المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16676 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
محظورات ومكروهات الطواف
2024-07-03
ما يكره فعله للمحرم
2024-07-03
ما يجوز للمحرم فعله وما لا يجوز
2024-07-03
كفارة من جرح صيداً حال الاحرام
2024-07-03
كفارة قتل الصيد حلال اللحم
2024-07-03
فضل زيارة النبي صلى الله عليه وآله في الحج
2024-07-03

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اللون الأصفر ودلالته  
  
291   10:02 صباحاً   التاريخ: 2024-05-29
المؤلف : الدكتور ضرغام كريم الموسوي
الكتاب أو المصدر : بحوث قرآنية على ضوء الكتاب والعترة
الجزء والصفحة : 200 - 204
القسم : القرآن الكريم وعلومه / تأملات قرآنية / مصطلحات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-27 3265
التاريخ: 17-12-2015 6772
التاريخ: 2-1-2016 10066
التاريخ: 21-10-2014 2711

اللون الأصفر ودلالته:

         صفر : الصفرة : اللون دون الحمرة أو بين السواد والبياض والوصف أصفر وصفراء ، والفعل اصفر يصفر فهو مصفر[1].

         ولقد ورد ذكر هذا اللون في القرآن الكريم في خمسة مواضع وخرج هذا اللون إلى معاني عدة كالألوان الأخرى بحسب ما تساق إليه وهي :

       الأول : قال تعالى:{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسـر النَّاظِرِينَ}[2]. عن أَبِي عبد الله (عليه السلام) قال: (أَيْ شَدِيدَةُ الصُّفْرَة)[3].قال وهب : كان شعاع الشمس يخرج من جلدها ، ولهذا قال ابن عباس : ان الصفرة تسـر النفس وحض على لباس النعال الصفر ، حكاه عنه النقاش ، وقال الإمام علي (عليه السلام) من لبس نعلي جلد أصفر قل همه؛ لأن الله تعالى يقول:{صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسـر النَّاظِرِينَ}، رواه عنه الثعلبي[4].

         وجاء في الفتوحات الإلهية : أي يحملهم - اللون الأصفر- على التعجب من شدة صفرتها لغرابتها وخروجها عن المعتاد[5].

         فهذا اللون في البقرة حقيقي ، وحصول السـرور يتم بوقوع أبصار الناس على ما هو غير مألوف لديهم ، وليس من صفاته التنفير أو التخويف ، ويقول سيد قطب : سـرور الناظرين لا يتم إلا أن تقع أبصارهم على فراهة وحيوية ونشاط البقرة المطلوبة ، فهذا الشائع في طباع الناس ان يعجبوا ويسـروا بالحيوية والاستواء ، وأن ينفروا من الهزل والتشويه ويشمئزوا[6].

         وجاء في العلم الحديث أن اللون الأصفر يبعث الحيوية والنشاط  ويفيد المصابين بضعف عام ويساعد على تهدئة الأعصاب .

وقيل أراد بصفراء هنا سوداء شديدة السواد كما قول الشاعر:

تلك خيلي منها وتلك ركابي     هن صفر أولادها كالزبيب [7]

 

     والأول أصح ،لإن الإبل إن وصف به دل على السواد ، وانه لا يوصف به البقر على إرادة السواد بل يراد به الصفرة[8].

       الثاني : قال تعالى:{إِنَّهَا تَرْمِي بِشـررٍ كَالْقَصـر * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ }[9]، قال الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (أنها ترمي) أي جهنم (بشـرر) ، وهو ما يتطاير من النار في الجهات (كالقصـر) أي مثله في العظمة وتخويفاً للناس ، وهو واحد القصور من البنيان عن ابن عباس ومجاهد ، والعرب تشبه الإبل بالقصور قال عنترة :

فوقفت فيها ناقتي وكأنها    فدن لأقضي حاجة المتلون[10]

 

      والفدن القصـر ثم شبهه في لونه بالجملات الصفر فقال : {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} أي كأنها أينق سود لما يعتري سوادها من الصفرة عن الحسن وقتادة ، وقال الفراء لا ترى الأسود من الإبل إلا وهو مشـروب بصفرة ، ولذلك سمت العرب سود الإبل صفراء[11].

         على حين ذكر غير واحد معنى آخر لجِمالة، و هو: حبل ضخم من ليف أو خوص من حبال سُفُن البحر، أَو كالحبل من حبال الجُسور، و قرئت‏ جِمالَتٌ‏ صُفْرٌ، على هذا المعنى[12].‏

         فبعد الاطلاع على تفسير هاتين الآيتين يظهر لنا إن ذكر اللون الأصفر هنا قرينة تبين حجم الشـرر المتطاير من جهنم التي نورها ظلمة ، بالمقارنة مع شـرر الدنيا الذي مع صغره قد يسبب الكوارث ، فهو من باب الترهيب والترغيب ، فأما الترهيب لمّا ينال الكافرين من عذاب اليم ، وأما الترغيب فمن أدرك هذا كان حري به ان يعمل صالحا ليصـرفه عنه العذاب ، فهو حث وحض على العمل بطاعة الله عز وجل ، ومصداق كلامنا تعليق ابن ناقيا البغدادي على هذه الآية إذ قال : (إنما ظاهر في تشبيه الشـرر تأكيداً للتخويف من النار ترمي بها وتعظيماً لشأنها وإرهاباً للكافرين من سطوتها والتشبيه على هذا النحو بغير حرف العطف آكد في صفة الموصوف في نعته من تشبيه المعطوف)([13].

       الثالث : قال تعالى:{وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ}([14]، هذه الآيات وردت في معرض التذكير ، فهي أمثلة لتذكير الناس لعلهم يذكرون ويستيقظون من نومهم ، ففي الآية : ذكر الله عز وجل الريح المصفرة ، وهي كناية عن الفقر والجوع والعذاب فإن هذه الريح لا تحمل مطراً ولا تلقح زرعاً وإنما هي جاءت لإنزال العذاب بالقوم الظالمين . وبعض ارجع الهاء في (فرأوه) الى الزرع (الذي يصفـر بالريح للجفاف و يحول عن حال الاخضـرار، فيصير الى الهلاك و يقنط صاحبه الجاهل بتدبير ربه في ما يأخذ به من الشدة بأمره تارة و الرخاء أخرى ليصح التكليف بطريق الترغيب و الترهيب)‏([15].

         وقوله تعالى:{أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ِلأَوْلِي الأَلْبَابِ}([16]، ومثله قوله تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْـحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْـحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}([17].

                أما هاتان الآيتان ، فإنها أروع مثل ضـرب للإنسان ، وهما صفحة من صفحات الهداية التكوينية ، إذ تبين لنا هاتان الآيتان مآل الأشياء من الموجودات من نبات وحيوان وانسان ، يقول الرازي في تفسيرهما : يعني أن من شاهد هذه الأحوال في النبات علم أن أحوال الحيوان والإنسان كذلك ، وإنه وإن طال عمره فلا بدّ له من الانتهاء إلى أن يصير مصفر اللون متحطم الأعضاء والأجراء ، ثم تكون عاقبته الموت ، فإذا كانت مشاهدة هذه الأحوال في النبات تذكره حصول مثل هذه الأحوال في نفسه وفي حياته ، فحينئذ تعظم نفرته من الدنيا وطيباتها ، والحاصل أنه تعالى لمّا ذكر في الآيات المتقدمة ما يقوى الرغبة في الآخرة ، وذكر في هذه ما يقوي النفرة من الدنيا ، فشـرح صفات القيامة يقوي الرغبة في طاعة الله عز وجل ، وإنما قدم الترغيب في الآخرة على التنفير عن الدنيا ؛ لأن الترغيب في الآخرة مقصود بالذات والتنفير عن الدنيا مقصود بالعرض ، والمقصود بالذات متقدماً على المقصود بالعرض([18].

         وقيل : انه مثل ضـربه الله تعالى للقرآن ولصدور من في الأرض ، أي انزل من السماء قرآن فسكله في قلوب المؤمنين ، ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه أي دنيا مختلفاً بعضه أفضل من بعض ، فأما المؤمنين فيزدادون ايماناً وأما الذين في قلوبهم مرض فإنه يهيج كما يهيج الزرع([19].

         وقال الطبرسي: معناه أن إخراج هذه الزروع ألوانا مختلفة بماءٍ واحد ونقلها من حال إلى حال تذكيراً لذوي العقول السليمة إذا تفكروا في ذلك عرفوا الصانع المحدث وعلموا صحته بالإنذار والبعث والإعادة([20].

         فمن هذا العرض يتضح لنا أن اللون الأصفر يفيد الزوال والفناء المتمثل بالهرم ثم الموت ، هذا من وجهة ومن جهة أخرى يفيد النشاط والحيوية لتدارك ما بقي من العمر قبل الوصول إلى هذه المرحلة بعمل الطاعات والإكثار منها .

 

 


[1] عبد الباقي: محمد فؤاد: معجم الفاظ القرآن الكريم2 : 76 .

[2] سورة البقرة : 69.

[3] تفسير القمي‏1 : 50.

[4] ظ: القرطبي : الجامع لأحكام القرآن 1: 251 . والطبرسي: مجمع البيان 1 : 249 .

[5] ظ: الشافعي: سليمان ابن عمر العجيلي: الفتوحات الالهية : 279 .

[6] ظ: سيد قطب: في ظلال القرآن 1 : 79 .

[7] الأعشى : الديوان : 385.

[8] ظ: الطبرسي: مجمع البيان في تفسير القرآن ، 1 : 291 .

[9] سورة المرسلات:32 – 33.

[10] عنترة بن شدّاد: الديوان ، طبع بيروت:14.

[11] ظ: الطبرسي: مجمع البيان في تفسير القرآن 1 :294.

[12] ظ: ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم‏: تفسير غريب القرآن، ط1-1411 هـ. ق‏، الشارح: رمضان، إبراهيم محمد، الناشر: دار و مكتبة الهلال‏، بيروت‏: 433. وابن منظور: لسان العرب ‏11 : 124.

[13] ابن ناقيا: عبد الله بن محمد بن الحسين: الجمان في تشبيهات القرآن ،ط1-1978، تح: محمود حسن ابو ناجي الشيباني، الرياض:287 .

[14] سورة الروم: 51

[15] الطوسي: محمد بن الحسن: التبيان في تفسير القرآن ‏8 : 263.

[16] سورة الزمر:21

[17] سورة الحديد:20

[18] ظ: الفخر الرازي:مفاتيح الغيب 21 : 264 .

[19] ظ: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 8 : 246 .

[20] ظ: الطبرسي:  مجمع البيان في تفسير القرآن 5 : 76 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .