أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1612
التاريخ: 11-10-2014
2751
التاريخ: 2023-08-31
1437
التاريخ: 26-04-2015
6511
|
في تفسير العياشي : سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن المحكم والمتشابه قال : المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله.
أقول : وفيه تلويح إلى أن المتشابه مما يمكن العلم به.
وفيه ، أيضا عنه (عليه السلام) : أن القرآن محكم ومتشابه : فأما المحكم فتؤمن به وتعمل به وتدين ، وأما المتشابه فتؤمن به ولا تعمل به ، وهو قول الله عز وجل : {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران : 7]. والراسخون في العلم هم آل محمد.
أقول : وسيجيء كلام في معنى قوله (عليه السلام) : والراسخون في العلم هم آل محمد.
و فيه ، أيضا عن مسعدة بن صدقة قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه قال : الناسخ الثابت المعمول به ، والمنسوخ ما قد كان يعمل به ثم جاء ما نسخه ، والمتشابه ما اشتبه على جاهله.
قال : وفي رواية : الناسخ الثابت ، والمنسوخ ما مضى ، والمحكم ما يعمل به ، والمتشابه ما يشبه بعضه بعضا.
وفي الكافي ، عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال : فالمنسوخات من المتشابهات وفي العيون ، عن الرضا (عليه السلام) : من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم. ثم قال إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ، فردوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتبعوا متشابهها فتضلوا.
أقول : الأخبار كما ترى متقاربة في تفسير المتشابه ، وهي تؤيد ما ذكرناه في البيان السابق : أن التشابه يقبل الارتفاع ، وأنه إنما يرتفع بتفسير المحكم له.
وأما كون المنسوخات من المتشابهات فهو كذلك كما تقدم ووجه تشابهها ما يظهر منها من استمرار الحكم وبقائه ، ويفسره الناسخ ببيان أن استمراره مقطوع.
وأما ما ذكره (عليه السلام) في خبر العيون : أن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن ، فقد وردت في هذا المعنى عنهم (عليهم السلام) روايات مستفيضة ، والاعتبار يساعده فإن الأخبار لا تشتمل إلا على ما اشتمل عليه القرآن الشريف ، ولا تبين إلا ما تعرض له وقد عرفت فيما مر : أن التشابه من أوصاف المعنى الذي يدل عليه اللفظ وهو كونه بحيث يقبل الانطباق على المقصود وعلى غيره لا من أوصاف اللفظ من حيث دلالته على المعنى نظير الغرابة والإجمال ، ولا من أوصاف أعم من اللفظ والمعنى.
وبعبارة أخرى : إنما عرض التشابه لما عرض عليه من الآيات لكون بياناتها جارية مجرى الأمثال بالنسبة إلى المعارف الحقة الإلهية ، وهذا المعنى بعينه موجود في الأخبار ففيها متشابه ومحكم كما في القرآن ، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم وفي تفسير العياشي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه (عليه السلام) : أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) : هل تصف لنا ربنا نزداد له حبا ومعرفة؟ فغضب وخطب الناس فقال فيما قال عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته وتقدمك فيه الرسول من معرفته ، واستضئ من نور هدايته فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها ، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين ، وما كلفك الشيطان عليه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ، ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أمره فكل علمه إلى الله ، ولا تقدر عظمة الله واعلم يا عبد الله : أن الراسخين في العلم الذين اختارهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فقالوا آمنا به كل من عند ربنا ، وقد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين.
أقول : قوله (عليه السلام) : واعلم يا عبد الله أن الراسخين في العلم الخ ظاهر في أنه (عليه السلام) أخذ الواو في قوله تعالى : (و الراسخون في العلم يقولون) ، للاستئناف دون العطف كما استظهرناه من الآية ومقتضى ذلك أن ظهور الآية لا يساعد على كون الراسخين في العلم عالمين بتأويله ، لا أنه يساعد على عدم إمكان علمهم به ، فلا ينافي وجود بيان آخر يدل عليه كما تقدم بيانه وهو ظاهر بعض الأخبار عن أئمة أهل البيت كما سيأتي.
وقوله (عليه السلام) : الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب ، خبر أن ، والكلام ظاهر في تحضيض المخاطب وترغيبه أن يلزم طريقة الراسخين في العلم بالاعتراف بالجهل فيما جهله فيكون منهم ، وهذا دليل على تفسيره (عليه السلام) الراسخين في العلم بمطلق من لزم ما علمه ولم يتعد إلى ما جهله.
والمراد بالغيوب المحجوبة بالسدد : المعاني المرادة بالمتشابهات المخفية عن الأفهام العامة ولذا أردفه بقوله ثانيا : فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره ، ولم يقل بجملة ما جهلوا تأويله فافهم.
و في الكافي ، عن الصادق (عليه السلام) : نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.
أقول : والرواية لا تخلو عن ظهور في كون قوله تعالى (و الراسخون في العلم) ، معطوفا على المستثنى في قوله : (و ما يعلم تأويله إلا الله) لكن هذا الظهور يرتفع بما مر من البيان وما تقدم من الرواية ، ولا يبعد كل البعد أن يكون المراد بالتأويل هو المعنى المراد بالمتشابه فإن هذا المعنى من التأويل المساوق لتفسير المتشابه كان شائعا في الصدر الأول بين الناس.
وأما قوله (عليه السلام) : نحن الراسخون في العلم ، وقد تقدم في رواية للعياشي عن الصادق (عليه السلام) قوله : والراسخون في العلم هم آل محمد ، وهذه الجملة مروية في روايات أخر أيضا فجميع ذلك من باب الجري والانطباق كما يشهد بذلك ما تقدم ويأتي من الروايات.
وفي الكافي ، أيضا عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى أن قال : يا هشام إن الله حكى عن قوم صالحين : أنهم قالوا : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا - وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها ، إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة ينظرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا ، وسره لعلانيته موافقا ، لأن الله عز اسمه لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه.
أقول : قوله (عليه السلام) : لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، في معنى قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، وقوله (عليه السلام) : ومن لم يعقل عن الله "الخ" أحسن بيان لمعنى الرسوخ في العلم لأن الأمر ما لم يعقل حق التعقل لم ينسد طرق الاحتمالات فيه ، ولم يزل القلب مضطربا في الإذعان به وإذا تم التعقل وعقد القلب عليه لم يخالفه باتباع ما يخالفه من الهوى فكان ما في قلبه هو الظاهر في جوارحه وكان ما يقوله هو الذي يفعله ، وقوله : ولا يكون أحد كذلك الخ بيان لعلامة الرسوخ في العلم.
و في الدر المنثور ، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أنس وأبي أمامة ووائلة بن أسقف وأبي الدرداء : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن الراسخين في العلم فقال : من برت يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه ، ومن عف بطنه وفرجه فذلك من الراسخين في العلم.
أقول : ويمكن توجيه الرواية بما يرجع إلى معنى الحديث السابق.
وفي الكافي ، عن الباقر (عليه السلام) : أن الراسخين في العلم من لا يختلف في علمه.
أقول : وهو منطبق على الآية ، فإن الراسخين في العلم قوبل به فيها قوله : (الذين في قلوبهم زيغ) ، فيكون رسوخ العلم عدم اختلاف العالم وارتيابه.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة : أن رسول الله كان يكثر في دعائه أن يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلت : يا رسول الله وإن القلوب لتتقلب؟ قال نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فإن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه ، الحديث.
أقول : وروي هذا المعنى بطرق عديدة عن عدة من الصحابة كجابر ونواس بن شمعان وعبد الله بن عمر وأبي هريرة ، والمشهور في هذا الباب ما في حديث نواس : قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن.
وقد روى اللفظة (فيما أظن) الشريف الرضي في المجازات النبوية.
وروي عن علي (عليه السلام) : أنه قيل له. هل عندكم شيء من الوحي؟ قال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه.
أقول : وهو من غرر الأحاديث ، وأقل ما يدل عليه : أن ما نقل من أعاجيب المعارف الصادرة عن مقامه العلمي الذي يدهش العقول مأخوذ من القرآن الكريم.
والكافي ، عن الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : يا أيها الناس إنكم في دار هدنة ، وأنتم على ظهر سفر ، والسير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ، ويقربان كل بعيد ، ويأتيان بكل موعود ، فأعدوا الجهاز لبعد المجاز ، قال : فقام المقداد بن الأسود فقال : يا رسول الله وما دار الهدنة؟ فقال : دار بلاغ وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع ، وماحل مصدق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم ، ظاهره أنيق وباطنه عميق ، له تخوم وعلى تخومه تخوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره ، ينج من عطب ، ويخلص من نشب ، فإن التفكر حيوة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات ، فعليكم بحسن التخلص ، وقلة التربص.
أقول : ورواه العياشي في تفسيره إلى قوله : فليجل جال.
وفي الكافي ، وتفسير العياشي ، أيضا عن الصادق (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الأحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار.
أقول : والروايات في هذا المساق كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام).
وفي تفسير العياشي ، عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن ، وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ، ما يعني بقوله : ظهر وبطن؟ قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله ، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد ، يجري كما يجري الشمس والقمر ، كلما جاء منه شيء وقع ، قال الله : وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ، نحن نعلمه.
أقول : الرواية المنقولة في ضمن الرواية هي ما روته الجماعة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بألفاظ مختلفة وإن كان المعنى واحدا كما في تفسير الصافي ، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا.
وفيه ، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا : أن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن.
وقوله (عليه السلام) منه ما مضى ومنه ما يأتي ، ظاهره رجوع الضمير إلى القرآن باعتبار اشتماله على التنزيل والتأويل فقوله : يجري كما يجري الشمس والقمر يجري فيهما معا ، فينطبق في التنزيل على الجري الذي اصطلح عليه الأخبار في انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق قوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة : 119] ، على كل طائفة من المؤمنين الموجودين في الأعصار المتأخرة عن زمان نزول الآية ، وهذا نوع من الانطباق ، وكانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس ، وانطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المؤمنين ، وهذا نوع آخر من الانطباق أدق من الأول ، وكانطباقها وانطباق آيات المذنبين على أهل المراقبة والذكر والحضور في تقصيرهم ومساهلتهم في ذكر الله تعالى ، وهذا نوع آخر أدق من ما تقدمه ، وكانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية ، وهذا نوع آخر أدق من الجميع.
ومن هنا يظهر أولا : أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم ، وقد صور الباحثون عن مقامات الإيمان والولاية من معانيه ما هو أدق مما ذكرناه.
وثانيا : أن الظهر والبطن أمران نسبيان ، فكل ظهر بطن بالنسبة إلى ظهره وبالعكس كما يظهر من الرواية التالية.
وفي تفسير العياشي ، عن جابر قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت جعلت فداك كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم! فقال : يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن ، وظهرا وللظهر ظهر ، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، إن الآية تكون أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف على وجوه.
وفيه ، أيضا عنه (عليه السلام) في حديث قال : ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات والأرض ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر.
وفي المعاني ، عن حمران بن أعين قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن ظهر القرآن وبطنه فقال : ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بأعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في أولئك وفي تفسير الصافي ، عن علي (عليه السلام) : ما من آية إلا ولها أربعة معان : ظاهر وباطن وحد ومطلع ، فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحد هو أحكام الحلال والحرام ، والمطلع هو مراد الله من العبد بها.
أقول : المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل أنه (عليه السلام) عده من المعاني ، فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو في باطن الظاهر من المعنى ، والمراد بقوله : هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا ، والحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن نسبيان كما عرفت فيما تقدم ، فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى.
والمطلع إما بضم الميم وتشديد الطاء وفتح اللام اسم مكان من الاطلاع ، أو بفتح الميم واللام وسكون الطاء اسم مكان من الطلوع ، وهو مراد الله من العبد بها كما ذكره (عليه السلام).
وقد ورد هذه الأمور الأربعة في النبوي المعروف هكذا : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، لكل آية منها ظهر وبطن ولكن حد مطلع.
وفي رواية : ولكل حد ومطلع.
ومعنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ولكل حد مطلع على ما في إحدى الروايتين : أن لكل واحد من الظهر والبطن الذي هو حد مطلع يشرف عليه ، هذا هو الظاهر ، ويمكن أن يرجع إليه ما في الرواية الأخرى : ولكل حد ومطلع بأن يكون المعنى : ولكل منهما حد هو نفسه ومطلع وهو ما ينتهي إليه الحد فيشرف على التأويل ، لكن هذا لا يلائم ظاهرا ما في رواية علي (عليه السلام) : ما من آية إلا ولها أربعة معان "الخ" إلا أن يراد أن لها أربعة اعتبارات من المعنى وإن كان ربما انطبق بعضها على بعض.
وعلى هذا فالمتحصل من معاني الأمور الأربعة : أن الظهر هو المعنى الظاهر البادئ من الآية ، والباطن هو الذي تحت الظاهر سواء كان واحدا أو كثيرا ، قريبا منه أو بعيدا بينهما واسطة ، والحد هو نفس المعنى سواء كان ظهرا أو بطنا والمطلع هو المعنى الذي طلع منه الحد وهو بطنه متصلا به فافهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|