المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الكهولة والعقل والأخلاق  
  
754   01:55 صباحاً   التاريخ: 2024-05-01
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 23 ــ 24
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-02 1178
التاريخ: 2024-04-16 754
التاريخ: 2024-05-23 782
التاريخ: 2023-05-13 1498

خلال مرحلة أواسط العمر يصل مخ الإنسان إلى كماله النهائي، وتزدهر قوة العقل بصورة جيدة، أما الأخلاق التي تعتبر جسر الارتباط الاجتماعي ورمز الانسجام مع الناس فإنها ترسو على شاطئ الاستقرار. إن الرجال الذين بلغوا أواسط العمر يواجهون خلال فعاليتهم مسائل مختلفة، ويحصلون على تجارب كثيرة هي ذخيرة ثمينة في حياة الإنسان.

ولكن مع انتهاء سن الأربعين تنتهي مرحلة الكهولة وتبدأ مرحلة الشيخوخة مع كل ما فيها من ضعف وانهيار وبتقدمها يزداد هذا الضعف.

بدء التقهقر: (بعد سن الأربعين تظهر تغييرات تراجعية على جسم الإنسان، أي أن بعض الأنسجة تتحلل أو تصاب بالتصلب، وتقل القوى الحياتية بالتدريج، إلى جانب حدوث نقص في فعاليات الجسم، وهذه الخسائر الظاهرية هي في الواقع مقدمة لمرحلة الشيخوخة) (1).

(يقول الدكتور كارل: كلما تقدمنا نحو الشيخوخة ازداد البروتوئين في سائل الدم، وتغيرت خصائصه، خاصة ان بعض المواد الدهنية تتفاعل مع الدم تفاعلا يؤثر في بعض الخلايا فتقلل من سرعة تكاثرها.

تبدأ الانسجة الاصيلة في الجسم بفقدان فعاليتها بصورة تدريجية، ويتم ترميمها ببطء، وأحياناً لا يمكن ذلك، ولكن سرعة هذه التغييرات تختلف في الأجسام، وبدون أن نعلم السبب الحقيقي، لذلك نرى أن بعض أعضاء الجسم تظهر عليها الشيخوخة أسرع من الأعضاء الأخرى، وتشمل هذه الشيخوخة الموضعية أحياناً الشرايين أو القلب أو الكلى أو الخ) (2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ كتاب الانسان، ص 46.

2ـ الانسان ذلك المجهول، ص 164. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.