30 502
التاريخ: 2024-09-02 418
التاريخ: 2024-06-27 595

أورد المؤرخ الكبير المسعودي رحمه الله أن نبي الله آدم عليه السلام أوصى ابنه النبي شيت فقال :

فإذا حضرت وفاتك وأحسست بذلك من نفسك فأوص إلى خير ولدك فإن الله لا يدع الخلق بغير حجة عالم منا أهل البيت »[1].

ومهما قيل في غيبة المهدي فإن من الضروري الانطلاق في محاولة فهمها من هذه الحقيقة التي بلورتها الأحاديث التي يرويها المسلمون سنة وشيعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن آله الأطهار عليهم السلام .

فرق كبير بين أن يكون المهدي المنتظر يولد في آخر الزمان . . . وبين أن يكون وصي رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

ولعظيم منزلته هذه ينزل نبي الله عيسى فيقاتل معه ويصلي خلفه في بيت المقدس ونظرة متأنية على كتاب الله تعالى . . . والروايات الشريفة تجعلنا نجزم بأن « لئلا يكون للناس على الله حجة » و « ولا تخلو الأرض من حجة » و « لو خليت لماجت بأهلها كما يموج البحر » تلتقي مع أحاديث « المهدي المنتظر » بل هي جميعاً حقيقة واحدة هدفها « ليظهره على الدين كله » و « نريد أن نمن على الذين استضعفوا . . . » و « أن الأرض يرثها عبادي الصالحون » .

لا يمكن فهم هذه النصوص وغيرها - وهي كثيرة جداً - إلا في ضوء حقيقة استمرار سلسلة النبوة والوصاية . . . وهذا يعني أن الوصي الإلهي القائم بأعباء الرسالة الخاتمة هو المهدي الذي نص عليه صلى الله عليه وآله وسلم على وصايته .

وقد أجمع علماء المسلمين الشيعة - وشاركهم الرأي عدد كبير من علماء المسلمين السنة على أن المهدي قد ولد وسيظهر في آخر الزمان . . .

فهو الآن إذن غائب عنا . . . وهذا معنى الغيبة الكبرى . . .

* العمر الطويل . . .

كيف يمكن لإنسان أن يعيش كل هذا العمر الطويل ؟ . . .

وهو سؤال طبيعي . . . وإجابته طريفة يشار هنا إلى بعضها باختصار :

1 - إن النصارى واليهود مجمعون على طول عمر نبي الله آدم عليه السلام مثلاً وأنه عاش 930 سنة . ( وهو جواب لهم )[2].

2 - في تاريخ مختلف الأمم والشعوب حديث عن معمرين يذكر أن بعضهم عاش آلاف السنين . . .

3 - المسلمون مجمعون على طول عمر النبي نوح والخضر وغيرهما .

4 - يجمع المسلمون أيضاً على أن نبي الله عيسى ينزل ويصلي خلف المهدي . . . فأيهما أطول عمراً يا ترى . . .

5 - وعلى من يقول إن طول عمر النبي عيسى والأنبياء الآخرين إنما هو باعتبارهم أنبياء . . . أن يتذكر ما أجاب به على هذا الاعتراض بعض العلماء السنة والشيعة فقالوا :

هذا خطأ . . . بدليل طول عمر إبليس والدجال لعنهما الله . . .

6 - إن يكون طول العمر غريباً . . . فأكثر منه غرابة أن ينكره مسلم يؤمن بالخلود في الجنة أو النار . . .

فائدة وجود الإمام في غيبته :

وهو أيضاً سؤال من الطبيعي أن يطرح . .

والجواب :

كما أن الحياة مستحيلة دون حرارة الشمس ونورها . . .

ودون الهواء وليس ذلك شركاً لأن الله تعالى خلق الشمس والهواء وسخرهما لذلك . . كذلك تستحيل الحياة بدون وجود مصدر للحرارة المعنوية الروحية ونور الإيمان وأريج النبوة . . .

والحجة الإلهية هي مصدر ذلك ولا شرك في هذا على الإطلاق لأن الوصي الحجة خلقه الله تعالى وهو عبده الذي أمره بالقيام بهذه المهمة .

أما كيف ينتفع الناس بوجود حجة الله رغم غيابه فهو ما بينه لنا المهدي عليه السلام حين قال :

« وأما انتفاع الناس بي في غيبتي فكالشمس غيبها عن الأنظار السحاب » .

وهو يدل على أن للإمام مهاماً يقوم بها ليس هنا مجال الحديث عنها . . . إلا أن من المفيد أن نتذكر المهام التي قام بها العبد الصالح « الخضر » حين كان معه نبي الله موسى ( عليهما السلام ) كما نجد ذلك في سورة الكهف في الآيات 60 - 82 .

 

[1] إثبات الوصية / 13 والمراد بأهل البيت أهل الكعبة أو أهل بت الله الحرام . . .

[2] دافع الكثير من علماء السنة عن مسألة طول عمر الإمام المهدي منهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ومما قاله « وفي التوراة أن ذا القرنين عاش ثلاثة آلاف سنة والمسلمون يقولون ألفاً وخمسمائة » التذكرة / 364 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.