4- نموذج فيبلين نموذج علم الاجناس الاجتماعي :

بينما يحاول الاقتصاديون الربط بين تصرفات المستهلك وبين نموذج مارشال فقد انتحى فيبلن ناحية أخرى اذ اهتم بدراسة الاجتماع. حيث نظر فيبلن إلى الانسان على انه حيوان اجتماعي. يتشكل حسب البيئة المحيطة والمستويات التي يختلط بها وبالمجموعات التي تواجه بعضها بعضاً تتشكل حاجات الانسان وسلوكه حسب انتسابه إلى جماعة من الناس داخل المجتمع ويقوم نموذج فيبلن على أن الاستهلاك لا يتأثر فقط بالحاجات الغريزية او الاشباعات المطلوبة ولكن حسب المركز الاجتماعي ولذلك فقد ركز كلامه على ان اقوى العوامل المؤثرة تظهر بصفة خاصة عند اختيار السلع الغالية مثل الملابس السيارات والمنازل ولقد ثبت في الوقت الحالي أن بعض المفاهيم التي قدمها فيبلن كان مبالغاً فيها حيث أن الطبقة الغنية لا تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها الطبقات الأخرى كما أن بعض الأفراد يتطلعون إلى تقليد ما تسلكه الطبقة الغنية. ولم يكن فيبلن هو الاول او الوحيد الذي حاول أن يعلق أهمية على المؤثرات الاجتماعية على سلوك الأفراد إلا أن ملاحظاته المتفرقة قد دفعت تابعيه إلى الاستمرار في البحث والدراسة.  

تطبيقات نموذج فيبلن في التسويق :

لقد تبلورت اتجاهات التفكير المختلفة في علم الاجتماع وعلم الأجناس وعلم النفس الاجتماعي في أن اتجاهات الأفراد وسلوكهم يتأثر بالبيئات المختلفة في المجتمع بالحضارة والطبقات الاجتماعية والجماعات المحيطة والمشكلة التي تواجه رجل التسويق هي أن يحدد المستويات الاجتماعية الأكثر أهمية في التأثير في الطلب على منتجاته.  

تعتبر البيئة المحيطة ومستوى الحضارة من أقوى المؤثرات في سلوك الانسان. ميل الانسان إلى استيعاب الحضارة التي عاشها ويعتقد في صحتها لحين ظهور بعض الاتجاهات الجديدة أو لحين ان يقابل جماعة أخرى او يختلط بفئة أخرى.

يختلف الأفراد بعضهم عن بعض ليس افقياً فحسب ولكن رأسياً كذلك عن طريق تطبيق مبدأ تقسيم العمل. وتتحدد هذه الطبقات وفقاً لاعتبارات الثروة والمهارة والقوة وطالما أنه داخل كل طبقة من طبقات المجتمع تتجمع نفس المؤثرات وهي تختلف بطبيعة الحال عن المؤثرات التي تعمل في طبقة اجتماعية أخرى يصبح من المفيد أن نسترشد ببعض المتغيرات التي تقسم الأسواق إلى قطاعات معينة بقصد التميز بين ردود الفعل لهذه المتغيرات بالنسبة لكل قطاع. وقد وجد بالفعل اختلاف بين هذه الطبقات الاجتماعية من حيث طبيعة النشاط ووقت الفراغ ومن حيث نسبة الإنفاق على الاكل والاهتمام بالزي والموضة وقبول الجديد والمستحدث من السلع.  

ومن وجهة نظر التسويق فان اختيار العلامة التجارية سوف يتأثر بشكل متزايد بما يفعله الأقران والأصدقاء ويظهر هذا بشكل واضح عند شراء السجائر والسيارات. ولقد تزايد الاهتمام بأثر المجموعات الصغيرة المتصلة والمواجهة للمستهلك بصفة خاصة في السنوات الأخيرة بصدد الحملات الإعلانية التي تحاول أن تغير من الاستهلاك من بعض السلع. فمثلاً حاولت بعض الحملات الإعلانية أن تغير من نظرة المستهلك إلى شرب اللبن لكي تجعله مشروباً للضيافة أو المناسبات الاجتماعية. كما حاولت صناعة الملابس الجاهزة للرجال أن تزيد من اهتمام الرجال بالزي والموضة عن طريق الإعلان الذي يقول ان حكم الناس عليك يتوقف على اختيار الزي.