أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-10
916
التاريخ: 2024-05-05
748
التاريخ: 2024-05-18
756
التاريخ: 2024-02-05
1012
|
والواقع أن الوزير كان لا بد من أن يكون واقفًا على سير الأمور في البلاد؛ إذ كانت تصل إليه التقارير عن عمل كل الموظفين المسئولين أمامه، وهو الذي كان يفصل في الأمور الحكومية كلها، وعلى ذلك كان هو قاضي القضاة؛ إذ كانت تُرسَل إليه كل الأحكام التي كانت تُصدِرها المحاكم المحلية المختلفة، وكان يذهب كل يوم إلى مكتب وزارته ويتربع على كرسيه، ويجلس رجال مجلسه على كلا جانبيه وهم «عظماء الجنوب»، ثم يُؤتى أمامه بأصحاب المظالم والشكايات والمذنبين فيَفصِل في أمورهم، وكان يوجِّه عنايتَه التامة إلى موضوع الأملاك، وبخاصة حدود الحقول التي كانت في معظم الأحيان تَضِيع معالمُها بسبب فيضان النيل، هذا فضلًا عن حوادث التعدي التي كانت تحدث كثيرًا والمنازعات التي كانت تقوم بسبب الإرث، كما كان يرسل إلى المقاطعات رسلًا بمثابة عمال اتصال بين إدارة المقاطعات ومكتب الوزير، فكان عليهم أن يقدموا إليه ثلاثة تقارير كل سنة في اليوم الأول من الشهر الرابع من فصول السنة الثلاثة، وبهذه الاحتياطات الحكيمة تلافت الإدارة المركزية التي كانت في أيدي موظفين معينين من قِبَل الفرعون الوقوع في خطر العودة إلى الحكم الإقطاعي، وكذلك كانت كل الوصايا لا تنفذ إلا إذا أجازها الوزير ووقَّع عليها بخاتمه، وكان الوزير يسير في أحكامه على نهج الحِيَاد المطلق، كما كان رائده في كل أعماله تنفيذ الحق مع مراعاة مصلحة الفرعون في صغار الأمور وكبارها، وكان يُحلِّي جيدَه صورة إلهة العدل «ماعت» لتذكِّره دائمًا بواجبه (1) من حيث العدالة، وكان من حقه أن يستعمل العصا مع المجرمين لانتزاع الاعترافات منهم، هذا إلى حلف اليمين باسم الملك، (2) وكان كل مَن يحنث فيه يُعاقَب أشد عقاب. وقد كان يعمل مع الوزير بصفة دائمة رئيسان للخزانة على ما يظهر كما كان يعمل تحت إدارتهما رؤساء عمال الخزانة والمخازن والمصانع التي كانت تجمع فيها الضرائب والمصنوعات من خمر وزيت وحيوان وملابس وآلات من كل الأنواع حتى أسلحة الحرب وعرباتها والقطع الفنية التي كان يُنتجها المفتنُّون والمجوهرات، هذا فضلًا عن إدارة أعمال الفرعون الخاصة كإقامة المباني وصناعة اللبِن والإشراف على مناجم قطع الأحجار وجلب الأخشاب وصناعتها (راجع مهام الوزير الجزء الرابع). وقد كان يُخصَّص لكل معمل أو مصنع من هذه الإدارات جيش من العمال عظيم العدد، معظمهم من الرقيق وبعضهم من المصريين، وهؤلاء العبيد قد جلبهم الفرعون من البلاد التي فتحها بحدِّ السيف في حروبه، وكان يقوم على تشغيلهم والإشراف عليهم عدد عظيم من الموظفين من كل الدرجات كل على حسب العمل الذي يشرف عليه (راجع ج4، رخ مي رع).
........................................
1- (A. S. XL, p. 185).
2- في عهد الفرس كان الحلف يعقد بالإله المحلي بدلا من الفرعون. غير أننا لم نعرف بأي إله يعقد اليمين إذا كان المتخاصمان مختلفين في الديانة ( (S. Ber. Berl. P.140
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
نقابة تمريض كربلاء تشيد بمستشفى الكفيل وتؤكّد أنّها بيئة تدريبية تمتلك معايير النجاح
|
|
|